مقالات

¤ أهل العطاء ¤ بقلم : ربيع سالم

ان من يملك العطاء فتلك نعمة خصها الله لأحبابه من البشر . فهناك قلوب لا يمكن ان تهدأ الا اذا قدمت واسهمت بعطاءها لكل محتاج ومحروم . هنالك فقط يهدأ القلب وتنتظم دقاته .
هناك من البشر من لا تغمض جفونهم ولا تنام أعينهم الا اذا اسهموا بعطاءهم للتخفيف من لوعة محروم او رسم بسمة علي وجه يتيم .
ان العطاء لهو موقف انساني عظيم يتسم صاحبه برقة القلب وجمال الروح .
واهل العطاء تفيض نفوسهم محبة وسلام .
.
ان للعطاء لذة, وللنفس راحة , وللقلب طمأنينة لا يشعر بها الا اهل العطاء , ذلك انهم ادركوا ان كل ما يملكونه هو في الاصل ملك لله . وان ما عندهم من نعمة هو
من عند الله .
فرغبوا ان يتاجروا مع الله , لم يكن جل همهم هو البحث عن ثناء الناس بقدر بحثهم
عن رضا الله . قال تعالي . (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون)
.
وعلي النقيض هناك البخلاء من الناس ممن يمتلكون المال ويتعالون في البنيان لكنهم ابوا ان يكونوا من اهل العطاء , هؤلاء الذين بخلوا علي الله وعلي الناس
وهم في الحقيقة بخلوا وظلموا انفسهم .وغلب عليهم داء الشح . فأمسكوا أيديهم. ولم يبذلوا ما أوجبه الله عليهم من أحكام المضطرين. وكسوة العارين. بل أعرضوا عن ذلك. ونبذوه وراء ظهورهم. وجعلوه نسيا منسيا .
هؤلاء يوما ما سوف يغادرون الحياة الدنيا وكل متاعها وكل ما كنزوه من اموال . سوف يتركون كل شييء . ويدفنون في التراب . فبأي عقل كانوا يفكرون , الا ساء ما يحكمون .
.
اما اهل العطاء اهل الجود والكرم قد ايقنوا ان الدنيا فانية وانهم تاركوها لا محالة عاجلا ام اجلا ** كل ابن أنثى وان طالت سلامته ، يوماً على آلة حدباء محمول**
ولن يتبقي لهم سوي عطاءهم . وكل قرش انفقوه ابتغاء مرضاة الله , وكل لحظة فرح وبهجة ادخلوها في قلوب اوجعها الألم . ولكل محتاج وكل يتيم وكل صاحب حاجة . هؤلاء تاجروا مع الله . وعلموا ان عليهم واجبا دينيا وانسانيا واخلاقيا واجتماعيا . فرضه الشرع واوجبته الانسانية .
.
ان العطاء ليس بالمال فحسب , انما صور العطاء كثيرة ومتعددة ولا حدود لها .
وليس مقصورا علي اصحاب المال . فكل انسان قادر علي ان يكون من اهل العطاء حتي ولو بابتسامة او بدعاء او بكلمة طيبة .
.
ان أمة يسكنها أهل العطاء تعني انه اصبح للحياة معني , وللتعامل طعم , وللمشاعر روح .. فسجل نفسك في عداد المُعطين, وكن من رواد العطاء , أصحاب اليد العليا, ومن أعطى أعطاه الله , وعطاء الله فيض لا ينقطع ومدد لا ينتهي .

زر الذهاب إلى الأعلى