أسلامياتالتعليممقالات

شوقي للماضي يزداد

كتب /عبدالرحمن عويس 

وبعد طول انتظار ارجع للكتابة مرة اخري بما من الله علي بيمني ان اسطره.  فأبدأ ببسم الله واقول
بسم الله الذي انطق الجزع لما حن لحبيبه، وبسم الله الذي انطق الشاة لما دس فيهاالسم لحبيبها
ياليت الزمان يعود يوما بكل مافيه، ياليت تعود ولن يضيعك مني احد، فسأتمسك بك تمسكا يليق بجمالك، تمسكا يليق بحبي للماضي الجميل، فلكل انسان ماضي يحن له ويتمني لو يعود هذا الماضي فكثيرا ما يقف الإنسان مع نفسه سويعات يتذكر فيها الماضي بكل مافيه من خير وشر كان لكل شئ ضوابط وأصول لا يحق لأحد ان يتعدي هذه الضوابط والأصول ومن ابسط هذه الأشياء
كان الأب عملاقا كبيرا، نظرة من عينه تخرسنا
وضحكته تطلق أعيادا في البيت
وصوت خطوته القادمة
إلى الغرفة تكفي لأن نستيقظ
من عميق السبات ونصلي الفجر
كانت المدرسة التي تبعد اميالا عن البيت
قريبة لدرجة أننا نتمشى إليها كل صباح
ونعود منها كل ظهيرة،
لم نحتاااج إلى باصات مكيفة
ولم نخش على أنفسنا
ولم يخش علينا ابانا
كان الاقتراب من هاتف المنزل
محظوراً و ممنوعا إلا على الأولاد
وإذا رن الهاتف
تتعالى أصواتهم بالآمر من بعيد لحد يرد
فهذا الجهاز الساحر ارتبط بمفهوم الأخلاق والحياء
وكان اقتراب البنات 
منه يمثل خروجهن في الشارع دون غطاء رأس
من حيث الجرم والعقوبة
كان أقصى ما يمكن أن يشاهده الصغار
في التلفزيون أفتح ياسمسم
والحكايات العالمية الساحرة، ومغامرات سندباد
كانت للأم سلطة
وللمعلم سلطة وللعصا الطويلة سلطة
نبلع ريقنا أمامها
وهي وإن كانت تؤلمنا
لكنها جعلتنا نحفظ القران
وجدول الضرب
وأصول القراءة وكتابة الخط العربي
ونحن في سن صغير
كانت الشوارع بعد العاشرة مساء
تصبح فااااااارغة
وكان النسااااااء
يمكثن في بيوتهن ولا يخرجن أبدا في المساء
وكان الرجال لا يعرفون مكاااانا
يفتح أبوابه ليلا سوى المستشفى والمطار
لم يكن الأب متعلماً ولا الأم مثقفة
وكان الصغار ينجحون دون مدرسين
ويفهمون دون دروس خصوصية
ويسجلون النتائج الكبيرة في المدارس الحكوميه
كان للحياة عطر وأريج
وكانت الحياة اجتماعية أكثر
طيبة أكثر مليئة بالفرح أكثر
صارت اليوم سهلة عملية
لكن الحب تسرب من تفاصيلها
حتى غدا الستر غريب 
ما أجمل قلوب ونفوس تلك الأيام وياليتها تعود
ياليت يعود الحب بيننا…

زر الذهاب إلى الأعلى