مقالات

زيادة الأسعار , وزياده غضب المواطن يلتقيان فى مسار واحد

الدقهليه – منى فرج14371802_1153521101358209_819841167_n

 

قال عزوجل فى كتابه العزيز “ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخسرين “,”الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم “,”والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم “,”فان انتهوا فان الله غفور رحيم ” صدق الله العظيم .

حدثنا رب العزة عن الرحمة وأنه هو الرحمن الرحيم بعباده مهما فعلوا يظل هو الرحمن ,ونسينا نحن الرحمه بين قلوبنا كبشر وافترى كل منا على من تحته ,وجشع وطمع كل منا فى ما فى يد غيره ,وليس هذا وكفى :ولكن أخذ اللقمه من يد المحتاج كى يظل محتاج ويسخط على حاله وحياته وبلده ويضعف أمام من ينتهزوا الفرص كى يستخدموه فى فعل أى شىء مقابل المال ,لا أرفع اللوم عن المحتاج وفى نفس الوقت لا ألومه وحده على فعلته ولكن ألوم قبله من تسبب فى احتياجه وجعله ساخط ناقم على نفسه ومجتمعه .

يعانى كل منا فقير -وغنى من ارتفاع وجنون الأسعار حتى المواد الغذائيه التى لا يستطيع أى منا الاستغناء عنها لأنها هى قوت بدنه ,والسؤال الان الذى يطل علينا فارضا نفسه : لما ………..؟, لما جشع التجار ؟,التاجر بكافه أشكال تجارته ,لما لم يعد منا من يرحم الاخر ؟,لما قست القلوب وأصبحنا نرى المحتاج ولم يستعطف قلوبنا ؟.

قست القلوب وتحجرت وأصبح جمع المال غاية كل منا , لايهمه غيره حتى لو مات جوعا وحرمانا .

فى يومنا هذا أصبح الفقير معدم والثرى ثرى بازدياد ولم تعد بيننا الطبقه التى كنا نسميها الطبقه الوسطى ,اختفت بسبب مايسمى بالغلاء ,كل منا يطمح فى حياه كريمه من مسكن ومأكل وملبس وعلاج ,أصبح المعدم اليوم فاقد لمعظهم او كلهم والسبب : لم يعد يرحم منا الاخر ,والمواطن أصبح تائه لا يعى يلقى اللوم على من ؟.

اذا تريثنا لدقائق لرأينا أننا جميعا يستحق اللوم وبلا استثناء من وزير وحكومه وشعب ,تناسينا جميعنا الرحمه فأفقدتنا أجمل ما فينا وهو الضمير الذى أصبح لا مكان له داخل القلوب .

ولو تريثنا لبضع دقائق أخرين واستعدنا ضمائرنا لرحم كل منا الاخر كى يرحمنا الرحيم برحمته ويظلنا بظله يوم لا ظل الا ظله ,ولعاش بيننا الفقير انسان بمعنى الكلمه ونهضت أمتنا ودولتنا للامام ولقضينا على كل الاصابع كما نطلق عليها التى تنخر فى عضد الدوله ,ولا نجد وقتها من يبيع نفسه من أجل الماده ,وأصبحنا حينذاك أفضل الامم وأقواها لأن ليس بيننا جائعا ولا محروما .

زر الذهاب إلى الأعلى