مقالات

“مذكرات كتاب”.. بقلم / “المفكر محمد حسن كامل “رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب

مذكرات كتاب .بقلم المفكر الموسوعي العالمي سفير دكتور محمد حسن كامل رئيس اتحاد الكتاب
تحب , تكره , تضحك , تبكي , تصرخ , تبوح تنوح…….؟
وإذا تحدثت الكتب ماذا تقول ….؟
حينما يكون حديث الكتب للكتب من الكتب أكيد سيكون حديثاً أخر .
بطل قصتنا ليس من بني البشر
ولكنه يشعر اكثر من البشر
يحب يتأمل يبكي ويضحك
فارس من فرسان المعرفة
مغوار في بحار الفكر
غواص في محيطات العلم
تحدث لي برفق
فقال :
بعد أن تجشأ وهو يزيل الغبار عن جسده النحيل الذي مال إلى إصفرار اللون وشحوب الوجه , كان يشعر بسعادة غامرة ولما لا ؟ وقد
إشتراه رجلٌ تبدو عليه أثار النعمة , هذا الرجل بالتأكيد سوف يُحسن إليه في
مقامه الجديد , فقد ذاق مرارة التشريد ونام على الأرصفة , لم يرحمه أحد من برد الشتاء أو حرارة الصيف .
حاول أن يمسح عَبرة فرت من عينه , تلتها دمعة وهو يتذكر الماضي , حينما كان يتمتع ويرتع في بلاط الملوك والسلاطين ,
وحينما كان يشم من العطر أطيبه ومن المسك أجوده .
كان جليس الطبقة العليا من المجتمعات , ينصت ويصغي لحديث الكبار وأصحاب القرار , حينما يتكلم الكل أذان صاغية له
, لايقاطعه أحد ….كان مهاباً بين العباد في كل انحاء البلاد .
وتغيرت الأحوال , وبادت ممالك , وسادت أخرى .
وأعتلى الجُهال مقاليد الحكم في البلاد , وراحوا يظلمون الناس والعباد , لم يلجأ إليه أحد منهم بالنصيحة , دفنوه مع المتاع وكم
إبتاعه ناس وزهده الناس .
ركب البحار وغادر الأقطار , وذاق مرارة الإغتراب على كل باب من الأبواب .
كان يرمقه الناس بنظرة إحتقار وتصغير وإصغار , لم يعبأ به أحد وهو من عاش في القصور بين أرباب الفكر والنور .
نالت الأتربة من جبهته , ولم يجد ما يحمي من الأمطار جلدته .
لقد قرر الصمت والعزوف عن الكلمات , بعد أن كان يجيد اللغات واللهجات .
ظل ردحاً من الزمن لم يجد من يُقدره أو يدرك قيمته .
حتى أضحى لا ثمن له , مجهول الهوية , يشكو ويمقت البشرية .
لقد كانت الحكمة سلطانه , والفكرة بيانه , والتألق برهانه .
الأن …الأن وجد منْ ينظر إليه , ويجفف دمعته , ويعيد إليه صولته .
الأن فقط سيرى رغد العيش مع منْ يكرم مثواه , ويتخذه أنيساً , ناصحاً وصديقاً , مُحدثاً ورفيقاً .
سيعود إلى مجال العلماء , يحدثهم بما يجود لهم من فكر , ويحلق في سماء الإبداع بهم من ذكر .
هذه هي مذكراته …… !!
مذكرات كتاب
محمد حسن كامل

زر الذهاب إلى الأعلى