مقالات

سيناء و عواء الذئاب . بقلم اللواء/ طارق الفامي

زاد العواء هذه الأيام على سيناء أرض الفيروز .
لم يستطيع العدو النيل من سيناء فأطلق ذئابه من خونة و عملاء الداخل للمطالبة بنزع سيناء من مصريتها و من عروبتها و المطالبة بحكم ذاتى و تدويل سيناء مما أثار حالة من الغضب و القلق بين المصريين .
إن ارض سيناء هى البوابة الشرقية لمصر لذلك يطمع الأعداء على مر العصور للسيطرة عليها .
سيناء هى أرض المعارك التى خاضتها مصر على مر العصور .
رمالها مشبعة بدماء المصريين منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا .
لقد كانت سيناء مسرح للعمليات العسكرية و البوابة الشرقية لمصر التى ينهزم و يندحر على عتباتها الأعداء .
سيناء التى لم يجف حتى الآن دماء المصريون التى سالت على أرضها الطاهرة وما فعله الإسرائيليون فى الأسرى المصريون فى عام ١٩٦٧ من المذابح الجماعية للأسرى المصريون.
إن أعداء مصر دائماً يطالبون بإقامة حكم ذاتى و تدويل لسيناء و إقتطاعها من مصريتها و عروبتها .
ففى عام ١٩٦٨ و بالتحديد فى ٣١ أكتوبر عام ١٩٦٨ عقب إحتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء أقامت السلطات الإسرائيلية في مدينة الحسنة بشمال سيناء مؤتمر عرف بمؤتمر الحسنة لتحريض أهالى سيناء على الإستقلال و إعلان دولة سيناء وأن تنزع سيناء من مصريتها و عروبتها و فوضت القبائل السيناوية الشيخ سالم الهرش من قبيلة البياضية للحديث نيابة عنهم فى المؤتمر أمام الإسرائيليين .
فقال الشيخ سالم الهرش كلماته الوطنية التى سجلها التاريخ بحروف من نور وهى :

أترضون بما أقول ؟
قالوا نعم .
فقال الشيخ سالم الهرش أمام جموع المؤتمر المنعقد فى مدينة الحسنة بشمال سيناء فى ٣١ أكتوبر ١٩٦٨ .
(( إن سيناء مصرية و قطعة من مصر ولا نرضى بديلاً عن مصر وما أنتم إلا إحتلال ونرفض التدويل و أمر سيناء فى يد مصر .
إن سيناء مصرية مائة فى المائة ولا نملك فيها شبرا واحداً يمكننا التفريط فيه )) .

وهذا جعل السلطات الإسرائيلية تقوم بعمليات قمع ضد أهالى سيناء المصريون الوطنيون الشرفاء الذين ضربوا أروع الأمثال فى الوطنية المصرية .
وتم إعتقال مايقارب من ١٢٠ من المشايخ و أهالى سيناء وإستطاعت المخابرات المصرية تهريب الشيخ سالم الهرش من سيناء عبر الأردن ثم إلى القاهرة وقد قام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بتكريم الشيخ سالم الهرش ومنحه نوط الإمتياز من الطبقة الأولى وبعد إنتصار الجيش المصري على إسرائيل في حرب أكتوبر ١٩٧٣ وإستعادة سيناء تقوم القوات المسلحة المصرية بالإحتفال بهذه الذكرى
فى يوم ٣١ أكتوبر من كل عام وهذا حتى لا تشكك الذئاب فى أهل سيناء الأبطال .
إن أهل سيناء هم خط الدفاع الأول عن أرض سيناء مع القوات المسلحة المصرية .
إن أهل سيناء وطنيون مخلصون يفضلون الموت عن التفريط فى حبة رمل واحدة من أرض سيناء الطاهرة .
إن سيناء مطمع لليهود و بعض القوى الإستعمارية الأخرى من أعداء مصر لذلك لابد أن ندرك أن ما يدور حول سيناء الأن هى حرب حقيقية تدار رحاها من دول وأجهزة مخابراتها .
و أوأكد بأنه حتى لو كان هناك جندى مصرى واحد يرتدى أوڤرول العزة والكرامة فلن يستطيع أحد إنتزاع سيناء من هويتها المصرية و العربية . ( طارق الفامي ) .

زر الذهاب إلى الأعلى