مقالات

اللواء / طارق الفامي يكتب: “الأزمة الليبية”

ان الازمة الليبية من أبرز الأزمات التي تشهدها المنطقة العربية حيث لهذه الازمه تداعيات مختلفة على الأمن والاستقرار إقليميا وخاصه على مصر حيث إنها الجبهه الغربيه والعمق الأمنى الاستراتيجي الغربى لمصر .
فلم تحظى ليبيا فى العهد الملكى بمفهوم المواطنه ومؤسسات الدولة الحديثة وحتى بعد تولى العقيد / معمر القذافي مقاليد الحكم بعد ثورته التى قام بها عام ١٩٦٩ وألغى الحكم الملكي وأنشاء الجمهورية العربية الليبيه فلم يرسخ أيضاً مفهوم المواطنة وإنشاء مؤسسات الدولة الحديثة وإختزل الحكم فى شخصه ولم يعمل على إنشاء مؤسسات حقيقية فى ليبيا وظل المجتمع الليبي مجتمع قبائلى وعشائرى تغيب عن أفكاره مؤسسات الدولة الحديثة ولم تشهد ليبيا منذ الاستقلال عن الملكية وإعلان الجمهورية العربية الليبيه أى حراكا سياسياً وحزبيا حقيقيا .
وبعد إندلاع ثورات الربيع العربي التى كان مخطط لها من الصهيوماسونيه لتقسيم الوطن العربي إلى دويلات صغيرة متناحرة لكى يسهل لهم إحتلالها ونهب ثرواتها وإعلان قيام دولتهم الكبرى دولة الشيطان وإغتيال العقيد / معمر القذافي وأصبحت ليبيا فى ازمه حقيقيه بين مجتمعاتها القبائليه و العشائرية وقد أصبحت هذه الازمه عميقه جداً تتمثل بوجود حكومه مستقله فى الشرق الليبي يرأسها عبد الله الثنى وتدعمها قوات الفريق / خليفه حفتر أما العاصمة طرابلس والغرب يرأسها حكومة الوفاق الوطني و يقودها رئيس المجلس الرئاسي المنبثق من إتفاقية الصخيرات فايز السراج وتدعمها تشكيلات عسكرية مختلفة .
وقد أدى إختلاف الحكومتان حول سبل إدارة البلاد إلى إنهيار الدينار الليبى أمام الدولار وازمه فى السيوله النقديه للدولار فى البنوك التجارية وغلاء فى السلع الأساسية وتراجع المخزون الاستراتيجي لهذه المواد .
بالإضافة إلى التحديات الأمنية الكبرى فى العاصمة طرابلس وبقية المدن و الأقاليم حيث لاتتحكم حكومة الوفاق الوطني التى يقودها فايز السراج فى الأطراف المسلحه التابعة لحكومته حيث اغلب هذه الأطراف المسلحه ذات ولاءات سياسية متعدده إما لقبائل أو أحزاب أو مدن مما يزيد الأزمه تعقيدا وخاصة فى غياب مؤسسات حقيقية للدوله وضعف أحزابها و مجتمعها المدنى .
وتكدس السلاح فى البلاد وتهريبه أدى إلى وجود تنظيمات وجماعات مسلحه متعددة الولاءات .
ثم التدخلات الخارجية الإقليمية و الدولية فى الشأن الليبى بإتجاهات مختلفه حسب الأهواء والمصالح لرسم مستقبل ليبيا بعد سقوط
العقيد / معمر القذافي جعل الصراعات بين القبائل و العشائر الليبيه فى إزدياد وبث روح الفرقه بين الشعب الليبى .
لذا يجب وقف كل الأعمال القتالية بين أطراف الشعب الواحد والعمل على إيجاد حل سياسي يرضى جميع الأطراف المتصارعة تحت عباءه وطنيه يراعى فيها مصالح الوطن فالحلول السياسية دائماً تأتى بنتائج إيجابية ويجب أن تتوحد كل الجهود الدولية والإقليمية والمحلية و الليبيه من أجل نجاح الحل السياسي لهذه الازمه الليبيه والحفاظ على وحدة البلاد دون تقسيمها والوقوف الفورى لكل الأعمال القتالية التى تستنزف مقدرات الدوله الليبيه والدفع بإتجاه إنجاح الجهود السياسية عبر الحوار السياسي وبعيدا عن الإحتكام للسلاح وعلى جميع الدول التوقف عن تقديم الدعم تحت مسمى التدريب أو نقل الخبرات أو تقديم التدريب العسكرى لهذه الجماعات أو القبائل أو العشائر . ( طارق الفامي ) .

زر الذهاب إلى الأعلى