أسلاميات

سمير عبد العظيم يكتب : رحلة إلي الدار الآخرة

{رحلة إلى الدار الآخرة}

بقلم: فضيلة الشيخ سمير عبدالعظيم

« كبير أئمة وزارة الأوقاف ومدير عام بها…

خطيب وإمام مسجد أبو الشوارب بعابدين»

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه ومن اتبع هداه ثم أما بعد ،، فى عالم طغت فيه الماديات وتحكمت فيه الشهوات وأصبح الناس يزن بعضهم بعضا بما يملكون من مال فهذا يقول مالى وذاك يقول جاهى وسلطانى وليس فيهم من يقول إن الحكم إلا لله فى هذا العالم لابد لنا بين الحين والآخر أن نتذكر ونتذاكر أحوال الآخرة لاسيما وكما ذكرت أننا فى زمان قست فيه القلوب وتراكمت فيه الذنوب على الذنوب وقل فيه الخوف من علام الغيوب ، وتناسى كثير من الناس أنهم على موعد مع الله للفصل والقضاء بينهم ( يوم إذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) ، ما أحوجنا للحديث عن اليوم الآخر حتى تلين القلوب فتقبل على علام العيوب بعد أن بعدت وطال بعدها ، حتى ترجع عن الذنوب ، حتى تقبل على طاعة بعد تقصيرها .

**العنصر الأول هل يوم القيامة حق ؟ الجواب نعم بل هو ركن من أركان الإيمان ( الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر..) فيوم القيامة حق قال تعالى (مالك يوم الدين) ( إن يوم الفصل كان ميقاتا) موعدا معلوما للفصل بين المحق والمبطل والمحسن والمسئ.

**العنصر الثانى متى يبدأ يوم القيامة وما هى أهواله؟

يبدأ يوم القيامة بالنفخ فى الصور!!! قال نبينا صل الله عليه وسلم : كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر أمر الملك) حينها تبدأ الأهوال العظام وينفخ فى الصور ( ويوم ينفخ فى الصور ففزع من فى السماوات…) (يا أيها الناس اتقوا ربكم أن زلزلة الساعة شئ عظيم …) أين أنت أيها العبد الفقير من هذه الأهوال العظيمة ما الذى جرأك على معصية الملك ما الذى جرأك على ظلم الخلق ما الذى جرأك على أكل حقوق الناس أما علمت بضعفك أما علمت بعجزك أما عملت حسابا لهذا اليوم المشهود والموقف المحتوم ، تبدأ مراسم يوم القيامة بالنفخ فى الصور ينفخ اسرافيل نفخة الصعق والحديث رواه البيهقي والطبرى ومن باب الأمانة العلمية فهو بهذا اللفظ ضعيف إلا أن القران والسنة الصحيحة تثبت هذا المعنى قال صل الله عليه وسلم ( فإذا مات كل من فى السماوات وكل من فى الأرض إلا من شاء الله جاء ملك الموت إلى الملك جل جلاله فقال ملك الموت يارب مات كل من فى السماوات والأرض إلا من شئت فيقول جل جلاله وهو أعلم من بقى فيقول ملك الموت: جبريل وإسرافيل وميكائيل وحملة العرش وبقيت أنا فيقول ملك الملوك جل جلاله: ليمت جبريل فيموت جبريل ، ليمت ميكائيل فيموت ميكائيل، ليمت إسرافيل فيمن إسرافيل، ليمت حملت العرش، فإذا مات حملت العرش فمن يحمل الملك . الله غنى عن خلقه فلا العرش يحمله ولا الكرسى يسنده بل العرش وحملته والكرسى وعظمته الكل محمول بلطف قدرته مقهور بجلال قبضته.

ثم يقول ملك الملوك وانت يا ملك الموت خلق من خلقى وخلقت لما ترى فمت ياملك الموت، فيموت ملك الموت ويبقي ملك الملوك، ثم يقول لمن الملك اليوم؟ فلا يجيب أحد إلا الواحد الأحد فيقول الملك اليوم لله الواحد القهار، وفى الصحيحين (( يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوى السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض ، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ )) ، ثم بعد نفخة الصعق ينفخ إسرافيل نفخة البعث أو الفزع ليستيقظ كل من كان فى جوف الأرض فكم من أناس فى بطون الأرض منذ ألاف السنين آن الأوان الآن أن تخرجوا آن الأوان أن تحيوا من هذه المراقد ( ونفخ فى الصور فإذا هم من الاجداث إلى ربهم ينسلون) ، فيخرجون من قبورهم حفاة عراة غرلا أى غير مختونين، فقالت عائشة يا رسول الله الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض ؟ فقال صل الله عليه وسلم:يا عائشة الأمر أشد من أن يهمهم ذلك )) وساعتها يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه… ((يود المجرم لو يقتدى من عذاب يوم إذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التى تؤيه…))

&& أين يذهب الخلق بعد خروجهم من قبورهم :: يذهبون إلى أرض المحشر حيث الفصل الحق وحيث المحكمة الربانية التى تنصف المظلوم من الظالم عنوانها لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب، ما صفة هذه الأرض وأين موقعها أما عن موقعها ( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات) وأما عن صفتها فقد قال نبينا صل الله عليه وسلم: يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة نقى ، ليس فيها معلم لأحد) ( ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم..) وكل يحشر ويساق على قدر عمله قال نبينا صل الله عليه وسلم يحشر الناس يوم القيامة على ثلاث أصناف صنف مشاة وصنف ركبانا وصنف يمشون على وجوههم، فقالوا يارسول الله وكيف يمشون على وجوههم ، قال إن الذى أمشاهم على أرجلهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم يوم القيامة) ، ثم يشتد الخطب ويصعب الأمر وتدنوا الشمس من الرؤوس فيكون الناس فى عرقهم على قدر أعمالهم وساعتها لا نجاة ولا ظل إلا ظله عرش الملك ، اللهم اظلنا وفى ظل عرشك..ثم يصعب الأمر ويشتد الخطب ، فيؤتى بجهنم ولها سبعون ألف زمام مع كل زمان سبعون ألف ملك يجرونها . يارب سلم . ثم ينزل الملك الحق للفصل بين الخلق فى أرض المحشر فينصب كرسيه وعرشه حيث شاء ثم يقول جل جلاله: أيها الناس لقد أنصت إليكم كثيراً منذ أن خلقتكم إلى يومكم هذا، أسمع صوتكم وأرى عملكم فانتصتوا اليوم إلىَّ فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) ثم يقول ( ألم أعهد اليكم يا بنى آدم ألا تعبدوا الشيطان …)

* تذكر وقوفك يوم العرض عريانا .. مستوحشا قلق الاحشاء حيراناً…

** وأخيرا أيها العبد الفقير أعد لهذا اليوم المشهود جوابا أنفاسك محسوبة وأيامك معدودة وأنت للقاء الله مقبل فلما هذا التقصير ولماذا تؤخر التوبة رائحة الموت قد عمت الارجاء من حولك فمتى ستتوب ، ها أنت قد سمعت عن المصير المحتوم الذى يصير إليه الخلائق فاختر لنفسك ستقف بين يدى الله اما موقفا مشرفا واما ستقف موقف الخزى والهوان ( وعنت الوجوه للحى القيوم وقد خاب من حمل ظلما ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما)

زر الذهاب إلى الأعلى