مقالات

المؤرخ “محمد حمدان ” يكتب : “السويس القديمةالتي أعطاها جغرافيي العالم”

السويس القديمة التي أعطاها جغرافيي العالم حقها ,وعن تسميتها بالسويس يقول عالم الآثار الجغرافي ألأمريكي جيمس هنري برستيد في كتابه ( فجر الضمير ) كانت مدينه ( سيكوت ) القديمة واحدة من أهم الثغور المصرية شهرة واكبر مخزن للغلال والبضائع واقوي القلاع المصرية الحصينة خاصة اباان حكم الإغريق وما أن تبدل اسمهما الي ( هيرو بوليس ) ومعناها مدينة الابطال حتي تقلدت الملكة كليوباترا حكم مصر وأطلقت عليها اسم ( كليو باتريس ) وكان زوار مصر من التجار الاجانب في تلك الفترة يسمونها ( واحة الغب ) أو ( oasis) ومعناها بالعربية امتداد سطح البحر وعلي مر السنين حرف العرب ألكلمه حتي أصبحت ( sues ) اى سويس .
وفي كتابه ( معجم البلدان ) أشار الجغرافي الشهير شهاب الدين ياقوت بن عبد الله الحموي إلي انها الضاحية التي حلت مكان القلزم القديمة والتي أهملت فترة طويلة من الزمن نتيجة قله مياه الشرب فيها حيث باتت غير ذي أهميه وقليله السكان وارجع البعض التسميه الي كلمه شهيرة كان قد رددها القائد الفاطمي عبد الله الغريب وقت معركة السوايسه ضد فلول القرامطة عندما صدح باعلي صوته ( كونوا سواسية ترهبون أعداء الله ) إلا إن كثيرين اختلفوا حول التسميه ومنهم الدكتور راضي جودة الذي ذكر في كتابه ( السويس .. مدينه التاريخ ) ان الاسم يعود الي فترة ظهور الحشرات والسوس في الغلال التي كانت تملا المخازن واستشهد في الصفحة رقم ( 19 ) باشعار الدمشقي الحنفي عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني الذى قال وهو يمر بالسويس في طريقه الي الاراضي الحجازية :
بت في سبخه السويس علي لا ماء غير السراب يغرى جليسي
سوس الحب فيه للناس خزنا فلــــــــــــــــــهذا يدعونه بالسوس
اجتذبت السويس عبر تاريخها العمري إعدادا كبيرة من الوافدين بلغ في عام 1860 حوالي ثلاثة الاف وخمسمائة نسمه ويرجع نمو عدد سكانها السريع في تلك الفترة الي افتتاح قناة السويس ومن بين أكثر الوافدين الي السويس تاريخيا أبناء محافظات قنـــــا وســــــوهاج والشرقية حسب الترتيب حيث جاء من محافظه قنـــــــــــــا حوالي 18294 نسمه ومن محافظه سوهاج حوالي 15216 نسمه ومن محافظه الشرقية حوالي 10077 نسمه وارجع الدكتور ( محمد صبحي عبد الحكيم ) في بحثه التاريخي ( مدينه السويس واثر قناة السويس في تطورها ) ان ظاهرة ارتفاع عدد الوافدين الي السويس يعود الي القوة البدنية التي تمتع بها أبناء محافظتي قنا وسوهاج لعدم انتشار مرض البلهارسيا في أجسادهم بينما كان من أسباب وفود أبناء الشرقية إلي السويس البحث عن فرصة عمل وقرب المسافة الي السويس .
استمرت السويس مركزا هاما لكافه الانشطه ألاقتصاديه حيث أقيمت علي مشارفها الكثير من الصهاريج والشبكات والمستودعات والتوربينات والمحولات وأبراج الكهرباء الشاهقة التي اعتمدت علي الثروة المعدنيه المتوفرة بباطن ارض المحافظة التي اجتذبت في الاونه الأخيرة المزيد من الضيوف .
و شا الله يا غريب .

المؤرخ السويسي الاستاذ محمد حمدان

زر الذهاب إلى الأعلى