مقالات

“مريم محمود” تكتب : ” ابطال صنعوا امجادها واصبحوا في طواه النسيان”

(**حكايات الايام المجيدة بتاريخ السويس ومعركتها مع الجيش الاسرائيلي ..ابطال صنعوا امجادها واصبحوا في طواه النسيان**)

بقلم / مريم محمود

أنها أيام  24 ـ 28 أكتوبر فيها كان القتال ,ومعركة تحريرالسويس  كانت من أهم الأيام في تاريخ السويس الباسلة الصامدة, ولقد كتبت السويس في هذا اليوم أعظم ملحمة في تاريخها فلقد استطاعت أن تقهر وتتصدي لعدو ليس بهين ,ومع ذلك أستطاعت أن تنتصر وتصبر علي قهر العدو لتسجل للتاريخ أعظم الحكايات والبطولات الفردية والجماعية للبواسل من رجالنا الشجعان ,نعم أنه يوم الانتصار العظيم . معركة تحرير السويس فيها كان القتال يومي 24-25 أكتوبر عام 1973 بين الجيش الإسرائيلي والجيش المصري في مدينة السويس المصرية. والتي كانت آخر معركة كبرى في حرب أكتوبر، قبل سريان وقف إطلاق النار. في 23 أكتوبر مع وصول وشيك لمراقبي الأمم المتحدة، قررت إسرائيل اقتحام السويس، على افتراض أنها ستكون ضعيفة الدفاعات. أوكلت المهمة إلى لواء مدرع وكتيبة مشاة من لواء المظليين، ودخلت المدينة دون وجود خطة للمعركة. ولكن تعرض اللواء لكمين وتعرض لخسائر كبيرة، كما تعرضت قوات المظليين لنيران كثيفة والعديد منهم أصبحوا محاصرين داخل المبانى المحلية. وكان عدد سكان السويس حوالي 260,000 قبل حرب الاستنزاف، ولكن معظمهم هجرها خلال ذلك الصراع. ومع ذلك، كان هناك عدد كاف من الرجال الشجعان لتكوين مجموعات تحت اسم منظمة سيناء العربية، التي شكلت جزءا قوة دفاع المدينة,وفي هذا الوقت خسر العدو الإسرائيلي80 قتيل و 120 جريح. حاول الإسرائيليين مرتين بعد ذلك الأولى 25 أكتوبر والثانية 28 أكتوبر ولكن تم صدهم. في الثامن والعشرين من قبل ابطال السويس البواسل والذين اظهروا شجاعة ما لها مثيل ، وحينها أتخذ مراقبي الأمم المتحدة مواقعهم غرب السويس, ولكن رفض الإسرائيليين السماح لقوة الطوارئ التابعة للامم المتحدة بالانتقال إلى السويس،كما اعترضوا قافلة مصرية من 109 شاحنة و 20 سيارة اسعاف . وكانت المعركة الكبرى و الأخيرة للحرب.عندما دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 24 أكتوبر، ودخلت قوتين تحت قيادة آدان وماجن طوّقا الجيش الثالث. حيث تواجد الجيش الإسرائيلي على الضفة الشرقية لقناة السويس، مع ثلاثة من الجسور المقامة فوقها، واحتل مساحة تقدر ب 1,600 كيلومتر مربع داخل مصر جنوبا حتى الأدبية. ولكن كان الفدائيين في انتظارهم : انتظر جميع الفدائيين القوات الإسرائيلية حتى تدخل إلى مدينة السويس لإيقاعهم في المصيدة، حيث بدت لهم السويس كمدينة من الأشباح حتى اطمئنوا وخرجوا من المدرعات يتفقدوا المدينة وشوارعها حتى فتحت السويس عليهم أبواب الجحيم، ودارت معركة طاحنة بين الفدائيين وقوات العدو، وكانت أشرس المواجهات في ميدان الأربعين حيث واجه محمود عواد ومجموعته رتل من الدبابات، وقام عواد بإطلاق ثلاث قذائف أر بي جي لم تكن مؤثرة، وانتقل الكمين الذي كان يتمركز عند سينما رويال ( مكان بنك الإسكندرية الحالي ) لمساندة محمود عواد ومجموعته. وفي الوقت الذي كانت تتقدم فيه دبابة من طراز ( سنتوريون ) العملاقة أعد البطل إبراهيم سليمان سلاحه وصوبه مباشرة نحو الهدف ليخترق برج الدبابة ويطيح برأس قائدها الذي سقطت جثته داخل الدبابة، ليطلق طاقمها صرخات مرعبة ويفروا مذعورين ومن خلفهم طواقم جميع الدبابات خلفها!!. يقول الفدائي محمود عواد قائد الفدائيين في منظمة سيناء : ” بعد أن أصيب إبراهيم الدبابة الإسرائيلية ألقى سلاحه وقام بحركات بهلوانية وأخذ يصفق بقدميه مبتهجًا وهو يصرخ ” يا بو خليل يا جن” وفتح الفدائيون النيران على جنود العدو من كل شبر في ميدان الأربعين فأصيبوا بالذعر والهلع، وتركوا الدبابات للبحث عن أي ساتر ولم يجدوا أمامهم سوى قسم شرطة الأربعين، أما دبابات الموجة الثانية فقد أصابها الرعب هي الأخرى، واستدارت هاربة وتصادمت مع بعضها البعض واندفع أبطال السويس يتصيدون الدبابات المذعورة واحدة تلو الأخرى، وفي ذلك اليوم سقط أول شهداء السويس وهو البطل أحمد أبو هاشم شقيق الشهيد مصطفي أبو هاشم الذي استشهد في 8 فبراير 1970. وبعد تدمير معظم المدرعات الإسرائيلية التي دخلت المدينة، تركزت المعركة في مبنى قسم شرطة الأربعين بعد أن فر إليه جنود العدو وتحركت كل الكمائن لمحاصرة القسم وإطلاق النيران عليه من كل جانب، وحاول الجنود الاستسلام لكن المحاولة فشلت، ولم يعد أمام أبطال السويس إلا اقتحام القسم، وجاءت المبادرة من الشهيد البطل إبراهيم سليمان بطل الجمباز ومعه أشرف عبد الدايم وفايز حافظ أمين وإبراهيم يوسف، وتم وضع الخطة بحيث يستغل إبراهيم سليمان قدراته ولياقته البدنية في القفز فوق سور القسم، لكن رصاصة غادرة من العدو أسقطته شهيدًا فوق سور القسم وبقى جسده معلقًا يومًا كاملًا، حتى تمكن الفدائيون من استعادته تحت القصف الشديد. يقول محمود عواد إن الشهيد إبراهيم سليمان كان قد أوصاه إذا مات أن يقوم الشيخ حافظ سلامه بدفنة بنفسه، لكن ظروف الحرب لم تسمح بذلك وقام عواد بدفن الشهيد بنفسه. وبعد انتهاء حصار السويس الذي استمر 100 يوم قام الشيخ حافظ سلامة بإخراج جثمانه لينفذ وصيته، يقول الشيخ : ” أخرجنا جثمانه فكأنه مات منذ دقائق وليس من 100 يوم، ويومها غمرت السويس كلها رائحة طيبة لا يمكن وصفها ”. وجاءت المحاولة الثانية من البطل أشرف عبد الدايم وفايز حافظ أمين اللذان قررا اقتحام القسم من الأمام، وبعد أن تحركا تحت ساتر من النيران فتح قناصة العدو النيران عليهما ليسقط أشرف شهيدًا على سلم القسم، ويسقط زميله فايز شهيدًا بجوار الخندق داخل القسم. وعند حلول ليلة 24 أكتوبر كانت قوات العدو قد انسحبت بالكامل خارج السويس، بعد أن تركت قتلاها ومدرعاتها سليمة عدا المحاصرين في القسم. وتمكن البطلان محمود عواد ومحمود طه من إحراق المدرعات الإسرائيلية خشية أن يتسلل إليها العدو. وظل حصار السويس لمدة 101 يوم، إلى أن انسحبت منها خلال شهر فبراير 1974 بناءً على اتفاقية فصل القوات تطبيقًا لقراري مجلس الأمن ـ 338، 339 وخوفًا من تداعيات الموقف المصري والتي كانت بدأت بقطع امدادتهم تمهيدًا للقضاء على القوات الصهيونية المحاصرة، وفي خلال تلك المدة انتهكت إسرائيل جميع قواعد القانون والعرف الدوليين ومبادئ الأخلاق، حيث ردموا ترعة المياه العذبة التي تنقل المياه من الإسماعيلية إلى مدينة السويس والجيش الثالث، وفككوا مصنع تكرير الوقود ومصنع السماد اللذان كانا يقعان خارج مدينة السويس، ونقلوهما إلى إسرائيل, أما الأجزاء الثقيلة التي لا يمكن نقلها، فقد نسفوها عن أخرها، قبل أن يغادروا المكان، لقد فككوا المواقع والمعدات من ميناء الأدبية وأخذوها معهم ثم نسفوا ما لم يستطيعوا نقله وفككوا خطوط أنابيب المياه وأنابيب البترول التي كانت تمر في المنطقة، ونهبوا واستولوا على المواشي والمحاصيل التي كانت في حوزة الفلاحين الذين كانوا يسكنون تلك المنطقة، ورشوا المبيدات والمواد الكيماوية لقتل الأشجار والنباتات والزراعات، ولم تكن عمليات النهب والسلب عمليات محلية، يرتكبها الجنود والقادة المحليون كما هي العادة دائماً بالنسبة لجيوش الاحتلال، وإنما كانت عمليات منظمة تتم بناءً على تعليمات من الحكومة الإسرائيلية، وتأييدها وهذا هو الجرم الأكبر. ولقد انسحب الإسرائيليون من تلك المنطقة، بعد أن تركوها خراباً تشهد عليهم بأنهم قد فاقوا القبائل المغولية التي اجتاحت آسيا وأوربا خلال القرن الثالث عشر الميلادي. انتصرت السويس انتصارًا باهرًا وأصبحت مقبرة اليهود بعد أن كبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات دفعتهم إلى الانسحاب وللاستجابة لقرارات مجلس الأمن، بعد أن أحسوا بالخطر الذي كان ينتظرهم، بعد تم قطع الإمدادات عنهم، تمهيدًا للقضاء عليهم في السويس، ولكن ومع كل هذا ,انتصرت السويس انتصارًا باهرًا وأصبحت مقبرة اليهود بعد أن كبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات دفعتهم إلى الانسحاب وللاستجابة لقرارات مجلس الأمن، بعد أن أحسوا بالخطر الذي كان ينتظرهم، بعد تم قطع الإمدادات عنهم، تمهيدًا للقضاء عليهم في السويس، ومنذ هذا التاريخ تحتفل مدينة السويس في الرابع والعشرين من كل عام بعيدها القومي. تحية وتقدير لكل شهيد وبطل ساهم في هذا الملحمة العريقة ,,ونعلم علم اليقين بأنكم لم ولن تأخذوا حقكم في التكريم الذي يليق بأبطال مثلكم ونعلم أننا نذكركم يوما واحد في العام وانتم بعد الله لكم الفضل في أن نعيش الحرية كل يوم بل كل ساعة علي هذه الأرض فسامحوني أن لم نوافيكم حقكم لكم حبنا وتقديراواعتزازنا واحتراما .

سويسية وأفتحر

زر الذهاب إلى الأعلى