مقالات

زيارة وزيرة الصحة للصين وايطاليا.. وازمة سد النهضة التي نخطط له

بقلم هانى طاهر الجورنالجى
في اول مارس الماضي تضاء المتاحف المصرية بعلم الصين.. واضاءة دولة لاهم منشاءتها بعلم دولة اخرى، هو تقليد دبلوماسي كبير، يعبر عن احتفاء هذه الدولة.
مثل اضاءة برج الخليفة بدبي بالوان العلم المصري في ذكرى احتفال الثورة المصرية، واضاءة برج القاهرة بالوان علم الامارات في ذكرى عيد الامارات.
بعد اضاءة المتاحف المصرية لعلم الصين بيومين تقوم الدكتورة هالة زايد بزيارة الصين بتكليف من الرئيس السيسي يصحبها طائرة مساعدات طبية للمرة الثانية بعد ان سبقتها بايام طائرة مصرية اخرى محملة بمليون كمامة طبية هدية للصين في ازمتها مع كورونا.
ويأتي شكر رسمي من الرئيس الصينى لمصر قيادة وشعبا.

ومن بين محاولات عالمية لفك طلاسم زيارة الوزيرة للصين كونها الوحيدة عالميا التي قامت بهذه الزيارة لبؤرة المرض، وانحساره بالصين، والحديث عن المصل المصري الذي يستخدم في الاساس لعلاج الملاريا.
ورغم غضب البعض في القاهرة كوننا اولى بهذه الماسكات والتى قاربت على الاختفاء بالصيدليات وارتفاع اسعارها بشكل مضاعف.
ورغم استقبال مغردي شبكات التواصل كالعادة قدوم الوزيرة من الصين بصور الكوميكسات الساخرة، ومنها قدومها للمطار تحمل اكياس البرتقال، لكن بعضنا لا يريد ان يفكر في مغزى هذه الزيارة والدعم المصري الكبير، بل ان عقولنا قد لا تصدق ان بلادنا وعلماؤنا في مختبراتهم العلمية يحملون افكارا وابحاثا توصلوا اليها في منافسة مع اعتى الدول المتقدمة لجينات فيروس كورونا والعديد من الفيروسات الاخرى التى ستطلق على البشرية في الفترة القادمة، في موضوع يطول شرحه هنا.

والعلاقات المصرية الصينية قوية منذ فترة، لدرجة تتخطى الاعراف الدبلوماسية والعادات الدولية المتعارف عليها.
فالرئيس الصيني في زيارته للقاهرة منذ ثلاث سنوات، فتح له قصر عابدين، واقيمت له داخل القصر حفلا ملكيا في تقليد منفرد لم يتم ابدا مع اي رئيس اخر جاء لزيارة مصر، ربما في صورة تكريم للصين على ما قدمته وتقدمه لمصر.

الصين هي الدولة الوحيدة التى اذا منحت لمصر سلاحا، تسمح بالمساعدة في تصنيعه.
…. حدث هذا مع صفقة الطائرات بدون طيار، التى دخلت مصر، واصبحت تشارك في تصنيعها بمساعدة الصين.
بل كان الرد الصينى سريع جدا بعد زيارة الوزيرة للصين، بالموافقة لمصر على صفقة احدث غواصات عالمية صينية S26، والتى عندما بدأت مصر في التفاوض عليها عام، 2019 ارعبت اسرائيل واستخدمت وسائل ضغط كثيرة لايقاف الصفقة.
والدعم الصيني لمصر يتخطى افاق مستقبل واعد لمصر، فالصين تهتم بالمساعدة في زيادة معدلات النمو الاقتصادي المصري، والوصول به في المرتبة السابعة عالميا بحلول عام 2030، كما تتوقع الهيئات الدولية الاقتصادية، على ان تساعد مصر الصين في فتح اسواقا جديدة لها في القرن الافريقي، كما فعلت مصر مع روسيا في فتح اسواقا جديدة لها بدول الخليج.

ثم تتكرر المساندة المصرية لدولة اخرى على حافة ان يدمرها الفيروس، فترسل مصر مليون كمامة لايطاليا، ويوجه الرئيس بزيارة الوزيرة لايطاليا ومعها طائرتي مساعدات طبية، ونشاهد جليا في الفيديو المنشور لزيارة الوزيرة كم انحنى وزير الخارجية الايطالي ووزير الصحة للوزيرة، في وقت احرق فيه الايطاليون علم الاتحاد الاوروبي بعد ان تخلوا عنهم في ازمة كورونا.

ومن بين المصريين المعترضين لخروج مهمات طبية نحن اولى بها، ومن بين من ينتظر ان تتحسن نتائج شفاء الايطاليين من الفيروس بتكهنات المصل المصري، كما حدث باعلان نائبة كويتية بالبرلمان عقب زيارة الصين، بان مصر اهدت المصل للصين.

فهناك معركة اخرى شاقة ومصيرية تخطط لها مصر في مساندتها للصين والمانيا وايطاليا.
هناك معركة سد النهضة، والتى استخدمت فيها مصر اطول نفس بالحلول الدبلوماسية، مع اثيوبيا، ورغم كل الجهود المصاعفة التى بذلت طوال الاعوام الماضية، رفضت اثيوبيا المفاوضات واعلنت عن البدء في ملئ السد مع الفيضان القادم.
ورغم ان جهود مصر تتضح جليا للعالم في مساعيها السلمية، لكنها اذا لجأت لضرب السد، فسنجد دولا نعرفها جيدا ستطالب بفرض عقوبات على مصر باعتبارها دولة معتدية، ووقتها لن ينظروا الى اي جهود شاقة سابقة بذلتها مصر للحل السلمي.
وفي حال طرح القضية بمجلس الامن، وسط دول ترضح للضغوط القذرة مثل بريطانيا مثلا، سنجد دولا لم نتخلى عنهم في ازماتهم وتمتلك حق الفيتو قد تساندنا.
ربما نجد الصين وهي من الدول التي لها استثمارات بسد النهضة.
وعلى الخط الدب الروسي.
حتى ايطاليا بمحاولتها الضغط على مصر في ازمة قضية جوليو رجيني، اعتقد انها من الصعب تحول موقفها عرفانا لمصر.
بخلاف فرنسا التى كان لها دور مخابراتي كبير في منح حاملتي المروحيات لمصر
………….
نتفق اننا في حاجة كبيرة لمليوني كمامة منحتهم مصر للصين وايطاليا .. لكن عندما نصبح على شفا العطش، فنحن لسنا في طاقة تحمل عقوبات اقتصادية لاقدر الله تحرمنا من استيراد بعض السلع الاستراتيجية.
سنكون في حاجة من اجل حقوقنا في مياة النيل لمساندة دولة واحدة من الصين وروسيا وفرنسا وايطاليا.
بل نحن مصر ام الدنيا التى مازالت تعاني من اثار الثورة، لتقف في جدعنة وشهامة الكرام، امام العالم لتساند وتساعد اعتى الدول التى افترسها فيروس كورونا، ويجب ان يكون الرأي العام الذي ترصده المنصات الاعلامية العالمية مساندا للدولة في هذه الجهود.

حفظ الله عز وجل بلادنا وشعبنا من كل مكروة.. وازاح عنا كرب فيروس كورونا وشروره.

زر الذهاب إلى الأعلى