مقالات

“” معني الوطنية “”♡ بقلم : عاطف عبد الوهاب

♡ معني الوطنية ♡ بقلم :
عاطف عبد الوهاب

لو نظرنا في مايدور من حولنا هذه الأيام من أحداث لوجدنا بأن هناك من يدفعون من أجل الوطن، من وقتهم، ودمهم، وهناك من يتسابقون فيما بينهم من أجل حفنة مال، أو جاه، أو مصالح شخصية، لبيع مواقفهم وولائهم وانتمائهم للوطن، وفي كلا الحالتين هناك مبررات قد يقبلها البعض، وقد يرفضها آخرون.
بائعو الوطن، هم أشخاص، ليسوا من عامة الناس، فقد منحتهم الصدفة، مكانة يستطيعون من خلالها أن يؤثروا على الآخرين، ولبسوا لباسا ليس لهم ولا يليق بهم، لباسا مطرزا بالفساد والخيانة، فاعتبروا أنفسهم أكبر من الوطن، وأكبر من أمنه واستقراره ومقدراته، وسكانه.
هؤلاء هم من يعيثون في الأرض فسادا، وخرابا، قصص نجاحهم، وفق ما يعتقدون، خطتها أنامل صولاتهم وجولاتهم وخبراتهم، فيما نراها نحن قصص فشل ووقوع في الخطيئة والرذيلة، وتقديم المصالح الشخصية على العامة، وبالتالي فإن وجودهم فيما بيننا كالدود الذي ينخر في جسد النبتة الحسنة.
بائعو الوطن، يا وطني، هم أبنائك، ممن يستنجدون بالقبلية والعشائرية والطائفية للقضاء عليك، ومن خلفهم حفنة من المرتزقة والزبانية، الذين يرون في أنفسهم أصحاب فكر وثقافة، وهم في ذيل قائمة التاريخ، ترميهم هنا وهناك حفنة من الفلوس، ويبيعون المواقف، يظهرون للناس أنهم أبطالا، وهم في حقيقتهم، صوت يراد به الباطل، كابوس يأتي للنائم في منتصف الليل، يؤرق مضجعه، ويقضي على هدوئه وسكينته.
إن الحديث عن الوطن، ليس شعارات، نحملها خلال اعتصام، وليس شعارات ننادي بها عبر الفضائيات، وليس قصيدة ننشرها في الصفحات، الحديث عن الوطن هو بطولة، نصنعها ونحن صامتون، من دون أن يرانا أحد، أو أن يشعر بنا أحد، نهدف من ورائه، استقرار وأمن الأمة، لا خرابها.
أبناء الوطن ثلاثة أصناف، الأول يلهث وراء المال، بطرق ووسائل وأساليب ما أنزل الله منها بسلطان، لا يأبهون إلى بذواتهم، بعيدون عن روح العمل من أجل الجميع، يقتلون كل طموح عند الآخرين، يحاولون الظهور كأبطال، كمنقذين، هم وحدهم من يفهمون، والآخرين حثالة لا قيمة لهم.
والصنف الثاني، السلبيون الذين لا يكترثون ولا يأبهون، لما يدور من حولهم وكأنهم يعيشون في كوكب آخر، قد يمرون بقربك من دون أن يلتفتوا إليك حتى ولو كنت بأمس الحاجة إليهم، يكفيهم سوء الحال الذي يقبعون تحته، يركضون من أجل اللاشيء، أو الحياة لم توفر لهم شيء، وفي جميع الأحوال لا تعول عليهم.
والصنف الثالث، وهم الأشد خطورة على الوطن من أولائك الذين يلهثون وراء المال، وهم الذين يغرقوننا بوطنيات، وشعارات، وكأنهم وهم وحدهم من يحب هذا الوطن، ويحرص عليه وعلى مقدراته وأمنه واستقراره، هم الأردنيين دون غيرهم، فجميعنا بنظرهم خونة لا نفقه من حب الوطن.
أطروا أنفسهم بمجموعة لا تعد ولا تحصى من الأغاني الوطنية، فجندوا أنفسهم لخدمة الوطن، من منظور جهوي عنصري إقليمي بائس لا يسمن ولا يغني من جوع، بل يحبط المرء ويدفعه إلى كره وملل كل أغنية قد تتغنى بالوطن والجيش، لأن كثرة الشيء تجعل المرء ينفر منه.
أصناف ثلاثة، أصحابها جميعهم بائعو وطن، كل على طريقته، طريقة بائسة مملة قاتلة تعصف بعقولنا، وتعصف باستقرارنا وأمننا، وهويتنا.
هؤلاء هم من يجب محاربتهم، خصوصا وأن هناك صنف رابع من المواطنين، الأشراف الذين يدركون خطورة اللعبة، ويتمنون أن يصنعون شيئا، لكن هناك من هم أقوى منهم.
على الجميع أن يكف عن التخبط، وأن يدرسوا جيدا، المستقبل، فهي الشرارة التي قد تشعل فتيل أزمة، يطول حلها، وقد تذهب بنا إلى قاع الأرض، وعندها لا حول لنا ولا قوة.
هي دعوة لكل مصري عاقل، أن يعي من هو العدو الحقيقي الذي يحيط بنا، أن يعي من هو المخرب، وأن يعلم جيدا أن الصمت لا يمكن لأحد أن يسمعه، وأن عدونا بين ظهرانينا يتاجر بنا.
لا أحد فوق القانون، وجميعنا دون الحق، ويجب أن لا نمتطي صهوة العنصرية والقبلية والغباء لكي يرتكب أخطاء يعاقب عليها المواطن العادي ويدفع ضريبتها، لأننا لن نقبل بذلك، وسنعمل على وضع حد لهؤلاء.
وفي النهاية نقول، الوطن ليس لعبة نرد نحرك أحجارها كيفما نشاء، نؤيده مرة، وفي الأخرى نحاربه ونعارضه، الوطنية هي الإيمان بعدالة القضايا الوطنية وهي المساهمة في تطوير وتنمية المشاريع في هدا البلد.

 

زر الذهاب إلى الأعلى