التعليممقالات

الحلقة الثانية| التعليم الفني بين الماضي والمستقبل

كتب : الدكتور تامر أبو بكر

الحلقة الثانية : أما من وجهة نظر الدولة … فلم تنظر الدولة لفترة طويلة ومنذ زمن وعلى مدار السنين الماضية الى التعليم الفني ككل سواء التجاري أو الصناعي أو الفندقي وأكتفت بما هو قائم ولم تقم على تطويره … فلم تقم بأي مشاريع أو أنشاء لأي معاهد أو مدارس تهتم بهذا النشاط إلا بمشروع واحد متطور وهو : “مبارك كول” … هذا المشروع الذي كان يهدف الى خدمة فئة كبيرة من المجتمع وأنه كان من المشاريع الكبرى والتي تهتم بالتعليم الفني وترتقي بطلابه … وللأسف بعد الثورة ولمجرد أنه يحمل إسم مبارك وبأشرافه ورعايته تم إيقاف المشروع وتدميره … وعلي سبيل المثال المدارس والمعاهد الفندقية والتي تهتم بالتعليم الفني الفندقي فهي معدودة على أصابع اليد الواحدة ولم يتم تطويرها أو أنشاء مؤسسات جديدة ومتطورة تهتم بهذا الجانب … فهل يعقل أن مصر بها ثلثي أثار العالم السياحية وأكثر وليس بها منشآت تعليم فني متخصصة تنتج لسوق السياحة كوادر فنية وسياحية مدربه وماهرة في جميع التخصصات … وللأسف أغلب المعاهد أو المدراس الفنية غير مطابقة للمواصفات المطلوبة لسوق العمل وغير مهنية … فهي تكتفي بالجانب النظري مع هامش من الجانب العملي لعدم تجهيز المعامل المناسبة والمتطورة التي تجعل من الطالب فني محترف في مهنته … وعليه فإنه يخرج الى سوق العمل ويجد نفسه مهمل وغير مطابق لإجتياجات السوق … فإذا عقدنا بعض المقارنة بين مخرجات التعليم الفني بمصر والخارج سواء في دول الخليج أو الغرب … فالفرق شاسع وكبير فهناك معامل متخصصة مجهزة على أعلى مستوى والتطوير مستمر وشامل على كل الجوانب … بالإضافة الى إهتمام حكومات تلك الدول بخريجي تلك المعاهد أو المدراس وتوفير الوظائف المناسبة لهم … والمثال أمامنا واضح فمثلا في أمريكا … من الوظائف ذات الدخل العالي هي لعمال القمامة والتجميل والعمالة الفنية اليدوية … فهذا هو الفرق البسيط بين نظر الحكومة لهذه الفئة ومدى أهميتها للدولة وتأثيرها المباشر على نشاطها … بالإضافة الى أن الإلتحاق بهذا المعاهد أو المدراس ليس حسب المجموع فالأساس هو رغبة وأختيار الطالب لهذه العمل ويتم وضع أختبارات لهم للإلتحاق بالتلك المعاهد … وإذا لاحظنا أن أقتصاد دولة مثل الصين قائم فيها على العمالة الفنية المدربة والصناعات اليدوية والمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر وهو ما ساعد على تكوين وبناء دولة الصين الحديثة ومنافسة أقتصادها لإقتصاد الدول العظمى .. لذا فاذا رغبنا ان ننمو باقتصادياتنا فلابد من الإهتمام بالعامل الفني المحترف في كافة المهن وتطويره وتوفير المعامل الخاصة وتطويرها بشكل دائم لكافة المهن لتتناسب مع كل وظيفة… وكذلك تغيير مفهوم التعليم الفني لدى الأهل وتوضيح مدى أهميته لبلدنا وللصناعات المختلفة بشكل عام ، فإذا كان لابد من وجود الدكتور والمهندس والمحامي فلابد ولا غنى عن وجود الممرض والعامل الفني والكاتب …. فهل من مجيب لهذه الأمنية لنتحرر من الأقبال بدون وعي على الشهادات العليا حتى لو ليس لدينا اي رؤية لمستقبلنا المهني بعد التخرج ؟؟؟ سؤوال يحتاج لإجابة …

زر الذهاب إلى الأعلى