مقالات

د. محمود سطوحي يكتب : “الملكية الفكرية والملكية العقارية..وقيمة الإنسان”

شتان الفارق بين الملكية الفكرية وهي إمتلاك منتجات عمل العقل أو نور العقل والملكية العقارية وهي ممتلكات الطين ومشتقاته….هناك مجتمعات عرفت قيمة العقل ومن ثم عرفت قيمة الملكية الفكرية وأصبحت شعوبها تتسابق نحو الإستحواز علي بعض مفردات هذه الملكية أي ملكية النور. وشعوب أخري لم تهتدي ولم تسعي لمنتجات عمل العقل فظل الصراع والتصارع نحو الملكية العقارية أو ملكية الطين…دعنا نتأمل واقعنا هل نحن من السعاة نحو ملكية النور أم ملكية الطين..
ماهي الملكية الفكرية؟؟؟؟……. هي ملكية أي عمل من أعمال العقل…قصيدة…قصة…إبتكار …إختراع…..معزوفة….أغنية…تصميم صناعي أو هندسي…أما الملكية العقارية فهي ممتلكات الطين والأرض والعقار…
وإذا قست درجة الفقر والغني لدينا فمما لاشك فيه أننا فقراء في الملكية الفكرية أغنياء في الملكية العقارية….لأن الأولي ليست من أولوياتنا والثانية هي ما نعتقده طوق النجاة لمستقبلنا ومستقبل أولادنا…
وما علاقة هذين النوعين من الملكية بالتنوير…لاشك أن العلاقة وثيقة…فالإهتمام بالملكية الفكرية والتدافع نحو إقتناء الممتلكات الفكرية هو أحد أهم نواتج عصور التنوير الأوروبية….كما أن الإستمرار في تعظيم قيمة الطين عن قيمة النور هو أحد أهم أركان التخلف الثقافي في الدول الأقل تقدما والذي يقود مجتمعاتها نحو أهداف دنيا….
ففي الدول المتقدمة ينصب هدف صفوة القوم من مفكرين وأساتذة جامعات علي إقتناء بعض الممتلكات الفكرية وفي الدول المتخلفة قد تجد كثيرا ممن حباهم الله ببصيرة العلم في أعلي درجاته قد يلجأون للتجارة في العقارات تاركين قدراتهم العلمية تذوي وتصدأ…شعوب 
ونتيجة هذا أن الشعوب التي تهتم بالملكية الفكرية هي الشعوب التي صعدت علي سلم التقدم وتللك التي لازالت لا تعرف إلا ملكية الطين هي الشعوب التي لازالت ترزخ تحت نير التخلف…وفي الشعوب المتقدمة تتصاعد أسعار الممتلكات الفكرية فتزيد قيمة الإنسان…بينما في الشعوب المتخلفة تتزايد أسعار الطين والعقارات وتتضاءل قيمة الإنسان..
كيف ندفع مجتمعنا للتوجه نحو الملكية الفكرية…هذا طريق طويل سأعالجه في المرات القادمة

د / محمود سطوحي

زر الذهاب إلى الأعلى