مقالات

ربيع سالم يكتب عن : السلام المفقود

 


السلام المفقود .. بقلم/ ربيع سالم
.
احتفل العالم في الحادي والعشرين من سبتمبر باليوم العالمي للسلام ذلك اليوم الذي اقرته الجمعية العامة للامم المتحدة علي امل تعزيز القيم والمُثل وارساء ثقافة السلام بين الأمم والشعوب .
وعلي الرغم من هذا الهدف النبيل وتلك الأمنيات الطيبة ورغم مرور سنوات وسنوات علي اعلان هذا اليوم . ما زال العالم يشهد صراعات واطماع واعتداءات
علي الانسان وحقوقه وقتل وتدمير وابادة في انحاء متفرقة من العالم .
.
ورغم ان الدول الكبري والتي تتشدق بالديمقراطية وحقوق الانسان وتنادي بها ليل نهار هي نفسها التي تذكي بسياستها روح الكراهية وتقف صامته وتصم اذانها عن القتل والتدمير والتعدي علي ابسط الحقوق للانسان في كثير من بقاع الارض .
والشعب الفلسطيني المقهور . والعدو الاسرائيلي الغاصب خير دليل علي ذلك .
.
وفي الوقت الذي يعاني فيه الانسان من الجوع والمرض ولا يجد حتي شربة الماء النقية في انحاء متفرقة . نجد تلك الدول الكبري تصرف مليارات الدولارات علي صنع الاسلحة التدميرية . في ابشع تناقض يسجله التاريخ .
وسيشهد التاريخ ان الدول العظمي مثل امريكا وروسيا كان بامكانهما ان يقدما للبشرية وللانسانية كل ما يملكانه لمحاربة الفقر والجوع والمرض . لكنهم وللاسف سخروا معظم الامكانات والتكنولوجيا لديهم لصنع اسلحة الدمار والاسلحة النووية في محاول لاستعراض القوة وفرض الهيمنة .
ولو انهم احكموا العقل الذي من المفترض انه يميز الانسان عن باقي المخلوقات لتنافسوا في الخير لخدمة البشرية وارساء السلام ومحاربة الجوع والفقر والمرض .
ان الله عزوجل قد خلق الانسان علي هذه الارض كي يعمرها ويزرعها وارسل رسله وانبياءه بأديان متعددة كلها تدعوا للمحبة والسلام والعدل والمساواة بين البشر
وترفض جميع اشكال التمييز والكراهية .
حتي ان الكون في ذاته خلقه الله ليفيض عطاءا ورحمه . السماء بشمسها وضياءها وقمرها ونجومها ومطرها .. والارض بما تحمله في باطنها من معادنها وبترولها وثمارها .. فالكون كله يفيض عطاءا . اما الانسان يقف عاجزا حتي ان يفهم تلك الايات وتلك الرسائل والمعاني الربانية ..
ان السلام لهو طائر جميل مازال يحلق في السماء . غير ان دخان الكراهية ونار الحقد المنبعثة من الأرض لا تزال تلاحقه تكاد تخنقه او تقتله .
مع ان السلام رسالة ربانية وسماوية رسالة محبة وصفاء لأهل الارض ولكل البشرية علي اختلاف اشكالهم ولغاتهم وعقائدهم . فهم جميعا شركاء في الانسانية .
فهل سيأتي اليوم الذي نشهد فيه العدل والمساواة . وتسود روح السلام والمحبة والوئام بين البشر . ويسخر العالم كل ما يملك لمحاربة الجوع والفقر والمرض ولخدمة البشرية والانسانية .

الأستاذ / ربيع سالم

زر الذهاب إلى الأعلى