مقالات

اللواء/ طارق الفامي يكتب : “صراع الأقوياء “

 

إن روسيا الأن و فى عهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عادت مرة أخرى إلى قوة عظمى ولكن هذه المرة ليست عسكرية فقط كما كانت فى السابق بل أصبحت قوة عظمى عسكريا و سياسياً و علميا و إقتصاديا .
فلم يعد النسر الأمريكي يحلق فى الآفاق السياسية منفرداً بل عاد الدب الروسي الى الساحة السياسية فتواجد القطبان الكبيران مرة أخرى على المفترق السياسي .
فشاهدنا فى الآونة الأخيرة على المسرح السياسي تصعيدا إعلاميا و سياسياً و عسكرياً بين الدب الروسي و النسر الأمريكي تذكرنا هذه الأجواء بالحرب الباردة بينهما كما كانت فى السابق فهناك صراع روسى أمريكى فى المنطقة العربية ( الشرق الأوسط سابقا ) ففى الآونة الأخيرة شاهدنا تصاعدا كبيرا لهذا الصراع فى المنطقة العربية و أصبحت مسرحا لهذا الصراع بين القوتيين العظميين فروسيا تحاول تعميق نفوذها و إستعادة مصالحها فى المنطقة العربية كما كانت أثناء الحرب الباردة مع أمريكا بينما أمريكا تحاول الحفاظ و تطوير علاقاتها السياسية و الإقتصادية و العسكرية مع دول المنطقة العربية حيث تمتلك أمريكا إستثمارات مع الدول العربية بمليارات الدولارات بالإضافة للقواعد العسكرية الإستراتيجية فى المنطقة العربية مما يتيح لها نفوذ سياسى كبير فى المنطقة العربية ولكن بنظرة تعالي و عدم إحترام للأنظمة العربية و فرض السيطرة و الهيمنة الأمريكية على بعض الحكام العرب ووصل الأمر إلى تدمير بعض الدول العربية مثل العراق و محاولة تدمير سوريا على سبيل المثال فقد كانت كل العلاقات الأمريكية فى المنطقة العربية كارثية مما كان له تداعيات سلبية لا تصب فى مصلحة أمريكا و إستغلت روسيا هذه السلبيات الكارثية فى العلاقات الأمريكية مع دول المنطقة العربية و حولتها الى إيجابيات فى علاقاتها مع دول المنطقة العربية لتستفيد روسيا من هذه الأخطاء فى تعزيز علاقاتها بدول المنطقة العربية و إستغلت كل الثغرات فى صالحها لكى تستمر العلاقات الروسية طويلا فى المنطقة العربية .
وعلى مر التاريخ تعتبر المنطقة العربية مطمع للإمبراطوريات و الدول الكبرى و أصبحت سوريا ميدان صراع بين أمريكا و حلفائها من جهة و روسيا و حلفائها من جهة أخرى و أصبحت التحالفات فى المنطقة العربية تجهز لمسرح عمليات الحرب العالمية الثالثة التى يجهزون لها الأن .
و لكل من روسيا و أمريكا مصالح فى المنطقة العربية و مازالت القوتان تتنافسان و تخوضان الحروب بالوكالة للسيطرة على المنطقة العربية التى يجهزونها الأن لقيام الحرب العالمية الثالثة ومن يجهزها الأن كما نعلم هم الحكومة الماسونيه الصهيونيه الخفية التى تحكم العالم فى الخفاء لإعلان دولتهم الكبرى من النيل إلى الفرات و بناء هيكل الشيطان الماسونى فى القدس على أنقاض المسجد الأقصى ليكون مكان جلوس الدجال المخلص لهم كما فى تلمودهم وهذا هو حلمهم .
ولأن المنطقة العربية والتى بها الثروات البترولية و التعدينية التى كانوا يستغلونها وهى التى سوف تقام على أرضها الحرب العالمية الثالثة .
فنرى الأنظار تتوجه إلى إيجاد البديل لتوفير الوقود و الميزانية لهذه الحرب وهى دولة فنزويلا التى تحاول أمريكا إفتعال الأزمات معها لإستغلالها سياسياً و نهب ثرواتها إقتصاديا حيث تمتلك فنزويلا أكبر مخزون إحتياطي من النفط فى العالم بخلاف ثرواتها التعدينية لتكون البديل عن دول المنطقة العربية فى توفير وقود و ميزانية الحرب العالمية الثالثة لذلك ذهب إليها الدب الروسي ليستمر الصراع مع النسر الأمريكي على أراضى فنزويلا وخاصة بعد أن إستعانت فنزويلا بالدب الروسى لحماية ثرواتها النفطية و التعدينية من يد أمريكا ومنع التدخل العسكري الأمريكي في فنزويلا فروسيا لها المقدرة على إفشال أى تحرك أمريكى دولى يمكن أن يحدث فى مجلس الأمن بشأن فنزويلا و السماح بإستخدام القوة العسكرية ضدها .
إن الصراع الروسي الأمريكي سيظل قائماً لمحاولة الدب الروسي إستعادة أمجاد الماضي ضد النسر الأمريكي الذى وهنت أجنحته و تقصف ريشه و أصبح لا يحظى بأى تأييد شعبى عربى أو إسلامي فقد قارب الدور الأمريكي على الإنتهاء كما كانت بريطانيا العظمى الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس و سوف نشاهد تقلص الدور الأمريكي ليصبح متوازن مع الدور الروسي و لن تكون هناك هيمنة القطب الواحد .( طارق الفامي ) .

زر الذهاب إلى الأعلى