مقالات

**فاقد الشئ أكثر إنسان يعطيه**

كتبت : مرفت محمود الخشن

مقولة تربينا عليها…
ترددت علي مسامعنا كثيرا”..
وعلي ألسنتنا أكثر..
هل فعلا” فاقد الشئ لا يعطيه؟؟
إعتادنا دائما” أن نقول إن فاقد الشئ لا يعطيه وتوارثنا المقولة وتجاهلنا أن لكل قاعدة شواذ .
لكن أحيانا” شواذ القاعدة بيقول إن فاقد الشئ ممكن جدااا” يعطيه وبجدارة وعلي أكمل وجه..
جايز إن القاعدة فى معظم الأحيان بتكون صواب وأحيانا” يكون الحرمان من شئ معين بيفقدنا معناه وإحساسه وبيفقدنا
إدراك ضرورة وجوده، وأحيانا” فقدانه والحرمان منه..
تجارب الحياة هي التي بتأكد إن فاقد الشئ هو أحسن واحد يعطيه..
بدليل إن المريض الذي يدخل المستشفي
بسبب مرضه أو أي إنسان قريب له مريض
بيكون أكثر إنسان عرف قيمة ونعمة الصحه.

فمثلا. اليتيم فاقد الاب ..يوما” ما سيكون أبا”.. هل معني ذلك لن يستطيع أن يكون أبا” لأولاده لانه فقد أباه صغيرا”

فى كثير من الحالات قد نجد يتيم الأب
والأم فى قمة الحنان مع أولاده وقد نجد إنسان لا ينجب له إحساس مرهف مع الاطفال.
وقد نجد زوجة تعطي حب وتضحية مع زوج قاسي معها وتتمني له أن يهتدي
وكذلك قد نجد زوج صابر علي زوجته.

الزوجة التي لا تنجب..وليس لها أولاد
هل معني ذلك أنه لا يوجد لديها حنان
أو عطف ورحمة تجاة الأطفال؟؟
بالعكس أشاهد أمثلة قمة الحب والحنان وفى نفس الوقت أمهات أنجبت و فى منتهي القسوة علي أبنائهم

والإنسان الذي يخسر أو ينجرح كثير فى حياته من الطبيعي أن يتحول إلي شخص سلبي أو العكس صحيح إن المحن تثقله وتحوله الي شخص مكافح قادر علي ان يتحدي الصعب.
وكذلك الإنسان الذي يفشل ويذوق معني
النجاح مرة اخري هذا الانسان اكثر الناس فرحة بقيمة النجاح.

فالمقولة ليست سليمة علي طول الخط.
ففاقد الشئ ممكن أن يعطيه وبكثرة..
كما هو الحال فى اليتيم وذلك إذا توفرت له الظروف والمقومات.

الخلاصة إن مفيش راحة من غير مجهود
مفيش نجاح من غير جزء من الخسارة
مفيش سعادة بدون جزء من الحزن
ومستحيل نكون اقوياء دون أن ننكسر

وأخيرا””
إن فاقد الشئ طبعا هو أحسن واحد يعطيه لأننا لا نعلم قيمة الاشياء إلا عندما نعيش عكسها..

زر الذهاب إلى الأعلى