مقالات

عاطف عبد الوهاب يكتب :

* شهادة بنو إسرائيل في حق نصر أكتوبر *

سنعرض من قلب إسرائيل نفسها وعلى لسان قادتها ورجالاتها رواية ماحدث فى حرب أكتوبر المجيدة التى أطلقوا عليها وصف الزلزال تارة والطوفان تارة أخرى وبعبارات ناطقة بالصدق المجسم ما شهدوه من جحيم وأهوال شابت لها الولدان على يد أبطال وجنود الجيش المصرى والسورى الباسلين وكيف أن الإسرائليين لم يتحرجوا أو يتحفظوا فى ذكر ماعانوه من قتل ودمار وأسر ولحظات رعب وعذاب لن ينسوها مابقى لهم من عمر قد أثرت على سلامة بنيانهم النفسى الهش بما يتعارض بشدة مع ما روجوه من أكاذيب وأراجيف ملأوا بها العالم بعد ذلك وملأوا بها كتب ومقالات ومحاضرات وفضائيات الشبكة العنقودية عن إنتصار وهمى زائف كاذب حققوه فى أكتوبر 73 فى كذب مكشوف وإفك مفضوح يتهاوى سريعاً من مجرد إلقاء نظرة عابرة على سير معارك الجحيم فى سيناء والجولان وحجم الخسائر الضخمة التى تكبدوها بدرجة لم يتكبدوها من قبل فى حروب سابقة لهم مع العرب حيث تحطمت لهم ألاف شتى مؤلفة من كل أنواع المركبات المختلفة سواء قطع الدبابات والعربات المدرعة والسيارات وسائر المركبات المتحركة الأخرى ومئات ممئتة من الطائرات التى سقطت لهم على جبهتى القتال فى سيناء والجولان غير عشرات الألوف من الأفراد ــ حوالى 30 ألف جندى وضابط إسرائيلى سقطوا بين (قتيل وجريح ومعوق ومشوه وأسير) …!!
فضلا عن سمعة العدو العسكرية الزائفة التى إكتسبها إعلامياً بعد نصر رخيص مختلس غير شريف إقتنصوه بغتة فى يونيو 67 فى غفلة من الزمن وفى لحظة إسترخاء وتراخى عسكرى مصرى لن تتكرر بعد ذلك
وقد ساعدهم على إشاعة هذه الأكاذيب عن النصر الكاذب الذى حققوه بحسب إدعائهم فى حرب أكتوبر 1973 هو أحداث الثغرة مع العلم أنه حتى عملية الثغرة نفسها سقطت فيها أسطورة التفوق الإسرائيلى !!!! كما يقول د/ جمال حمدان .
فبحسب خطة العدو بعد طوفان الإمداد الأمريكى بالسلاح الذى وصل إلى إسرائيل خلال الحرب ومكنها من إلتقاط أنفاسها ورد الحياة إلى جيشها مجدداً كان تهدف إلى : ــ
أولاً التسلل بين الجيشين الثانى والثالث فى منطقة التمفصل بينهما من خلال ثغرة عند منطقة الدفرسوار والعبور إلى غرب قناة السويس ومن ثم التمدد شمالاً وجنوباً فى كل منطقة غرب القناة خلف ظهرى الجيشين الميدانيين المرابطين فى سيناء
ثانياً يترتب عليه قطع خطوط إمدادات الجيشين الميدانيين المصريين فى شرق القناة بسيناء عن قواعدهما وقيادتهما بغرب القناة
وثالثاً إحتلال مدن القناة الرئيسية الثلاث لتحقيق صيت عسكرى إعلامى مدوى
يحطم الروح المعنوية للقوات المصرية الموجودة فى سيناء وكذلك القيادة السياسية والشعب المصرى كله فضلا عن الشعوب العربية المنتظرة بشغف تحقيق النصر التام على العدو
رابعاً بالتالى يسهل القضاء على كل القوات المعزولة عن قواعدها الموجودة فى القاعدة الأرضية العريضة الصلبة على الضفة الشرقية للقناة التى حررها الجيش المصرى من 6 إلى 13 أكتوبر 1973 بواسطة قوات العدو الجوية وفرقه العسكرية المواجهة لقواتنا فى سيناء
وبذلك يتحقق لإسرائيل نصر حاسم أخر أكبر من نصر 1967 تنهى به إلى الأبد كل الحروب من وجهة نظرها وتزيل عقبة الجيش المصرى من وجهها فلا يعود يقف فى حلقها كالشوكة الصلبة ولا يعود الحارس الأول عن مصر والوطن العربى ويمتد حلم إسرائيل القديم فى دولة من النيل إلى الفرات ويصير عندئذ أقرب إلى التحقيق ويخضع العالم العربى كله من المحيط إلى الخليج للقوة العسكرية الإسرائلية القاهرة وعلى أثر ذلك يدوم السلام الإسرائيلى فى المنطقة إلى مدى لا يعلمه إلا الله
لكن بصمود رؤوس كبارى الجيوش المصرية فى شرق القناة أمام طوفان الهجمات المضادة الإسرائيلية رغم الدعم الأمريكى السياسى والعسكرى اللامحدود إلى إسرائيل وفشل قوات العدو فى الغرب فى إحتلال الإسماعلية أو السويس أو القضاء على الجيش الثالث فى سيناء أو حتى إجباره على تسليم رجاله وسلاحه وبذلك يكون قد تحدد تماماً مصير عملية الثغرة خاصة بعد حصار قوات العدو فيها بقوات مصرية جديدة ضخمة كانت مستعدة لوضع نهاية سعيدة لمصر لتكمل بها إنتصارها وتضع نهاية أخرى مأساوية مروعة لجيش العدو المتسلل فى عملية الثغرة غرب القناة ،،،
يعنى ذلك أنه حتى الثغرة وما علقه العدو عليها من أمال قد فشلت وسقطت ياللمفارقة !! ( فى الثغرة نفسها ) أسطورة جديدة ـــ ضمن ما سقط من أساطير عسكرية أخرى إسرائلية خادعة فى نصر أكتوب
ويجدر بنا أن نعدد بسرعة أبرز تلك الأساطير الحربية التى كانت متداولة على مستوى العالم كله آنذاك : ـ
1 ــ سقوط أسطورة خط بارليف الذى صدعوا رؤوس العالم كله بطنطنة فارغة عن مدى مناعة حصونه وإستحالة إختراقه أو إجتيازه …
2ـ سقوط أسطورة السلاح الجوى الإسرائيلى ( الأسطورى هو الأخر) ذى الذراع الطويلة التى تطال أى بقعة فى العالم العربى والمزود بأحدث مافى الترسانات الحربية الغربية من طائرات الفانتوم والسكاى هوك والميراج . هذه الذراع الطويلة بترتها قواتنا الجوية ودفاعنا الجوى خلال الحرب التاريخية مع العدو الصهيونى فى أكتوبر 73
3 ـ وحتى أسطورة تفوق جهاز مخابراتهم ( الموساد) التى أشاعوا عنها أنها تعلم مافى النوايا وتفتش عما فى ضمائر المصريين والعرب سقطت هى الأخرى كقطع الزجاج المهشم على أرض الواقع الصلبة بعد أن تعرضت لمراحل مختلفة من الخداع الإستراتيجى المحكم من تدبير المخابرات العامة المصرية أطاحت بصواب مخابرات العدو بعد أن جعلته يغط فى سبات عميق وأمن وهمى وهى تعد العدة لتنفيذ الحشد وإخفاء نوايانا فى الإعداد للحرب من خلال خطط وعمليات محكمة للتسرب تحت جلد العدو وفى داخل أحشائه لإستجلاب كل أسرار إسرائيل العسكرية والسياسية وتنويم قيادتها وإعماء عيون الموساد الإسرائيلى التى أشاعو إنها تحرس ولاتنام فإذا بها أعين لاتبصر ولا ترى وفشلت مخابرات العدو فى معرفة خطط الجيش المصرى و كشف نواياه وإبتلعت الطعم الذى قدم لها وإنتهت إسطورة إسرائلية أخرى زائفة …

زر الذهاب إلى الأعلى