أسلاميات

اية و تفسير

تقدمها هدي  الشريف  6433_204064253109524_295351554_n

عندما تسمعُ {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَاُدْخِلَ الْجَنَّةً فَقَدْ فَازَ} فما الذي تفهمُهُ مِن هذا؟! ..
يجبُ أن تفهَمَ أنَ ما مِن مخلُوقٍ -منَ الجنِّ والإنسِ- إلاّ ولـهُ مَقعدانِ ، أحدُهُما في الجنةِ
والآخرُ في النارِ ، فمنهُم مَن ينجُو منَ النارِ – بـأنْ يُـزَحْزِحَهُ اللهُ منها ، فذلكَ حيثُ يقولُ
اللهُ في حديثهِ القُدُسيِّ “فمَن وَحَدَ خيراً فَلْيَحْمَدِ اللهَ” ، ومنهُم مَن يـأبى فلا يُـريـدُها فيذهبُ
إلى اُمِّهِ الهاويةِ ، وذلكَ ما يقولُ اللهُ فيهِ “وَمَن وَجَدَ غيرَ ذلكَ فلا يَلُومَنَّ إلاّ نفسَهُ” ..
ومنهُم مَن يُـريـدُ أنْ يتذوّقَ منَ الإثنينِ فيذهبُ إلى مَقعدِهِ منَ النارِ فيَطعَمُ منها ثمَ يُرحَمُ
مِن ربهِ فيُخرِجُهُ منها فيكونُ مِن عُـتقاءِ اللهِ منَ النارِ فـيُؤتى بهِ إلى مَقعدِهِ في الجنةِ ..
قمَن كانَ لا يُـريـدُ مَقعدَهُ منَ الجنةِ، فيكونُ خالداً في مقعدِهِ منَ النارِ – إلاّ مَن شاءَ اللهُ-
فهذهِ المقاعدُ الفارغةُ في الجنةِ التي تركَها أصحابُها يـرِثها مَن كانَ فيها، وليسَ هذا كُلُ
شيءٍ بل إنَ اللهَ يُريدُ أنْ يُدخِلَ الناسَ جميعاً في الفردوسِ الأعلَى ولكنْ هُـناكَ مُقصِّرُونَ
لا يُريدُونها فمنهُم مَن يرضَى بـرَبَضِ الجنةِ وهيَ أسفلَها ، ومنهُم مَن يرضَى بوسطِها ،
ومنهُم مَن يصلُ إلى أعلاها إلاّ أنهُ لا يـترقّى إلى الفردوسِ الأعلَى ، ومَن بطّأ بهِ عملُهُ
لمْ يُسرِعْ بهِ نسبُهُ ..
فإذا أردْتَ الفردوسَ فانظُرْ ما هيَ صفاتِ أهلِ الفردوسِ في سُورةِ المؤمنونَ الذينَ هُم
{أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)}، فأنتَ تكونُ
حيثُ ينتهِي بكَ عملُكَ، فمثلاً يُقالُ لِقارئِ القرآنِ “إقرأ وارْقَ ورَتِّـلْ كما كنتَ ترتِّـلُ في
الدّنيا فإنّ منزلَتكَ عندَ آخِرِ آيةٍ تقرؤها” فيصعدُ وهُوَ يـتـلُو فلا يتوقّفُ حتى يقرأ آخرَ ما
عندَهُ مِن آيـاتِ اللهِ ، فـاظُرْ أينَ يكونُ حافظُ القـرآنِ ، وقـارئُ القـرآنِ عندَ كُلِ فرضٍ ،
والأوْلَى فالأوْلَى ..
ولقد قـالَ النبيُ محمدٌ أنهُ لنْ يدخُلَ الجنةَ أحدٌ بعملِهِ ، فقالوا: ولا أنتَ يا رسُولَ اللهَ؟! ..
قال : ولا أنـا ، إلاّ أنْ يتغمّدَنِيَ اللهُ برحمةٍ منهُ وفضلٍ .. ولذلكَ يسألُ اللهَ الواحدُ مِنا أنْ
يُدخِلَهُ مَقعدَهُ في الجنةَ ويتعوّذُ بهِ مِن مَقعدِهِ منَ النّارِ ..
🙂

زر الذهاب إلى الأعلى