مقالات

فن الرأى .. الفن الجرافيتى له و عليه ! بقلم / تامر حامد

فن الرأى .. الفن الجرافيتى له و عليه ! بقلم / تامر حامد

الفن الجرافيتى هو فن التعبير على الحوائط و الجدران، وهو فن يعبر عن حالة ما أو فكرة ما ،
و قد إنتشر هذا النوع من الفن و بالتحديد بعد أحداث ثورة 25 يناير .
لقد شاهدناه نوعاً آخر من الفن المعبر عن الواقع آن ذاك و عما تلى من أحداث ، فهو فن إبداعى
رائع يتميز فنانوه بأنهم حالة فنية إبداعية خاصة، لقدرتهم على التعبير من خلال الألوان عن
رفضهم أو تأييدهم أو حتى لتأبين راحلين عن دنيانا .
و بالرغم من الحالة الإبداعية التى تُميز هذا النوع من الفن و فنانيه، إلا أنه يُوجَه إليه الإتهام
بإنتهاكه لحقوق الآخريين، حيث فنانو الجرافيتى يقوموا بإستغلال الحوائط و الجدران العامة
و الخاصة، للتعبير عن آرائهم و أفكارهم دون الحصول على تصريح من الجهة المالكة لهذا ا لحائط
أو الجدار، سواء كانت الجهة المالكة حكومية أو ملكية خاصة .
أعلم أنه تمت إزالة الرسومات الجدارية المرسومة على واجهات الجهات العامة ، لذا .. أقترح
بإتاحة الفرصة لفنانو الجرافيتى للتعبير بابداعاتهم، وذلك من خلال توفير أماكن خاصة لمثل هذا
الفن، ليُصبح هذا الفن و ممارسيه تحت مظلة قانونية، كى لا يتم الهجوم على هؤلاء الفنانون
المبدعون بإتهامهم بالتعدى على حقوق الغير .
و من الممكن استغلال هذه الأماكن التى تم الرسم على حوائطها و جدرانها، لتصبح معرضاً
مفتوحاً أمام الزائرين بمقابل رمزى لعرض إنتاج الفن الجرافيتى و لعرض الإنتاج من الفنون
الأخرى، حيث يمكن أيضاَ تأجير الموقع لتصوير الأعمال الدرامية .
لكن الجانب السئ بل الأسوء، هو إستغلال البعض فكرة هذا الفن المتميز للتعبير عن آرائهم بطريقة
عشوائية مبتذلة .
لوحظ بعد ذلك أن الحوائط و الجدران التى كانت تنطق بالرسومات والألوان المتناسقة والمعبرة،
أصبحت تنطق بالسُباب و تلميحات الخيانة و العِمالة تجاه أشخاص بعينهم، فقط لمجرد أن هذا
الشخص أبىَ أن يوافقهم الرأى و الإتجاه، فأصبحت الحوائط و الجدران بمثابة إعلان الحرب المسيئة بالسُباب و اللعنات .

و مع كل أسف لم تَسلم مؤسساتنا الوطنية من هذا الهجوم والتطاول ، حتى أصبحت مؤسساتنا
الوطنية مجالاً لتلقى اللعنات و الطعنات ، أيعد هذا تعبيراً عن الرأى ؟! .
ألا يعلم هذا السَباب اللعان بأن الله يراه و يراقبه و مطلِعٌ على أفعاله ؟! ،أعتقد بأنه يعلم و لكنه
تناسى ، ألا يعلم هذا السَباب اللعان أن بأفعاله هذه قد قام بتشويه نفسه قبل تشويه
حوائط و جدران مصر ؟! .
إتخذ المُسئ من تشويه بلده و الآخرين حق مكتسب له للرد و الرفض و التعبير ، فهذا أمر غير
مقبول وغير مألوف بمجتمعنا المصرى ، ولذلك فينبغى على الجهات المعنية بالدولة تفعيل القانون
الذى يُجرم مثل هذه الأفعال المبتذلة و المسيئة، و الأخذ على يد المتطاول و المجترئ على
الأشخاص و المؤسسات دون وجه حق ، حيث تحت مِظلة القانون الكل سواء .
فننتظر تبنى و تدعيم الفن الجيد الذى يُعبِر عما بداخل صاحبه بكل رقى و تحضر .
الفن يبنى أمم ولا يهدم .

زر الذهاب إلى الأعلى