مقالات

سلسلة معالم مصر التاريخية علي مر العصوريكتبها : المهندس” طارق بدراوى”** مدينة أسيوط **

سلسلة معالم مصر التاريخية علي مر العصور
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
** مدينة أسيوط **
أسيوط هي كبرى مدن صعيد مصر وهي عاصمة محافظة أسيوط وتحتضن جامعة أسيوط إحدى الجامعات الإقليمية والتي كان إسمها في البداية جامعة محمد علي والتي تقرر إنشاؤها عام 1952م ثم تم تغيير إسمها بعد ذلك إلي جامعة أسيوط بعد قيام ثورة يوليو عام 1952م وأيضا يوجد بها فرع لجامعة الأزهر بكلياته العلمية والدينية المختلفة وهي تقع علي بعد حوالي 375 كم من القاهرة وفيها أعلى كثافة سكانية من الأقباط على مستوى الجمهورية وتاريخيا فقد أطلق عليها إسم سوت المشتقة من كلمة سأوت التي تعني حارس باللغة الهيروغليفية أى حارس الحدود لمصر العليا وذلك عندما إنضمت إلى طيبة عاصمة البلاد في نضالها ضد الهكسوس الغزاة وبذلك تكونت في مصر أقدم إمبراطورية عرفها التاريخ وفي عهد الفراعنة كانت أسيوط هي قاعدة للإقليم الثالث عشر وكان يسكنها نائب الملك وفى عهد الإغريق قسمت مصر إلى الدلتا ومصر الوسطى ومصر العليا وكانت أسيوط هي عاصمة مصر العليا كما كانت عاصمة للقسم الشمالي في عهد الرومان وفى عهد محمد على باشا قسمت مصر إلى سبع ولايات إحداها تضم جرجا وأسيوط وسميت نصف أول وجه قبلى وعاصمتها أسيوط وقد إكتشفت مقبرة فرعونية كبيرة غرب أسيوط وأخرجت حفرياتها آثارا هامة كذلك كانت سوت هي أهم مراكز عبادة إبن آوى والذي كان يصور على هيئة ذئب والذى كان يعبده قدماء المصريين في هيئة الإله أنوبيس وكان أوزويريس معبودا في صورة ذئب أيضا ولذا أطلق البطالمة عليها إسم ليكوبوليس أي مدينة الذئب في فترة حكمهم لمصر وهو نفس الإسم الذي أطلقه الرومان عليها فيما بعد حيث كانت قاعدة عسكرية مهمة وقتها وقد نقل ديودورس الصقلي أسطورة تقول إن جيش من أثيوبيا تم التصدى له عند أسيوط وطاردته الذئاب حتى جزيرة إلفنتين جنوبي أسوان وقد إكتسبت اسيوط أهميتها في مصر القديمة لما لها من موقع متوسط بين أقاليم مصر الفرعونية ولكونها مركزا رئيسيا للقوافل التجارية المتجهة إلى الواحات بالصحراء الغربية وبداية درب الأربعين الذي يصل إلى السودان وبعد الفتح الإسلامي لمصر نقل العرب إسم المدينة الفرعوني ونطقوه سيوط ثم أضافوا همزة القطع فصارت أسيوط …..
وتوجد بأسيوط عدة مساجد تاريخية إسلامية مثل مسجد سيدي جلال الدين السيوطي بمنطقة غرب البلد بالقرب من القيسارية الأثرية ومنطقة الوكالات العثمانية القديمة بأسيوط وهو يعود إلى الإمام جلال الدين الأسيوطي الذي ولد في غرة شهر رجب عام 849 هجرية الموافق شهر سبتمبر عام 1445م وتوفي عام 911 هجرية الموافق عام 1506م وكان سليل أسرة إشتهرت بالعلم والتدين فقد كان أبوه أحد العلماء الصالحين ومن أصحاب المكانة العلمية الرفيعة مما جعل بعض أبناء العلماء والوجهاء يتلقون العلم على يديه وإتجه السيوطى إلى حفظ القرآن الكريم وأتم حفظه وهو دون سن الثامنة ثم حفظ بعض الكتب في تلك السن المبكرة مثل العمدة ومنهاج الفقه والأصول وألفية إبن مالك فإتسعت مداركه وزادت معارفه فأتقن علوم القرآن الكريم والتفسير وقام بتاليف عدد كبير من الكتب بلغت 600 مصنف في التفسير والفقه والحديث والأصول والنحو والبلاغة والتاريخ والأدب ويذكر المؤرخون أن الإمام السيوطى سافر وتجول في كثيرمن البلاد منها الحجاز وبلاد الشام واليمن وبلاد المغرب العربي حتى أنه وصل للهند لتحصيل العلم ودراسة الحديث قبل أن يتفرغ للعبادة وتأليف الكتب في سن الأربعين وقد بني المسجد في عام 766 هجرية الموافق عام 1365م وهو عبارة عن قبة معقودة على مكان الوضوء تحملها ثمانية أعمدة رخامية مكتوب بدوائرها آيات قرآنية وداخله مقام الشيخ الجليل ويعد المسجد من أكثر المساجد تناسقا وإنسجاما من حيث ضخامة البناء وجلال الهندسة ودقة الصناعة وتنوع الزخارف والنقوش مما جعله تتجمع فيه كل الفنون ويقع مسجده على بعد خطوات من ميدان المجذوب بمدينة أسيوط حيث ترى مئذنة خضراء كبيرة مميزة وسط عدد كبير من الأبنية القديمة والمتهالكة ويحمل المسجد العديد من المعانى بالنسبة لأهل المحافظة فيحكى عنه المحبون أنه مقصد للمحتاجين والفقراء وفي محيط المسجد يقيم محبو الشيخ مولد سنوى للشيخ الجليل في شهر رجب من كل عام وفى يوم المولد يأتى أتباع الطرق الصوفية من كل مكان ويتم إحياء الليلة الختامية للمولد بالإبتهالات والتواشيح الدينية ويشارك فيها عدد من المشايخ والقراء والمنشدون والمشاهير والمسؤولون بمحافظة اسيوط ……
وإلي جانب مسجد السيوطي بأسيوط يوجد المسجد الأموى كما يوجد مسجد المجاهدين والذى تم إنشاؤه عام 1120هجرية الموافق عام 1708م في عصر الدولة العثمانية في مصر ويعد من أقدم المساجد بالمدينة وبناه محمد بك أمير اللواء السلطاني ويتكون من مدخل ضخم يعلوه عقد ثلاثي الفصوص وواجهته من الطوب الأسود المحروق تحيطه زخارف خشبية جميلة وتعلوه لوحة بتاريخ المسجد وصاحب أمر بنائه والمسجد مستطيل الشكل يتوسطه شخشيخة للإضاءة والتهوية وبصحن المسجد صندلة أو مشرفة خشبية للمؤذن وتستخدم لصلاة النساء حاليا وبه بئر ماء ويحيط بحوائط المسجد زخارف خشبية منقوش عليها قصيدة نهج البردة للإمام البوصيرى كما يشتمل على العديد من العناصر الزخرفية والهندسية ويرجح أنه قد بني على أنقاض مسجد مملوكي كما يوجد به مقام الشيخ عمرلن أحد أولياء الله الصالحين ويحتوي على مئذنة ضخمة تعتبر من أجمل المآذن الإسلامية لإحتوائها على زخارف دقيقة وتعد تحفة فنية رائعة وتعتبر من المآذن الشاهقة الإرتفاع في صعيد مصر كما يعد هذا المسجد من المساجد المعلقة وكذلك فإنه من أهم المعالم التي تشتهر بها أسيوط الوكالات حيث توجد بمنطقة القيسارية وهي منطقة تجارية قديمة ترجع إلى العصر العثماني وبها حوانيت للتجارة والخردوات والمصنوعات النحاسية والأقمشة اليدوية المختلفة وهي تشبه إلى حد كبير منطقة خان الخليلي والأزهر ووكالة الغوري بالقاهرة ومن أهم تلك الوكالات بتلك المنطقة بشارع محمد محمود باشا ثلاث وكالات ترجع إلى العصر العثماني وهي وكالة ثابت ووكالة لطفى ووكالة شلبي وقد شيدت هذه الوكالات على الطراز المعماري العثماني حيث يتوسطها فناء مستطيل الشكل وسقفها به نافذة كبيرة للإضاءة والتهوية وتتكون الوكالة عادة من طابقين الأسفل منه للدواب وتخزين البضائع في غرف ومخازن والطابق العلوي للمعيشة والإقامة المؤقتة للتجار القادمين من المدن البعيدة وقد لعبت تلك الوكالات دورا هاما في النواحي الإقتصادية والتجارية للمدينة مما جعلها مركزا تجاريا وإقتصاديا هاما في ذلك الوقت حيث أنها كانت بداية الطريق نحو درب الأربعين الذي يصل إلي إقليمي دارفور وكردفان بدولة السودان ….. 
وأيضا من المعالم الشهيرة بأسيوط المعهد الديني الأزهري للبنين وكان يسمي سابقا معهد فؤاد الأول الأزهرى والكائن على نيل أسيوط بمنطقة الحمراء وهو بحق تحفة هندسية ومعمارية رائعة تجسد روعة العمارة والفن الإسلامي والذى صمم على الطراز الهندسى الأندلسي وهو يعد واحد من أهم الآثار الإسلامية بأسيوط فهو أول معهد يقام في الصعيد وثانى معهد بعد معهد الزقازيق على مستوى الجمهورية من حيث المساحة والأهمية وترجع فكرة إنشاء المعهد إلى عام 1915م عندما إجتمع أهالى أسيوط وفكروا فى بناء معهد دينى حبا فى التعليم وبدلا من إرسال أولادهم للدراسة بالأزهر الشريف بالقاهرة إتفقوا فيما بينهم وقاموا بجمع مبلغ من المال خصيصا لهذا الغرض وعندما بلغ ذلك السلطان حسين كامل حاكم البلاد في ذلك الوقت إقتنع بالأمر وأصدر أمرا سلطانيا بإنشاء المعهد وبعد أن أصدر السلطان حسين كامل مرسوما بإنشاء المعهد بأسيوط تم إختيار مسجد اليوسفى ليكون مقرا للمعهد وتولى فضيلة الشيخ محمد شريت مسئولية شيخ المعهد بعد إفتتاحه فى نفس العام وتقدم للدراسة به نحو 200 طالب نجح منهم بعد إختبارات دقيقة 154 طالبا كانوا هم اللبنة الأولي للمعهد وبعدما كثر الطلاب ضاق بهم المكان فتم ترميم المسجد الأموى القريب منه وتبرع الأهالى وقتها بنحو 9 آلاف جنيه ليستمر المعهد فى أداء رسالته وبعدما نفدت الأموال وفى أثناء زيارة الملك فؤاد الأول لأسيوط عام 1923م والذى تولي حكم مصر بعد وفاة أخيه السلطان حسين كامل في شهر أكتوبر عام 1917م علم بأن العمل بالمعهد قد توقف فأصدر قرارا بجعل نفقة البناء والترميم على وزارة الأوقاف وتكلف البناء وقتها نحو 18 ألف جنيه كما قامت الحكومة بالتنازل عن مساحة من الأرض لبناء المعهد بعد مجهود الشيخ إبراهيم الجبالي شيخ المعهد فى ذلك الوقت ويأتى عام 1930م ليضع الملك فؤاد الأول حجر الأساس لبناء المعهد وليكتمل بناؤه فى عام 1934م وأراد الملك فؤاد حينذاك أن يحضر إفتتاحه ولكن حال مرضه دون ذلك فتولى إفتتاحه الأمير فاروق ولي العهد في ذلك الوقت نيابة عنه والذى إجتمع بعلماء وشيوخ المعهد يوم الإفتتاح وليواصل المعهد أداء مهمته حتى الآن ليس لأبناء أسيوط وحدهم وإنما لأبناء جميع محافظات الصعيد ومحافظة الوادى الجديد أيضا ومنذ حوالي 30 عاما صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1692 لسنة 1987م بإعتبار مبنى المعهد وملحقاته أثرا تاريخيا يخضع لإشراف هيئة الآثار….. 
هذا وتوجد بمحافظة أسيوط عدد 38 منطقة جذب سياحي فرعونية وقبطية وإسلامية وحديثة منها منطقة آثار مير بمركز القوصية ومنطقة آثار الهمامية ودير المحرق بمركز القوصية التابع لمحافظة أسيوط ومسجد الفرغل بأبوتيج وآثار قرية منقباد حيث يوجد بها منطقة إكتشافات أثرية على مساحة 80 فدانا وترجع إلى العصر القبطي المتأخر والإسلامي المبكر كما أن بها منطقة صناعية متكاملة تشمل العديد من المشروعات المختلفة وكذلك يوجد بها مصنع لإنتاج السماد ومصنع أسمنت أسيوط وذلك علاوة علي المساجد والوكالات السابق الحديث عنها المتواجدة في مدينة أسيوط بالإضافة إلي محمية طبيعية يعود عمرها إلي ملايين السنين هي محمية وادى الأسيوطي والتي تقع في منطقة الغريب بساحل سليم بالصحراء الشرقية على طريق أسيوط القاهرة الصحراوي الشرقي جنوب مدينة أسيوط بحوالى 20 كم وتحدها الصحراء الشرقية من الشمال والجنوب والشرق وقرية الغريب التابعة لمركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط من الغرب وتبلغ مساحتها حوالي 35 كم2 وتستغل تلك المحمية الطبيعية في الحفاظ على الأنواع النباتية والحيوانية والموارد الطبيعية الحية والمحافظة على التنوع البيولوجى الوراثى وفي تربية وإكثار الحيوانات البرية حيث بدأت تظهر الغزلان في منطقة المحمية نتيجة لتوافر المياه والغطاء النباتى كما توجد إحتمالات تربية وإكثار الماعز الجبلى والكبش الأروى والنعام والحمار الوحشى وبعض أنواع الزواحف وكذلك في تربية وإكثار الأصول الوراثية النباتية حيث هناك حاجة ماسة لتجميع الأصول النباتية المهددة بالإنقراض وبخاصة أنواع النخيل و الدوم وأنواع عديدة من النباتات الطبية والعطرية مثل نباتات السكران والصباريات وغيرها والتى تعتبر أصولا وراثية لمحاصيل إقتصادية هامة هذا بجانب الحفاظ على الأصول الوراثية للبقوليات ……
كما يوجد بأسيوط مزار هام من المزارات القبطية وهو دير السيدة مريم العذراء بقرية درنكة والذي يمثل آخر نقطة في رحلة العائلة المقدسة في مصر ومنها بدأوا طريق عودتهم إلى فلسطين مرة أخرى كما أن تلك القرية تشتهر بإنتاج الكليم والسجاد اليدوي ويقع دير السيدة العذراء مريم بالجبل الغربي لمدينة أسيوط وعلى إرتفاع مائة متر من سطح الأرض ويبعد عن المدينة عشرة كيلومترات تقطعها السيارة في حوالي ربع ساعة وللذهاب إلى الدير يعبر الزائر بالمدينة غربا حتى يرى نفسه في مواجهة جبل أسيوط الواقف منتصبا وعنده يتجه جنوبا ثلاثة كيلو مترات أخرى إلى قرية درنكة ثم يتجه نحو الطريق الصاعد إلى الجبل مسافة كيلو متر وفى نهايته تصل السيارة أمام أبواب الدير كما يمكن للزائرأن يصل إلى الدير عن طريقالطريق الدائرى الذي يبدأ عند الكيلو 3 قبل الدخول إلى مدينة أسيوط من الجهة الشمالية وعند الكيلو 4 من الجهة الجنوبية وبالدير مجموعهة من الكنائس أقدمها كنيسة المغارة وطول واجهتها 160 مترا وعمقها 60 مترا وقد بنيت في نهاية القرن الأول الميلادى ومما هو جدير بالذكر أن تاريخ مغارة الدير هذه ترجع إلى حوالى 2500 سنة قيل الميلاد وبالدير كثير من الأبنية يصل بعضها إلى خمسة أدوار وبه قاعات كبيرة للخدمات الدينية والإجتماعيه والأنشطة الفنية وحجرات للضيافة والإقامة ……
ومن أهم معالم أسيوط الحديثة القناطرالمعروفة بإسمها وهي عبارة عن مجموعة من السدود المقامة علي نهر النيل فيها وقد قام بتصميمها المهندس البريطاني الشهير السير ويليام ويل كوكس وهو من صمم ونفذ بعد ذلك مشروع خزان أسوان وكان البناء مابين عام 1898م وعام 1903م في عهد الخديوى عباس حلمي الثاني وعلي بعد حوالي 560 كم أسفل التيار القادم من أسوان وكان سبب البناء هو تحويل مياه النهر من منسوب عالي إلي منسوب منخفض لتغذية ترعة الإبراهيمية بالمياه وهي الترعة الرئيسية التي تستخدم في رى الأرض الزراعية البعيدة عن النيل في محافظات المنيا وأسيوط وسوهاج والتي تم حفرها في عهد الخديوى إسماعيل وتعتبر من أعظم مشاريع الرى في العالم وقدرت تكاليف البناء الأولية حينذاك بحوالي 525 ألف جنيه إسترليني زادت إلى 870 ألف جنيه إسترليني مع إنتهاء البناء وقامت بالتنفيذ كمقاول عام للمشروع شركة ميسرز وايرد البريطانية وقدر حجم الأعمال الترابية للمشروع بحوالي 2 مليون و 400 ألف متر مكعب وبلفت كمية الأعمال الخرسانية حوالي 125 ألف متر مكعب بالإضافة إلي حوالي 4000 طن من الحديد كما بلغ حجم الأعمال الحجرية حوالي 85 ألف متر مكعب كما إستهلكت أعمال العزل حوالي 125 ألف متر مكعب من القار ويبلغ طول القناطر حوالي 1200 متر وبها 111 بوابة مقوسة عرض كل منها 5 متر وهي التي يمكن فتحها وغلقها طبقا لنظام وتوقيتات معينة بحيث تسمح للمياه بالمرور بحجم معين وفي إتجاه محدد وترتكز تلك البوابات علي ركائز بعرض قدره 27 متر وسمك قدره 3 متر ونظرا لتقادم قناطر أسيوط القديمة في العمر وتأثرها بحركة النقل الثقيل فوقها وهي التي لم تصمم أصلا لذلك فإنه يجرى حاليا إنشاء قناطر جديدة وبدأ العمل في هذا المشروع في أواخر عام 2012م ومن المننظر الإنتهاء منها خلال عام 2017م وتبلغ تكلفتها حوالي 4 مليار جنيه ومن المخطط له الإستفادة من القناطر الجديدة في توليد الكهرباء إلي جانب وظيفنتها الأساسية في نقل المياه إلي ترعة الإبراهيمية ….
ومن أهم معالم أسيوط الحديثة أيضا جامعة أسيوط كما ذكرنا وهي جامعة مصرية حكومية تتبع المجلس الأعلي للجامعات ومقرها في مدينة أسيوط بصعيد مصر وقد انتهى العمل بها رسميا عام 1952م تحت إسم جامعة محمد علي إلا أنه بعد ثورة يوليو عام 1952م تم تغيير إسمها إلى جامعة أسيوط وهي بذلك تعد رابع جامعة حكومية مصرية من حيث تاريخ الإنشاء بعد جامعات القاهرة وجامعة الإسكندرية وجامعة عين شمس على الترتيب وهي أول جامعة يتم إنشاؤا في صعيد مصر ومن الناحية التاريخية تعود نشأة جامعة أسيوط إلي عام 1949م في عهد الملك فاروق حينما تقدمت لجنة الإحتفالات القومية بوزارة المعارف العمومية بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة محمد علي باشا الكبير والي مصر بمشروع لإنشاء جامعة بمديرية أسيوط يطلق عليها إسم جامعة محمد علي وأقر مجلس الوزراء هذا المشروع وصدر به المرسوم بقانون رقم 156 لسنة 1949م وقد نص ذلك المرسوم على فترة تحضير تتراوح بين أربع وسبع سنوات لإعداد الإمكانات اللازمة لإفتتاح الدراسة بالجامعة كما نص على أن تتكون الجامعة من عدد محدد من الكليات هي كلية الآداب وكلية التجارة وكلية الحقوق وكلية الزراعة وكلية الطب وكلية العلوم وكلية الهندسة غير أن المشروع لم يخرج إلى حيز الوجود الفعلي إلا بعد قيام ثورة يوليو عام 1952م حيث أعيد في أواخر عام 1955م بعث مشروع جامعة أسيوط فأوفدت له البعثات العلمية وأعيدت دراسة المشروع لوضعه موضع التنفيذ الفعلي وبدأت الدراسة بالفعل في كليتي العلوم والهندسة في شهر أكتوبر عام 1957م وبعدها بدأت الجامعة تتوسع تدريجيا في عملية إنشاء العديد من الكليات حتي أصبحت اليوم تضم الكليات التالية مرتبة حسب تاريخ بدء الدراسة في كل منها كليتي العلوم كلية والهندسة وبدأت الدراسة بهما عام 1957م وكلية الزراعة وبدأت الدراسة بها عام 1959م وكليه الطب وبدأت الدراسة بها عام 1960م وكليتي الصيدلة والطب البيطري وبدات الدراسة بهما عام 1961م وكلية التجارة وبدأت الدراسة بها عام 1963م وكلية التربية وبدأت الدراسة بها عام 1966م وكلية الحقوق وبدأت الدراسة بها عام 1975م وكلية التربية الرياضية وبدأت الدراسة بها عام 1981م وكلية التمريض وقد أنشئت تحت إسم المعهد العالي للتمريض في البداية وبدأت الدراسة بها عام 1982م وكلية التربية النوعية وبدأت الدراسة بها عام 1989م وكلية التربية بالوادي الجديد وبدأت الدراسة بها عام 1993م وكلية الخدمة الإجتماعية وبدأت الدراسة بها عام 1995م وكلية الآداب وبدأت الدراسة بها عام 1996م والمعهد الفني للتمريض وبدأت الدراسة به عام 1997م وكلية الحاسبات والمعلومات وبدأت الدراسة بها عام 2001م وكلية طب الفم والأسنان وبدأت الدراسة بها عام 2012م ويلاحظ أنه وفقا لما تقرر منذ إنشاء الجامعة فقد بدأت الدراسة بالكليات العملية أولا حيث بدأت الدراسة أولا في كليات العلوم والهندسة وتبع ذلك بدء الدراسة في كليتي الزراعة والطب وإلي جانب ذلك توجد بعض المعاهد التابعة للجامعة منها معهد بحوث ودراسات تكنولوجيا الصناعة وأنشيء عام 1995م ومعهد جنوب مصر للأورام وأنشيء عام 1997م كما توجد عدة مراكز بحثية ووحدات ذات طابع خاص تتبع الجامعة يبلغ عددها 72 مركزا وذلك علي مستوى إدارة الجامعة والكليات منها مركز دراسات وبحوث تنمية جنوب الوداي ووحدة الميكروسكوب الإلكتروني ومركز تطوير التعليم الجامعي ومركز تعليم اللغة الإنجليزية ومركز بحوث الدواء ومركز المعلومات والتوثيق ودعم إتخاذ القرار ووحدة إنتاج نباتات الزينة ووحدة إنتاج الدواجن ومعمل التحاليل والإستشارات الفنية للتربة ومركز الإرشاد الزراعى والتنمية الريفية ومركز البحوث التربوية والنفسية ومركز صحة المرأة والمستشفى الجامعى التعليمى ومركز دراسات المستقبل ومركز الدراسات والبحوث البيئية ومركز دراسات اللغة الفرنسية ومركز تعليم اللغة الروسية ووحدة إدارة المشروعات ومركز تنمية مهارات أعضاء هيئة التدريس والقيادات ومركز ضمان الجودة ومركز وحده الإنتاج الحيواني ومركز شبكة المعلومات ومركز تعليم اللغة العربية ومركز دراسات وبحوث حقوق الإنسان ومركز الترجمة والبحوث اللغوية…..
وفي مجال التعليم العالي أيضا فغير جامعة أسيوط نجد أنه في شهر يناير عام 1970م تم إنشاء المعهد الإقليمي للإدارة المحلية لجنوب الوجه القبلي بمدينة أسيوط وبدأ علي الفور في مزاولة نشاطه وفي عام 1971م ونتيجة لدمج كل من معهد الإدارة العامة والمعهد القومي للإدارة العليا ومعهد الإدارة المحلية في مؤسسة واحدة هي المعهد القومي للتنمية الإدارية ثم بعد ذلك تم ضم المعهد الإقليمي للإدارة المحلية لجنوب الوجه القبلي بمدينة أسيوط إلى أكاديمية السادات للعلوم الإدارية ليكون فرعا لها يخدم منطقة وسط وجنوب الوجه القبلي وفي عام 1995م تم البدء في مشروع التوسع في فرع أسيوط وذلك بإنشاء فرع لكلية العلوم الإدارية على مساحة ما يقرب من 7 أفدنة بالإضافة إلى مركز للتدريب وهذا الفرع يمنح درجات دبلوم الدراسات العليا والماجستير علاوة علي درجة البكالوريوس في العلوم الإدارية كما أنه في مجال الأنشطة المهنية يوفرفرص التدريب في مختلف المجالات الإدارية مثل التدريب الإداري وخدمة المجتمع وتعليم اللغة الإنجليزية وعلوم الحاسب الآلي كما يوفرخدمة الإستشارات والبحوث والمعلومات وذلك بالتنسيق مع مركز الإستشارات والبحوث والتطوير بالمركز الرئيسي للأكاديمية بالقاهرة هذا ويوجد بالفرع عدد 3 قاعات دراسية وعدد 2 معمل حاسب آلي وعدد 1 معمل لغات …..
وعن الزراعة بمركز أسيوط فتبلغ المساحة المزروعة به حوالي 232 ألف فدان وتشتهر بإنتاج محاصيل القطن والقمح والذرة الشامية والذرة الرفيعة والموالح والرمان والمانجو والعنب والموز بالإضافة إلى المنطقة المزروعة بالسمسم والفول السوداني أما عن الصناعة فتشتهر أسيوط بصناعة الأكلمة والمفروشات والأثاث منذ القدم و لكنها الآن أضيف إلي تلك الصناعات عدد من الصناعات الكبرى والمتطورة مثل الأسمنت والأسمدة وتكرير البترول والأدوية وحلج وغزل الأقطان والأغذية حيث تم إنشاء 6 مناطق صناعية بمراكز محافظة أسيوط ككل كما أن مدينة أسيوط هي المدينة التجارية و الإقتصادية الأولى على مستوى صعيد مصر حيث يوجد بمدينة أسيوط فروع لأغلب البنوك المصرية والأجنبية العاملة في مصر وبالإضافة لذلك يوجد العديد من مكاتب ومراكز الصرافة وتحويل الأموال والعملات وبسبب ذلك تنامى دور شركات نقل الأموال بالمدينه كما يوجد بمدينة أسيوط فروع لمجموعة سلاسل مطاعم عالمية و الكثير من المطاعم والكافتيريات والنوادى بالإضافة للأسواق التجارية ومراكز التسوق …..
وفي إطار التوسع العمراني في جميع مدن مصر ونظرا لإزدحام المدن التقليدية القديمة وزيادة عدد السكان بها وعدم وجود إمكانية للتوسع العمراني داخلها تم التفكير في إنشاء مدينة أسيوط الجديدة وتم البدء فعلا في إنشائها بقرار رئيس الجمهورية رقم 194 لعام 2000م وذلك في إطار جهود الدولة المصرية للتوسع العمراني لتحقيق عدة أهداف تنموية أهمها إستيعاب الأعداد السكانية المتزايدة وإعادة توزيع السكان داخل إقليم محافظة أسيوط وفي نفس الوقت المحافظة علي الرقعة الزراعية ورفع المستوي المعيشي لسكان الإقليم وذلك من خلال توفير فرص عمل جديدة من خلال المشروعات الصناعية والتي سوف يتم إقامتها بالمدينة الجديدة وتحفيز الهجرة إلي المدينة الجديدة وتقليل الهجرة خارج المحافظة وتقع هذه المدينة شرق نهر النيل على طريق القاهرة سوهاج الصحراوي وذلك عند تقاطعه مع طريق الغردقة أسيوط حيث تبعد عن مدينة أسيوط حوالي 15 كيلومتر كما ترتبط المدينة الجديدة بالمدينة الأم بمحورين أساسيين الأول هو محور قناطر أسيوط والثاني هو الكوبري العلوي الجديد علي النيل وترتبط المدينة بالمدن الأخرى عن طريق خط ميكروباص يربطها بمدينة أسيوط وتبلغ مساحة الكتلة العمرانية للمدينة الجديدة 3 آلاف فدان وذلك من المساحة الإجمالية والتي تبلغ 3305 فدان ومن المنتظر أن يصل عدد سكان المدينة الجديدة إلى 200 ألف نسمة وذلك عند إكتمال نموها وتبلغ مساحة النشاط السكنى للمدينـة 1600 فدان مقسمة إلى مجموعة من الأحياء تشتمل على جميع مستويات الإسكان الإقتصادي والمتوسط وفوق متوسط والفاخر وتوفر هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة قطع الأراضي السكنية للأفراد وأيضا للشركات الإستثمارية والتجمعات السكنية وكذلك المشروعات الرائدة مثل مشروع إسكان مبارك ومشروع إسكان جمعية المستقبل ومشروعات الإسكان الحر والإسكان العائلي كما قامت الهيئة بإنشاء عدد 3922 وحدة سكنية منها عدد 2930 وحدة إسكان شباب وقام القطاع غير الحكومي بإنشاء عدد 1363 وحدة سكنية أخرى وتبلغ مساحة النشاط الخدمي بالمدينة 700 فدان حيث يوفر التخطيط الحضري للمدينة قطع أراضى للخدمات المختلفة التعليمية والصحية والثقافية والدينية والترفيهية والتجارية ومن أبرز المشروعات بالمدينة في القطاع التعليمي المنشآت الجديدة لجامعة أسيوط والجامعة الروسية والمعهد زراعي ومعهد اللاسلكي كما تبلغ مساحة النشاط الصناعي بالمدينة 91.4 فدان كما تقوم هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بتوفير قطع أراضى مخازن وورش هذا ويقتصر النشاط الزراعي بالمدينة على زراعة المسطحات الخضراء وتشجير الطرق .

المهندس طارق بدراوي شهاب الدين

زر الذهاب إلى الأعلى