مقالات

براءة الأفعي واليوم الحزين… بقلم / مريم محمود

بقلم / مريم محمود

في صدمة مروعة استقبل ملايين المصريين حكم براءة أفاعي النظام السابق ( مبارك واعوانه).

ولكن أريد أن أضع كلمة المصريين بين قوسيين فأنا أتحدث عن المصريين الحقيقين الذين خرجوا ونادوا بالحرية والعدالة الأجتماعية ونزلوا يوم 25يناير واستمروا في النضال والبحث عن الحرية الضائعة في دولة الظلم. ومع ان ليس هذا الحكم مفأجاة للجميع حيث في الفترة الاخيرة بل من يوم القبض علي المخلوع واولاده واعوانه في الحكم,وكل الدلائل والاحداث تؤكد أنها ما هي اللي مسرحية سخفية وفيلم يصنع من أجل خداع الشعب , ومع كل هذا فحقا كانت صدمة أكبر بكثيير من التوقعات فدائما نعلم ان الموت اتي اتي فمهم كانت استعداتنا لوصوله اللي اننا وقت الحضور تتغير كل الموزاين والحسابات هكذا كان اليوم وبعد سماع الحكم الصدمة كانت أكبر من كل التوقعات والاحتمال وكأنها خناجر مسمومة انطلقت علي ملايين الشعب واهالي الشهداء عندما نطق القاضي الحكم اقسم اني وكاني ضربت في قلبي بخنجر ولم اعي ما اقول وما افعل غير بكائي ونحيبي ليس فقط لشعور بالذنب علي الشهداء ولكن وضعت نفسي لبرهة مكان الامهات والآباء واحسست بنيران الفراق الحزن علي اولادهم وشعورهم في هذه اللحظة وما استطعت غير قول حسبي الله ونعمة الوكيل يا رب انت المنتقم الجبار انتقم من هؤلاء الظلمة القاتلين الفاسدين هم وكل ما عاونهم علي مدار هذه السنوات . نحن يا سادة نتكلم عن أرواح شباب هدرت بدون ذنب غير الخروج والبحث عن الحرية والعدالة والعيشة الآدمية شباب كان كل أسلحته صوت يعلي يهز الارض بسقوط نظام فاسد ظالم اضاع وقتل كل احلامه وآماله في العيش في بلده بكرامة ,وكان من ضمن أسلحته أحلامه وعيونه التي كانت تري المستقبل الذي يحلم به سلاحه بأيمانه بأن التغير حتما سيأتي . وعلي الجانب الآخركانت أسلحتهم الرصاص الحي ,والقنابل المسيلة للدموع الفاسدة المسمومة,والعصي والبطش بالأيدي الحديدية من خدام النظام القاتل الفاسد. شبابنا راح ضحية آماله وأحلامه في زمن الفاسدين فما كان ذنبهم وذنب أهاليهم الذين فطرت قلوبهم علي أحبائهم ,وأولادهم ,وأخواتهم ,وزملائهم. لم يعذبني ويقتلني غير دموع الأمهات والآباء علي فلذات أكبادهم,وأكثر ما آلمني كلماتهم وهي ممزوجة بطعم المرارة والألم,وكم آلمني هذه النظرة في عيونهم عند الحديث عن اولادهم الشهداء وحديثهم عن حقهم الذي سياخذونه من القتلة ,وتغير الاحوال في البلاد حتي لايكون موتهم هباء وبدون ثمن,ولكن واه أسفاه لقد استيقظني جمعيا علي الحقيقة المريرة وهي لاعدالة ولا انتقام ولاثمن لدماء أولادنا الشهداء .فلقد بيعت الدماء بأرخص الأثمان وضاعت الآحلام وتحطمت كل الآمال في بزوغ فجر جديد بعد حكم اليوم . وسيظل هذا اليوم ,هو اليوم الحزين علي كل الشعب المصري المناضل الحقيقي . لعنة الله علي المنافقين الكذابين ,والخائنين لدماء الشهداء (اللهم أجعل دمائهم لعنة عليهم في الأرض وفي السماء). ومع ذلك فالثورة مستمرة ,ويسقط كل خائن باع دم شهيد . قال تعالي: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) قال تعالي: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: (أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء).

زر الذهاب إلى الأعلى