محافظاتمقالات

الإرهاب يتصيد أفضل أبناء الوطن ,والسؤال :إلى متى ؟….

بقلم : منى فرج

يأمن كل منا على نفسه بأشكال عديدة :إما أن يكون فى طفولته فلا ملاذ له  حينئذ إلا حضن أمه ,ثم يكبر وينضج تفكيره ويشعر بالأمان داخل جدران منزله ,ويكبر وينضج أكثر ويحتمى بأخواته وأصدقائه والمحيطين به ,ويدرك فى بلوغه أن الأمان بوجود الله وتحت سقف وطنه وبجوار من يحب سواء كان قريب أم غريب عنه .

ولذا عاشت أسرنا متمثله  فى أجدادنا وجداتنا مغلقة العينين تسبح فى نوم عميق وأبواب منازلها على مصراعيها للجميع لمجرد الثقة و الإطمئنان لمن حولهم .

دخل على حياتنا مصطلح نقيض للأمان ألا وهو الإرهاب ,مصطلح لم نكن نقف له انتباها عند سماعه قديما ,اليوم تقف له القلوب والعقول انتباها ,أصبح سرطان يسرى فى المجتمع ينتاب ويلتهم أبنائه من الصالحين ,ويحطم قلوب أسر بل مجتمعات كاملة ,مجتمعات طامحه فى الأمن والإستقرار والسلام الداخلى ,مجتمعات مسعاها الأمل فى الغد ,الغد الذى ترسم له أشكالا عدة كى تراه كيفما تتمنى ,ولكن تستيقظ من حين لأخر على خبر وحيد ألا وهو   ” مقتل عدد ………… جندى ,مقتل ضابط ,مقتل شاب  ,مقتل مسن ,مقتل صغير ,مقتل امرأة ,مقتل …………….” , انتشر بكثرة فى الأونة الأخيرة وذاعتها وسائل التواصل الإجتماعى بسرعة تفوق سرعة البرق , خبر تتوجع له القلوب وتحتار به العقول صباحا ومساءا ,و ما يكون على ألسنة الجميع وقتها إلا كلمة واحدة ألا وهى : كفى .

كثرت الأصابع التى تنخر فى عضد أمة بأكملها ,تنخر فى الأجيال التى  من المفترض أنها الأمل فى الأمس واليوم والغد ,تاهت عقولهم وانتابها الشك ,وأصبح مسعاهم الوحيد الإنتقام ,من من ؟ ,ولصالح من ؟ ,لا يعنيه ,ما يعنيه هو المال الذى طغى على قلبه قبل عقله ونزع منه الرحمة والإيمان وتمثل لديه الإسلام فى السيف الذى يضعه على رقاب لا ذنب لها ,ويغتسل بدمائهم وكأنه مالك الكون يسيره على هوى من يدفع له .

دفع أبناء مصر الشرفاء كثيرا من دمائهم التى سالت بلا أى وجه حق ,وفى الجانب الأخر من الصورة ظن المتطرف أنه انتصر بفعلته المشينة  ,ولكن يابئس الإنتصار !, تناسى أننا نحيا داخل كيان لا يهتز مهما فقد من عزيز من أبنائه ,سيظل وسيظل يدافع عن عرضه وشرفه وكرامته ووطنه وأمته .

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى