مقالات

معالم مصر التاريخية علي مر العصور يكتبها : المهندس” طارق بدراوى” ** مدينة العريش **

سلسلة معالم مصر التاريخية علي مر العصور
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
** مدينة العريش **
العريش مدينة تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط شمال شرق شبه جزيرة سيناء في جمهورية مصر العربية وهي عاصمة محافظة شمال سيناء وتقع على بعد 344 كيلومترا شمال شرق القاهرة ويربطها بباقي مدن مصر الطريق الساحلي الدولي الذى يمتد من رفح إلي العريش إلي بئر العبد إلي رمانة بشمال سيناء ويمتد حتي يصل إلي السلوم غربا بالإضافة إلي طريق العريش القنطرة شرق ومنها عبر العبارات أو كوبرى السلام المعلق فوق قناة السويس إلي القنطرة غرب فالإسماعيلية ومنها عبر طريقي القاهرة الإسماعيلية الزراعي والصحراوى إلي باقي أنحاء مصر وهي تعد أهم المدن الشاطئية في شبه جزيرة سيناء التي تقع علي البحر الأبيض المتوسط بل هي أكبر مدينة صحراوية في مصر علي الإطلاق وكانت العريش ميناءا هاما منذ أقدم العصور كما كانت موقعا إستراتيجياً علي الطريق الحربي الكبير المسمي بطريق حورس وكانت تمر بها الجيوش دائما وهي في طريقها من وإلى مصر وفي العصور الوسطي إحتلت العريش أهمية خاصة خلال فتح العرب لمصر في القرن السابع الميلادى فقد مر بها جيش الفتح الإسلامي بقيادة الصحابي الجليل عمرو بن العاص وكانت أول المدن المصرية التي يدخل فيها الإسلام وفى الوقت الحاضر فإن مدينة العريش تعد المركز الرئيسي للنشاط الثقافى والإجتماعى فى شمال سيناء …..
وتسكن في مدينة العريش قبائل الملالحة والتياها والسواركة ومزينة والترابين ويتعدى عدد قبيلة الترابين في العريش 70 ألف نسمة والعرايشية وهم سكان العريش الحضر يعود نسب معظمهم إلي أفراد قوة حامية قلعة العريش التي ألغاها محمد علي باشا فما كان من الجنود والضباط الذين جاءوا من تركيا والبوشناق وهي البوسنة الحالية والذين كانوا يمثلون أغلب أفراد الحامية إلا أن إستقروا بعائلاتهم بها ومن هؤلاء الجنود ينحدر معظم العرايشية ومنهم عائلة الكاشف وهناك بين العرايشية من يعودون بنسبهم إلي أصول من وادي النيل مثل عائلة المطرى وعائلة الحجاوى الذين تربطهم مع الفنان زكريا الحجاوي صلة نسب ومن العائلات المشهورة بالعريش عائلة آل كريم وينحدرون من أل يعقوب وآل سليمان ومنهم تنحدر عائلة عثمان وهناك أيضا النخالوة الذين يعودون بنسبهم إلي حامية نخل بوسط سيناء ولهم نفس أصول حامية قلعة العريش وإن كانت طباعهم تميل إلي البداوة نظرا لإحتكاكهم التاريخي ببدو سيناء في الوسط خصوصا قبيلة الملالحة والعوامر والتياها أما الفواخرية فلهم حي خاص بهم وتجمع معظم المصادر ومنها نعوم بك شقير إلي أنهم من سوريا وهناك أيضا بين العرايشية من يعودون بنسبهم إلي قبائل بدوية مثل عائلة العيادى ويعودون لقبيلة العيايدة وعائلة الترباني الذين يعودون إلي قبيلة الترابين وينتشر البدو في مدينة العريش بجميع أحيائها الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية ويتميز حي الصفا بأنه يعيش فيه أعداد كبيرة من البدو من أبناء قبيلة التياها والسواركة …..
وقبل أن تكون العريش عاصمة لمحافظة شمال سيناء كان يحكمها النظام البدوى والنظام القروى وهو نظام العمدة لذلك لقبت عائلة آل كريم بأنهم العمد لأنه قد ظلت العمودية تحت أيديهم لفترات طويلة وكان بيت العمدة مفتوحا لكل الناس لحل المشاكل والمنازعات ولم يغلق باب العمدة أبدا ومن أشهر من تولوا العمودية الحاج كريم عبد الشافي كريم والحاج صالح كريم الذي توفى إلى رحمة الله تعالي في فترة الإحتلال الإسرائيلي للعريش من عام 1967م وحتي عام 1979م ورفض إبنه الحاج رشدي صالح كريم تولي العمودية في عهد الإحتلال حتى لايتعامل مع السلطة الصهيونية وبعد أن جاء السلام لأرض العريش تسلمت الحكومة المصرية زمام العريش وحولت إقليم سيناء إلى محافظتين شمال سيناء وعاصمتها العريش وجنوب سيناء وعاصمتها مدينة الطور وأهم مدنها السياحية شرم الشيخ والتي تعقد فيها معظم المؤتمرات واللقاءات الرئاسية بالإضافة إلي مدينتي دهب ونويبع وأصبحت منطقة شمال سيناء منطقة لجذب السياح والمستثمرين والأهالي لسهولة العيش فيها وطيبة أهلها وتوافر كل الموارد للحياة الكريمة بأقل الأسعار حتى أصبح عدد الوافدين إلى العريش أكثر من عدد أهل العريش الأصليين العرايشية أنفسهم خاصة وأن هناك الكثير من أهل العريش لم يستطيعوا الرجوع إلى العريش بعد العدوان الإسرائيلي وعملوا في الخارج وفي دول الخليج هذا ويعمل في مدينة العريش أبناء الوادي الذين جاءوا بعد السلام وعودة سيناء إلي السيادة المصرية وغالبيتهم من موظفي المصالح الحكومية …..
وبخصوص التعليم في شمال سيناء فإن الكليات التي توجد بها تتبع جامعة قناة السويس ويأتي على رأسها كلية التربية بالعريش وكلية العلوم الزراعية والمعهد العالي للسياحة والفنادق والمعهد العالي للعلوم التجارية والحاسب الآلي والمعهد العالي للغات وبخصوص النشاط السياحي بالعريش فنجد أنه توجد مجموعة من الفنادق والقرى والمنتجعات السياحية متعددة المستويات حيث نجد منتجع سويس إن العريش فئة خمس نجوم وهو من أكبر فنادق العريش ومن القرى السياحية نجد قرية سما العريش التي تتميز بشاليهاتها المجهزة بكل وسائل الراحة وحمامات السباحة وحدائق الأطفال ومن المنتجعات نجد منتجع كورال بيتش والذي يقام فيه سنويا سباق الهجن الدولي …..
ومدينة العريش بها العديد من الأحياء الجديدة كالريسة والسلام والجيش والمساعيد وهناك تخطيط جديد متكامل للمدينة وبالعريش مطار مدنى دولي وميناء بحرى وحديقة للحيوان ومتحف للتراث إلى جانب توافر المرافق المتطورة أما أبرز ما تشتهر به فهو شاطئها الجميل على البحر المتوسط والذى تنتشر عليه الفنادق والقرى والمنتجعات السياحية ويعرف بصفوف النخيل الكثيفة والتى تميزه عن أى شاطىء رملى آخر على ساحل البحر المتوسط ولذلك يطلق عليه إسم شاطيء النخيل …..
وتقع بالعريش محمية من أهم المحميات الطبيعية في مصر والعالم وهي محمية الزرانيق والتي تقع في الجزء الشرقي من بحيرة البردويل علي مسافة نحو 30 كيلو متر غرب العريش وعلي بعد حوالي 200 كم من قناة السويس وتشغل مساحة 250 كم2 وتنتمي محمية الزرانيق للأراضى الرطبة بحوض البحر المتوسط كما يقع فى نطاقها موقعين أثريين هما الفلوسيات والخوينات وتمثل هذه المنطقة أحد المفاتيح الرئيسية لهجرة الطيور في العالم حيث أثبتت الدراسات أهمية المنطقة وموقعها الفريد الذي يربط بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا حيث تمثل المنطقة جسر عبور للطيور المهاجرة بين هذه القارات خاصة في فصلي الخريف والربيع من كل عام فتهاجر الطيور من شرق أوربا وشمال غرب آسيا وروسيا وتركيا في طريقها إلي وسط وجنوب شرق أفريقيا هربا من صقيع الشتاء وسعيا وراء مصادر الغذاء الوفيرة مارة بهذه المحمية وقد تستقر بعض أنواع من هذه الطيور في البحيرات المصرية وقد تم تسجيل 270 نوعا من الطيور في المحمية تمثل 14 فصيلة أهمها البجع والبشاروش والبط والبلشون وأبو قردان واللقلق ومرزة الدجاج والصقر والسمان والحجوالة والحدأة والكروان والطيطوي والنورس وخطاف البحر والقمري والوروار والغراب والهدهد وأبو فصادة والدقناش والحميراء والأبلق والطيور الخواضة وغيرها كما تعيش بالمحمية 7 أنواع من الطيور المقيمة بها إقامة دائمة منها المكاء والنكات وأبو الرؤوس السكندرى والخطاف الصغير
وتضم المحمية بحيرة الزرانيق والجزر الرملية داخلها وإمتداد الحاجز الرملى الذى يفصلها عن البحر المتوسط شمالا حيث تتصل ببوغازى الزرانيق وأبو صلاح وبالإضافة إلي ذلك فإنه تتنوع الحياة البرية فى المحمية حيث تنتشر فى مياه بحيرتها الأسماك والكائنات البحرية الدقيقة وحشائش البحر وينمو على رمالها نحو 155 نوعا من النباتات والأعشاب الرعوية والطبيعية مثل الثمام والسبط والعادر والرتم والمتنان والغردق وذقن الجن وتعيش فى نطاق المحمية كائنات برية من بينها 19 نوعا من الثدييات كاليربوع والقنافد وثعلب الفنك وقط الرمال و24 نوعا من الزواحف مثل سحلية الرمال والسقنقور والدفان وقاضى الجبل والحرباء والورل والحية القرعاء بالإضافة إلي السلحفاة البرية المصرية كما تعد المحمية أهم مواقع لتكاثر السلحفاة البرمائية بنوعيها الخضراء وكبيرة الرأس ولقد تم إدراج محمية الزرانيق ضمن قائمة رامسار العالمية ويجرى حاليا تنفيذ مشروع صيانة الأراضى الرطبة والمناطق الساحلية بحوض البحر المتوسط ويهدف المشروع إلي تحقيق التنمية المستدامة فى نطاق المحمية من خلا ل التوفيق بين مصالح السكان المحليين وإعتبارات الحفاظ على الطبيعة بالمحمية وتقدم المحمية مجموعة من الخدمات منها أماكن التخييم وأكشاك المراقبة كما يوجد بالمحمية متحف وقاعة مؤتمرات .

المهندس طارق بدراوي شهاب الدين

زر الذهاب إلى الأعلى