مقالات

■ موتوا بمكركم أيهااليهودوأفيقوا من غفلتكم أيهاالعرب ■ بقلم / عاطف عبدالوهاب

-المتعمق في تاريخ بنو إسرائيل والمتابع لتدابير اليهود في أنحاء العالم بالطبع تيقن أنهم خططوا و سموا ودبروا لتدمير العرب عامة والمسلمين خاصة.
والواضح من واقع الأوراق التي في أيدي اللاعبين القابعين خلف المائدة‏..‏ أن إسرائيل هي الفائزة في اللعبة لامحالة‏.‏
إلا أن هناك فائز غير محسوب إسمه الغيب في الأعماق الإيمانية لكل مسلم‏.
‏ والمستقبل لايمكن التنبؤ به علي وجه التمام والكمال
وإنما تظل هناك مساحة مجهولة لايعلمها إلا عالم الغيب‏.
والمستقبل اكثر غموضا من لعبة الكارت بما لا يقاس‏.‏
ولم يظهر العقل الذي يحيط بالمستقبل‏..‏ ولا الآلة التي تتنبأ به ولاتعلم نفس ماذا تكسب غدا‏,‏ ولاتعلم نفس بأي أرض تموت‏,‏ وسيظل هذا التحدي الإلهي إلي قيام الساعة‏.‏
وسينطبق هذا التحدي علي دهاقنة إسرائيل وعلي كتاب البروتوكولات وعلي كل من يخطط لدمار العالم ويتصور أن خطته لن تخيب‏..‏ ففوق كل ذي علم عليم‏..‏ وخطة الماضي والحاضر والمستقبل في يد صانع الزمان وحده وهو يمضي بها إلي حيث يريد هو‏..‏ لا إلي حيث نتمني نحن‏.‏
ويستوي في ذلك كلام المسلمين عن المهدي المنتظر وكلام النصاري عن هرمجدون وكلام شعب إسرائيل عن ملك اليهود‏..‏ المسيح الحقيقي‏..‏ النازل من السماء ليقودهم إلي منصة الرياسة ومقعد الصدق ليدينوا العالم كله‏..‏
أحلام‏..‏ كلها أحلام وأماني‏.‏
ولن يفوز بمقعد الصدق الا مقاتل من أهل الصدق من أهل لا إله الا الله‏..‏ الله أعلم به‏..‏ من هو‏..‏ ومتي يأتي‏..‏ وكيف يأتي‏.‏؟
ولن نعلم أنه مهدي الا حينما يهديه ربه إلي النصر حتي هو لن يعلم أنه المهدي إلا ساعتها‏.‏
الصدام وحده هو الذي سيفرز هذا الرجل وليست الدعاوي والأحلام والأماني الوردية‏.
وقد حذرنا هو سبحانهذا وتعالي في كتابه:
‏(‏ يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق‏)1‏ ـ الممتحنة‏.‏
‏(‏إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون‏)2‏ ـ الممتحنة
ويتكرر التحذير في ختام السورة‏(‏ يا أيها الذين آمنوا لاتتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من اصحاب القبور‏)13‏ ـ الممتحنة
والكلام عن اليهود وعن بني إسرائيل وينسحب علي جميع مسميات التطبيع يقول ربنا إن أي ثقة في هؤلاء الناس هي ثقة في غير محلها وأي موالاة هي كارثة وأي حلف هو نكبة والله هو الذي خلقهم‏..‏ وهو أعلم بهم والله يقول الحق وهو لايخاف أحدا وليس مثلنا بحاجة إلي المداراة والدبلوماسية والبحث عن مبرر‏.‏
وعلي قياداتنا أن تعي هذا الكلام‏,‏ فهو كلام رب العالمين الذي بيده مصائر الأمم والذي يعلم بداياتها ونهاياتها والذي بيده مقاليد كل حي فهو المبدئ والمعيد بكلمة‏,‏ وهو مالك يوم الدين ومالك عمارة الكون علي اتساعها وخالق الزمان والمكان والأبد‏.فأمريكا في السماء وأبناء صهيون في حجرها والعرب في الحضيض وفلسطين في حضيض الحضيض‏..‏ ومسلموا العالم تحت القهر‏.‏
واذا خرج علينا الآن من يدعي أنه المهدي المنتظر فنهايته المحتملة ستكون في مستشفي الأمراض العقلية‏..‏ فالفجر له لوائح‏..‏ ولم تظهر لوائح الفجر بعد‏.‏
ولكنا نعيش علي أرض تدور‏..‏ ولاشيء يبقي علي حاله‏..‏ الأقوياء لاتدوم لهم القوة والأغنياء لايدوم لهم الغني‏..‏ ولا أمان لأحد في هذه الدنيا وأين الفرس والروم والأمم التي كانت لاتغيب عنها الشمس‏,‏ إن كأس الموت الدوارة لاتعفي أمة ولاتعفي فردا‏.‏
واسم الله الرافع الخافض سيظل يرفع ويخفض كل الرؤوس وكل الهامات‏..‏ والتغير هو الناموس الوحيد الذي له الدوام‏.‏
ولا تستعجل لهم‏.‏ هكذا نقول دائما كما علمنا ربنا‏..‏ فنهايتهم في الطريق فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون‏(35‏ ـ الأحقاف‏)‏
وقل اعملوا‏..‏ اعملوا‏..‏ اعملوا‏..‏ كلمة وحيدة لكن فيها مفتاح كل الأبواب والعمل هنا يعني معاني عديدة‏..‏ فهو يعني العمل السياسي بإقامة جبهة عربية واحدة يتوحد فيها الكيان العربي الممزق في وحدة عضوية تقتضيها المصلحة العاجلة والأخطار المحدقة بالكل‏..‏ ويعني العمل الاقتصادي بالتنمية الشاملة والتصنيع المتطور‏..‏ ويعني النهوض بالعسكرية العربية وكسر إحتكار السلاح وتنويع مصادره‏..‏ وبالذات سلاح الصواريخ وكافة انواع اسلحة الرمي من بعد‏..‏ باعتباره سلاح المستقبل رقم واحد‏..‏ ويعني أيضا‏..‏ عودة الروح‏..‏ لتنبض في كل مناحي الحياة‏..‏ الروح بمعني العقيدة واليقين في النصر والتفاؤل والشجاعة والحماس البناء والايمان بالله والثقة في النفس‏..‏ وكل هذا سوف يحتاج إلي إعلام مختلف وخطاب شبابي مختلف ودعوة دينية مختلفة تخلو من الاستسلام والتواكل وتبث الهمة والامل في الأجيال الجديدة‏.‏
وكل هذا لايمكن ان يتم في يوم وليلة وإنما سوف يحتاج إلي مساحة زمنية‏..‏ ربما عشر سنوات أو أكثر‏..‏ شريطة ان تتغلب الحكومات الموجودة علي أزمة الثقة الموجودة بينها وبين الإسلاميين‏..‏ ويصبح الكل جبهة واحدة تناضل في خندق واحد وترمي عدوا واحدا‏..‏ أما حالة التوجس الموجود وسوء الظن المتبادل فلن يؤدي إلا إلي مزيد من الفاقد في الطاقة‏..‏ وفي الزمن‏..‏ وفي الهدف‏..‏ وفي النتيجة التي لن تكون إلا عدة اصفار‏,‏ هذا إن لم تحدث النتيجة بالسالب تراجعا وانهزاما وضياعا للمال والأرواح والأرض والمستقبل‏.‏
ويخطيء حكامنا اذا تصوروا أن إسرائيل ولدت لتكتفي بالرقعة المحدودة التي تقف عليها‏..‏ وأنها لاهدف لها سوي السلام ومهادنة جيرانها‏..‏ كذب ساسة اسرائيل في هذا وكذبت كل تصريحاتهم‏..
‏ فما ولدت إسرائيل إلا لتغزو ما حولها وتوسع من رقعة الأرض التي تملكها وتضاعف من المستوطنات التي تبنيها وتسيطر علي الشرق الأوسط وعلي موارده وثرواته‏.‏
والعرب لا وجود لهم في قاموسها الا بصفة كونهم اسواقا لمنتجاتها وخداما لمشاريعها وعملاء لمخططاتها وتابعين لأوامرها‏..‏ وقد اتخذت أمريكا حليفا قويا ليعينها علي هذه الأهداف‏.‏
إنهم أعداء ياسادة‏..‏ بكل معاني العداوة والله هو الذي يتكلم حينما يقول جل من قائل يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق‏(‏ المتحنة‏1).‏
يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور‏(‏ الممتحنة‏13).‏
والله هو الذي خلقهم وهو الذي يعلم سرهم ونجواهم‏..‏ وحينما يقول‏..‏ هم اعداؤكم‏..‏ فإن قوله الحق‏..‏ فهذا تاريخهم يدل عليهم‏..‏ وهذا سجلهم يحكي عنهم‏..‏ من مبتدأ وعد بلفور المشئوم إلي هجراتهم العدوانية إلي فلسطين إلي سلسلة المذابح الوحشية التي بدأت بمذبحة دير ياسين إلي حرب‏1948‏ إلي حرب‏1956‏ وحرب‏1967‏ وحرب‏1973‏ ومذبحة قانا الوحشية في لبنان‏.‏
ومن فجر الحرب الأهلية في لبنان؟؟‏..‏ ومن أجج سعيرها وأشعل أوارها بين نصاري لبنان وبين مسلميها ومن كان يوقد علي نيرانها كلمة خبت‏..‏ إنها إسرائيل وجواسيسها وعملاؤها وموسادها ورؤوس الفتنة من أحبارها‏.‏
ومن جلب الترسانة النووية والتهديد النووي إلي المنطقة‏..‏؟ إنها إسرائيل
ومن قتل عالم الفيزياء الدكتور المشد‏..‏؟ إنه الموساد الاسرائيلي‏.‏
ومن قتل دكتورة الفيزياء النووية سميرة موسي‏..‏ ؟ انها الموساد الإسرائيلي‏.‏ ومن قتل الكونت برنادوت رسول السلام في فلسطين؟‏..‏ إنه الإرهاب الاسرائيلي‏.‏
ومن فجر البوينج المصرية بركابها‏..‏؟‏..‏ مجرد سؤال؟ والشك طبيعي بل هو أكثر من محتمل
إن السجل يزداد كل يوم صفحة سوداء جديدة وعلامة استفهام جديدة وملف السوابق الاجرامية لايؤذن بانتهاء‏.‏
إنهم يتحدثون عن السلام‏..‏ هذا صحيح‏..‏ واسرائيل لاتكف عن التشدق بالسلام وحسن الجوار‏..‏ ولكن هل توقفت القنابل الاسرائيلية عن السقوط علي جنوب لبنان‏.‏؟ إنها مازالت تقصف الجنوب اللبناني حتي الأمس‏.‏
وهل توقف القتل العشوائي لهذا الجار الحميم‏..‏؟ ابدا‏.‏
وهل توقفت اسرائيل عن بناء المستوطنات وإغتصاب المزيد من الأرض الفلسطينية كل يوم‏..‏ مطلقا‏.‏
وهل توقفت عن تحديث اسلحتها ومضاعفتها‏..‏؟؟‏!..‏ بالمرة‏.‏
ماذا يمكن أن يكون شعور العرب وهو يرون أنهم محاطون بالتهديد من كل جانب بترسانة الرعب النووي‏..‏؟‏!!‏
وما هو المطلوب بالضبط‏..‏ سلام‏..‏ أم إذعان‏..‏؟‏!!‏
وكيف تخلق سيكولوجية الرعب سلاما سوي سلام الأذلاء المرعوبين‏..‏ عن أي تطبيع يتحدثون‏..‏؟‏!!‏
وأي سلام يريدون؟
إنها جملة أكاذيب
أفيقوا ياعرب من هذا الاسترخاء المترف من قبل أن يؤذن المؤذن بنهايتكم واجتمعوا علي كلمة‏..‏ ولاتلهيكم دنياكم عن يوم الفصل‏.‏

زر الذهاب إلى الأعلى