أسلاميات

◇ سنن النبي في حياة المجتمع ◇ يكتبها : عبد الرحمن عويس

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي خير المرسلين بعثه ربه الي العالمين بشيرا ونذيرا وداعيا اليه علي نور وبصيرة ِ
ان اتباع هدي النبي وسنته والسير علي طريقتة ومنهجه. سبب من اسباب محبة الله عز وجل {قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم }
وايضا في اتباع سنته مغفرة لذنوب. { ويغفر لكم ذنوبكم}

ولذلك انزل ربنا القران الكريم منهاجا لنا وطريقا الينا نسير علي دربه. وجاء نبينا العظيم بسنته تبين لنا وتفسر لنا عما جاء في القران الكريم فقد قال ربنا العظيم ( ان الصلوة كانت علي المؤمنين كتابا موقوتا) وفسر لنا النبي ذالك فقال{ صلو كما رأيتموني اصلي }

وهناك أناس منافقون يشككون في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويتكلمون بهذه الشكوك ويكتبونها وينشرونها في الصحف ووسائل الإعلام خاصة في عصرنا هذا الذي كثرت فيه هذه الوسائل، ودخلت على الناس في بيوتهم، ونحن نحذر من تلك الوسائل المشككة، فلا بد من حصانة تقينا من هذه المعتقدات الفاسدة التي ترد سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وتجد بعض هؤلاء المشككين إذاعرضت عليه سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم ردها وقال: حسبنا كتاب الله فقط ما وجدناه في كتاب الله عملنا به ولا نحتاج إلى شيء غيره لأن كتاب الله كافٍ، فمثل هذا يقال له: إن القران قد دل على حجية سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومِن ثَمَّ فإذا عَمِلْنا بالقرآن فإن القرآن يدلنا على حجية سنة النبي صلى الله عليه وسلم كما في قوله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ } ولأننا لا نتمكن من تطبيق العديد من الأحكام الشرعية الواردة في القرآن إلا بمعرفة السنة، ككيفية الصلاة والزكاة والحج وغير ذلك من الأعمال المأمور بها في كتاب الله جل وعلا.

لذلك نقول: إن هذه المقالة مقالة رديئة مردودة على صاحبها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ أُلْفِينَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَأْتِيهِ الأَمْرُ مِنْ أَمْرِي مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ فَيَقُولُ لاَ أَدْرِي مَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ اتَّبَعْنَاهُ» وقد رد النبي صلى الله عليه وسلم على صاحب هذه المقالة بقوله: «أَلاَ إِنِّى أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ»يعني سنته صلى الله عليه وسلم.

وتجد بعض الناس يستشهدون بحديث وارد من قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو: {َأنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ}ثم يقول: لن نعمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم!! فنقول له: كيف تستدل بما لا ترى حجيته؟! فهذا تناقض.
ثم لا بد لنا أن نأخذ بالحديث دون أن نبتدره من سياقه ولا ينبغي أن نعزله عن سبب قوله، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم رآهم يلقحون النخل، فأَخْبَرَ صلى الله عليه وسلم عن ظنه فقال: ما أظن أنها تفيدها شيئًا. فهذا إخبارٌ عن ظنه، وليس إخبارًا بحكم شرعي، فتركوا التلقيح، ولم يقل لهم: اتركوا التلقيح. فأتى الثمر شيخًا يابسًا لا يؤكل، فجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشتكون من ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم: «أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ» إذا أخبرتكم بالشيء عن ظني فهذا مني، وإذا أخبرتكم بالشيء عن الله عز وجل فاقبلوا أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
ولذلك لا يصح الاستدلال بهذا الحديث في أمور الشريعة ؛ لأن هذا الحديث في سياقه دلالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخبر بحكم الشرع من الله وجب على الأمة قبول ما جاء به والعمل به.
ومن حجج بعض هؤلاء أنه يقول: أنا عندي عقلي، فما جاءني من الأحاديث عرضته على العقل، فإن قبله عملت به، وإن لم يقبله، فأنا لن أعمل به. فحينئذٍ يكون مُكذِّبًا للنصوص الدالة على حجية السنة وأنها من مصادر التشريع، غيرَ عاملٍ بها، ومثل هذه المقالة مقالة فاسدة وليست بصحيحة ؛ لأن عقل الإنسان يعتريه النقص، ويأتيه الشيطان فيلقي فيه الوساوس، وحينئذ قد يَرُدُّ من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ما كان صحيحًا. وأن مصادر الشريعه القران الكريم.

زر الذهاب إلى الأعلى