مقالات

قتلة أنبياء الله لهم تاريخ أسود … يفنده لكم : عاطف عبد الوهاب

  1. عاطف عبد الوهاب يسرد :
    ** التاريخ الأسود لقتلة أنبياء الله **
    تاريخ اليهود تاريخ أسود مظلم منذ قديم الزمان؛ فهم قتلة الأنبياء، وهم الذين نسبوا إلى الله عز وجل النقائص، فقد نسبوا لله الولد، واتهموا الله عز وجل بالبخل وبالفقر، إلى غير ذلك -تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً- ولا زال تاريخهم أسود إلى اليوم، فيجب الحذر والبراءة منهم.
    مراحل الصراع بين أهل الحق واليهود

    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح للأمة؛ فكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين.فاللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.أما بعد:فحياكم الله جميعاً أيها الأحبة الكرام! وطبتم وطاب ممشاكم، وتبوأتم من الجنة منزلاً، وأسأل الله العظيم الكريم جل وعلا الذي جمعني وإياكم في هذا الجمع الطيب المبارك على طاعته أن يجمعني وإياكم في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته ودار كرامته؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه. أحبتي في الله! (صفحات سود من تاريخ يهود) هذا هو عنوان لقائنا هذا، وسوف ينتظم حديثنا تحت هذا العنوان في العناصر التالية:أولاً: اليهود ومراحل الصراع.ثانياً: أسئلة مريرة.وأخيراً: ما السبيل؟!فأعيروني القلوب والأسماع جيداً؛ فإن هذا الموضوع من الأهمية بمكان.أولاً: اليهود ومراحل الصراع.أيها الأحبة في الله! إن الصراع بين الحق والباطل صراع قديم بقدم الحياة على ظهر هذه الأرض، والأيام دُول، كما قال الله جل وعلا: وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ [آل عمران:140].ولا شك أننا نعيش الآن مرحلة الدولة فيها للباطل وأهله، وقد كان لهم هذا يوم أن انشغل عن الحق أهله؛ حيث تمكن أنجس وأحقر وأذل أمم الأرض من أبناء اليهود من إقامة دولتهم اللعينة الحقيرة على الثرى الطاهر في الأرض المباركة، وسيطروا على مسرى الحبيب محمد، وحرقوا منبر صلاح الدين ، بل وهم يقومون الآن بحفريات خطيرة تحت المسجد الأقصى لهدمه وتدميره وإقامة ما يسمونه بالهيكل المزعوم!!وقد صرح أكبر حاخاماتهم في القدس بأنه لابد من هدم المسجد الأقصى؛ لإقامة ما يسمونه بالهيكل المزعوم، ثم قال: إن العرب سيغضبون أول الأمر، ولكن الأمر سيصبح عادياً بعد ذلك!!ورئيس الوزراء نتنياهو يصرح بمنتهى الوضوح ويقول: لا مجال الآن للحديث عن تقسيم القدس؛ فإن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل!!يعلن بذلك الهوية اليهودية بمنتهى الصراحة والوضوح؛ في الوقت الذي لا زال فيه الكثيرون ممن ينتسبون لهذا الدين يجهلون هذه الطبيعة اليهودية أو يتجاهلونها على حد سواء.

    التعريف باليهود
    أريد أن أبين للجميع من هم اليهود؟! فأعيروني القلوب والأسماع جيداً:اليهود هم نسل الأسباط الإثني عشر: يوسف عليه السلام وإخوته، نزحوا إلى مصر بدعوة من نبي الله يوسف على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وأبوا أن يندمجوا مع الشعب المصري، وعزلوا أنفسهم عن المصريين على اعتبار أنهم من نسل الأنبياء، فتكاثر نسلهم، وهم يوصون بعضهم البعض بعدم الاختلاط، وبالعزلة؛ ليبقى لكل سبط من الأسباط نسله المتميز المعروف، فكرههم الشعب المصري ونبذهم، وزادت الهوة بين الشعب المصري وبين أبناء اليهود يوماً بعد يوم حتى سامهم فرعون مصر سوء العذاب.
    اليهود ونبي الله موسى عليه السلام
    لما أرسل الله نبيه موسى إلى فرعون بقوله سبحانه: اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى [النازعات:17-19] رأى اليهود من بني إسرائيل في موسى حبل النجاة؛ فآمن به بنو إسرائيل، لعل الله ينجيهم من فرعون وملئه، فنجاهم الله جل وعلا، وشق لهم في البحر طريقاً يابساً، وأغرق فرعون وجنوده، وامتن الله عليهم بهذه النعمة فقال سبحانه: وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ * وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ [البقرة:49-50].فأكرمهم الله غاية الإكرام، ورزقهم بالمن والسلوى، ولما تركهم نبي الله موسى لمناجاة ربه جل وعلا؛ كفروا بالله سبحانه، وتمردوا على نبي الله هارون، وعبدوا العجل الذهبي من دون الله العلي جل وعلا!!فلما انطلق نبي الله هارون ليقول لهم: يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي [طه:90] ردوا عليه: قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى [طه:91] فلما عاد إليهم نبي الله موسى ردوا عليه باستعلاء واستكبار وقالوا: لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ [البقرة:55] ثم بعثهم الله جل وعلا من بعد موتهم لعلهم يشكرون، ولعلهم يتوبون إلى الله جل وعلا، ولكنهم عاندوا وأعرضوا وازدادوا كفراً، فرفع الله جل وعلا فوق رءوسهم جبل الطور كأنه ظلة تهديداً ووعيداً، فارتعدت قلوبهم، واضطربت نفوسهم، وأعطوا العهود والمواثيق من جديد، ولكنهم سرعان ما نقضوا العهود!فهذه -أيها المسلمون- هي طبيعتهم وجبلتهم التي لا تفارقهم ولن تفارقهم إلى قيام الساعة؛ فقد نقضوا العهد مع الله جل وعلا، ونقضوا العهد مع نبي الله موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام، واعتدوا يوم السبت، فعاقبهم الله عز وجل فمسخهم قردة وخنازير كما قال سبحانه: وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ * فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ [البقرة:65-66].وقال سبحانه في سورة المائدة: قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ [المائدة:60].ثم أمرهم الله أن يدخلوا الأرض المقدسة مع نبي الله موسى، فكذبوا وعاندوا وأعرضوا وأبوا ورفضوا أمر الله عز وجل، فحكم الله عليهم بالتيه في الأرض أربعين سنة.وبعد هذه المدة الطويلة منّ الله عليهم فأدخلهم الأرض المقدسة، ولكنهم سرعان ما نقضوا العهد مرة أخرى مع الله جل وعلا؛ فبدلوا قولاً غير الذي قيل لهم.فاليهود لا عهد لهم ولا ذمة؛ فقد نقضوا العهد مع الله، ونقضوا العهد مع رسول الله موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام.ثم توالت عليهم الأنبياء تترى بعد نبي الله موسى، فكذبوا فريقاً من الأنبياء، وقتلوا فريقاً آخر، قال الله جل وعلا: أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ * وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ [البقرة:87-88].
    اليهود ونبي الله عيسى عليه السلام
    أرسل الله عز وجل إليهم نبيه عيسى، فاتهموه منذ اللحظات الأولى بأنه ولد زنا، وأجمعوا على قتله، بل أعلنوا ذلك في صراحة ووقاحة، قال الله عز وجل حكاية عنهم في سورة النساء: وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ [النساء:157].ولم يكتف اليهود المجرمون بما فعلوه مع نبي الله عيسى في حياته، بل دونوا افتراءاتهم عليه لأجيالهم المتلاحقة في كتابهم الخبيث الموسوم بـ(التلمود).وأكتفي بذكر فقرة واحدة من هذا الكتاب الفاجر الجنسي الوقح في حق نبي الله عيسى، تقول هذه الفقرة بالحرف الواحد: يسوع النصارى في لجات الجحيم بين الزفت والقطران والنار! وأمه مريم قد أتت به من الزنا!!وأعلن اليهود الحرب على التوحيد الذي جاء به نبي الله عيسى، وأعلنوا الحرب على الموحدين من أتباع عيسى عليه السلام؛ فسلط الله على اليهود من لا يرحمهم، فسامهم الرومان سوء العذاب، ومزقهم الرومان شر ممزق؛ فإذا هم أشتات وشراذم مبعثرة لا يخلو منهم مكان؛ لأنهم ساحوا في الأرض بعد ضربات الرومان المتلاحقة.
    اليهود ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم
    من الأراضي المباركة التي ابتليت بشرذمة قذرة نتنة عفنة من شراذم اليهود الممزقة: المدينة الطيبة مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.فقد انطلق اليهود إلى المدينة، وهنالك في المدينة أعلنوا أن الله عز وجل قد وعدهم في التوراة أنه سيبعث نبياً، وبينت التوراة صفة النبي، بل وبينت الأرض التي سيبعث فيها هذا النبي، واستعلى اليهود بمبعثه، بل تعالوا بذلك على الأوس والخزرج، وانتظروا مبعث النبي، ظناً منهم أنه سيبعث منهم؛ فهم شعب الله المختار!وظلوا يتربصون هذه البعثة؛ ليرد لهم النبي المنتظر الملك من جديد، فبعث الله نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم من العرب لا من اليهود.وقام النبي يدعو الناس كافة إلى: (لا إله إلا الله)، ومن هذه اللحظة كفر اليهود برسول الله صلى الله عليه وسلم، بل وأعلنوا الحرب والعداء لدعوته منذ اللحظات الأولى، قال الله جل وعلا: وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ [البقرة:89].وقال جل وعلا: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ [البقرة:146] أي: يعرفون المصطفى محمداً صلى الله عليه وسلم: كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [البقرة:146]. فكفروا برسول الله وكذبوا به، ولما ذهب عبد الله بن سلام حبر اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونظر في وجهه؛ علم أنه وجه نبي ليس بوجه كذاب، فآمن بالنبي، وقال: يا رسول الله! اجمع بطون اليهود واسألهم عني، فجمع النبي اليهود وقال: (ما تقولون في عبد الله بن سلام ؟) قالوا: هو سيدنا وابن سيدنا، فقام عبد الله بن سلام وقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، فقام اليهود وقالوا على لسان رجل واحد: هو سفيهنا وابن سفيهنا!!فاليهود لا عهد لهم ولا ذمة، فهم متخصصون في نقض العهود والمواثيق في التو واللحظة؛ إذ لا يستحي اليهودي أن يغير ميثاقه أو ينقض عهده، فلابد من معرفة هذه الطبيعة اليهودية الماكرة.
    إجلاء النبي صلى الله عليه وسلم يهود بني قينقاع وسبب ذلك
    بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة؛ ليقيم للإسلام دولة وسط صحراء تموج بالكفر، انتقل اليهود من الحرب السرية للنبي ولدعوته إلى الحرب السافرة المجرمة، فأعلنوا العداء للإسلام، بل وعلى دعوة الإسلام، بل وعلى رسول الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم.وتدبر معي! ففي أول معركة كبرى من معارك الإسلام والشرك وهي غزوة بدر الكبرى نصر الله المسلمين نصراً مؤزراً، وأعز الله جند التوحيد، وهزم الله جند الشرك، وتبعثر الجيش المشرك وسط الصحراء كتبعثر الفئران.وهنا غلت مراجل الحقد والغل والحسد في قلوب اليهود في المدينة، فقاموا بحملة إعلامية -وهذه طبيعتهم، وهذا أسلوبهم- خبيثة حقيرة للنيل والتقليل والتحقير من النصر الإسلامي في غزوة بدر، بل وقاموا ليثيروا الفتن والقلاقل، وليحرضوا المشركين في مكة للثأر من محمد وأصحابه.فتدبروا معي -يا شباب الصحوة- هذا التاريخ، واحفظوه واعلموه جيداً، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم بمكر اليهود انطلق إليهم، وجمعهم في سوق بني قينقاع، وقال لهم المصطفى: (يا معشر يهود! أسلموا قبل أن يصيبكم ما أصاب قريشاً) فرد اليهود على النبي باستعلاء واستهزاء شديدين وقالوا: يا محمد! لا يغرنك من نفسك أنك هزمت أقواماً من قريش كانوا أغماراً لا يعرفون القتال؛ فإنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن القوم، وإنك لم تلق مثلنا! انظر إلى هذا المكر اليهودي المتمثل في قولهم: يا محمد! لا يغرنك أنك هزمت أقواماً من قريش كانوا أغماراً لا يعرفون القتال، فإنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن القوم، وأنك لم تلق مثلنا! فقام النبي صلى الله عليه وسلم وتركهم، وما لبث اليهود أن قاموا بمؤامرة حقيرة؛ فيوم أن انطلقت مسلمة أبية تربت في مدرسة النبي ، وقد غطت وجهها وتسربلت بسربال الحياء والمروءة فجلست إلى صائغ يهودي في المدينة؛ لتشتري منه ذهباً، فأراد اليهود المجرمون من المسلمة أن تكشف عن وجهها، فأبت أن تكشف لليهود عن وجهها، فتسلل الصائغ اليهودي الوقح إلى المسلمة الأبية فعقد طرف ثوبها في ظهرها، فلما قامت المسلمة انكشفت سوأتها؛ فاليهود متخصصون في كشف السوءات والعورات!! فلما انكشفت سوءة المسلمة ضحك اليهود، وصرخت المرأة، وسمع صرخة المرأة رجل مسلم أبيّ تقي، فقام هذا المسلم إلى اليهودي فقتله.والله! إن القلب ليحزن، وإن العين لتبكي، وإنا لما حل بالمسلمين لمحزونون؛ فهذا رجل مسلم أبيّ يسمع صرخة مسلمة -لا أقول: انتهكت عورتها، بل انكشفت سوءتها- فقام على الفور؛ لأن دماء الرجولة ودماء الغيرة تحركت في عروقه، فقتل اليهودي، فشتان شتان بين مسلمة أبت أن تكشف لليهود عن وجهها، وبين متمسلمة في هذه الأيام كشفت عن معظم جسدها، وصارت ألعوبة في أيدي اليهود المجرمين من مصممي الأزياء على مستوى العالم، فأنزلوا المسلمة من على عرش حيائها، وأخرجوها من خدرها الطاهر الكريم؛ فصارت ألعوبة، فكشفت عن شعرها، بل وعن صدرها، بل وعن مفاتن جسدها، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.وشتان شتان بين هذه المسلمة الأبية التي أبت أن تكشف عن وجهها لليهود وبين المسلمات الآن اللائي ارتمين في أحضان اليهود، واللائي ارتمين في أحضان الموضة اليهودية العالمية في هوليود!!!وشتان شتان بين رجل أبي سمع صراخ مسلمة فانقض على اليهودي المجرم فقتله وبين رجال رأوا أعراض أخواتهم تنتهك، ولكنهم كما قال الله: وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ [فاطر:22] فإنا لله وإنا إليه راجعون!وهكذا أيها الأحبة! انقض المسلم على اليهودي فقتله، فانقض اليهود على المسلم فقتلوه؛ فقام الحبيب المصطفى وقام الصادقون معه من الرجال الأطهار فحاصروا يهود بني قينقاع، وكان ذلك في شهر شوال من السنة الثانية للهجرة المباركة، حاصروهم خمسة عشرة ليلة؛ حتى نزل اليهود المجرمون على حكم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فغنم المسلمون أموالهم، وأخرجوهم إلى أذرعات الشام.
    إجلاء النبي صلى الله عليه وسلم يهود بني النضير وسبب ذلك
    وفي السنة الرابعة دبر يهود بنو النضير مؤامرة حقيرة لاغتيال البشير النذير محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فيوم أن انطلق إليهم النبي لتحصيل الدية جلس النبي صلى الله عليه وسلم إلى جوار جدار من جدران اليهود، وخلا اليهود المجرمون ببعضهم البعض وقالوا: لن نجد الرجل في مثل هذه الحالة، فمن منكم يقوم إلى صخرة كبيرة فيلقيها من فوق سطح هذه الدار على رأس هذا الرجل ليريحنا منه! فانبعث أشقى القوم عمرو بن جحاش بن كعب ، وقال: أنا لها، فقام عمرو بن جحاش وصعد إلى سطح هذه الدار، وأتى بصخرة كبيرة ليلقيها على رأس سيد الرجال صلى الله عليه وسلم، ولكن: وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [الأنفال:30]، فأطلع الملك عز وجل نبيه على المؤامرة، فقام النبي مسرعاً في الحال، وقام معه أصحابه رضوان الله عليهم.فلما أخبرهم بالخبر قالوا: يا رسول الله! لابد من إجلاء هؤلاء، فانطلق النبي مع أصحابه البررة الأطهار فحاصروا يهود بني النضير؛ فأخزاهم الله، وقذف الله في قلوبهم الرعب، وأجلاهم رسوله صلى الله عليه وسلم، وفيهم أنزل الله جل وعلا سورة الحشر بأسرها، وفيها يقول الحق جل وعلا: هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ * وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ [الحشر:2-3].وهكذا أجلاهم الله جل وعلا ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
    حكم النبي صلى الله عليه وسلم في يهود بني قريظة وسبب ذلك
    وبعد ذلك أيها الأحبة! لعب يهود بني قريظة دوراً قذراً حقيراً داخل المدينة، فلقد حاصر الأحزاب المدينة من كل ناحية، وفي وقت حرج خطير نقض يهود بني قريظة العهد؛ فشكلوا تحدياً خطيراً للجبهة الداخلية في المدينة، فلما علم الرسول والمسلمون بذلك زُلزلوا زلزالاً عظيماً، حتى قام النبي يرفع يديه إلى الله، ويتضرع إليه بدعاء حار، ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن أبي أوفى قال: قام النبي يلجأ إلى الله ويقول: (اللهم منزل الكتاب! سريع الحساب! اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم). واستجاب الله دعاء حبيبه المصطفى؛ فأرسل الله جنوداً من عنده، ويا لها من قوة لا يعرف المسلمون إلى الآن قدرها!في زيارة لي إلى أميركا هاجت عاصفة من الريح فرفعت هذه العاصفة السيارات إلى عمارات في الطابق الرابع، قال القوي العزيز: وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ [المدثر:31]، ولكن المسلمون اليوم يخططون ويضعون الخطط السنوية والخطط الخمسية، ولكنهم يركعون للشرق والغرب! ولا يضعون ضمن خططهم أبداً قوة الملك جل جلاله!!أرسل الله على الأحزاب جنداً من الريح فاقتلعت خيامهم، وكفأت قدورهم، وأنزل الله الملائكة فألقت الرعب في قلوب الأحزاب، فتبعثروا في الصحراء كتبعثر الفئران!ونصر الله عبده، وأعز الله جنده، وهزم الله الأحزاب وحده، وانتهت المؤامرة، ونزل جبريل على النبي وهو لابس لباس الحرب، فقال جبريل عليه السلام: (يا رسول الله! أوقد وضعت لباس الحرب؟! فوالله! إن الملائكة لم تضع لباس الحرب بعد؛ فإني سائر أمامك الآن، قم -يا رسول الله!- بمن معك إلى يهود بني قريظة، فإني سائر أمامك أزلزل حصونهم، وأقذف الرعب في قلوبهم -والحديث في الصحيحين- فقام المصطفى وأرسل منادياً أن ينادي في الناس: من كان طائعاً مطيعاً فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة). فانطلق الصادقون المؤمنون من أصحاب سيد النبيين صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة، فحاصروا يهود بني قريظة حصاراً طويلاً، وأخيراً نزل اليهود المجرمون على حكم سعد بن معاذ الذي حكم فيهم بقتل الرجال، وسبي الذرية، وتقسيم الأموال، فلما حكم فيهم سعد بن معاذ بذلك التفت إليه المصطفى وقال: (لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات) وهكذا أخزى الله يهود بني قريظة.
    النبي صلى الله عليه وسلم ويهود خيبر
    وفي السنة السابعة انطلق النبي صلى الله عليه وسلم إلى يهود خيبر المجرمين الذي تحصنوا بحصونهم المنيعة المنيفة، إلا أن الله عز وجل قد فتح الحصون على يد أسد الله الغالب علي بن أبي طالب الذي قال عنه النبي يومها: (لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه، وفي الصباح قال: أين علي بن أبي طالب ؟ قالوا: يا رسول الله! إنه يشتكي وجعاً في عينيه، قال: ائتوني به، فجاء علي بن أبي طالب، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فمسح عينيه، فبرأت بإذن الله جل وعلا)، فاستلم الراية وانطلق، ففتح الله على يديه الحصون، ويومها هتف الحبيب المصطفى: (الله أكبر! خربت خيبر.. الله أكبر! خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين)، والحديث في الصحيحين.أيها الأحبة الكرام! وهكذا أجلى الله عز وجل اليهود من مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ [الأنفال:62]، ومع ذلك لم يكتف اليهود بهذا، وإنما دبروا مؤامرة حقيرة لسم النبي صلى الله عليه وسلم وهو في خيبر، إلا أن الله عز وجل قد نجى حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم.

زر الذهاب إلى الأعلى