اخبار

مقاله الرضا


✍️ ياسمين إبراهيم
سنتكلم اليوم عن خلق من مبادرة مكارم الاخلاق
وهو الرضا بقضاء الله وقدره
فأن الرضا بقضاء الله وقدره هو طريق الإنسان ليعيش حياته سعيداً مطمئن البال
فالرضا من الصفات والأخلاق الحميدة التي يتحلى بها الإنسان البصير والمؤمن
فهي صفة تجلب له الهدوء والتوازن النفسي والقدرة على مكابدة الحياة والعيش فيها بأحسن ما يمكنه ذلك فيكون فعّالاً نتيجة لتوازنه الداخلي وتسليمه لمجريات القدر مع احتفاظه بعزيمته وإصراره وهمته
وسنجد أن الرضا ثمرة من ثمرات المحبة وأعلى مقامات المقربين وهو باب الله الأعظم ومستراح المتقين وجنة الدنيا.
وهناك فرق كبير بين كلا من
الصبر و الرضا
فالصبر هو أن يمنع الإنسان نفسه من فعل شيء أو قول شيء يدل على عدم رضاه لما قدره الله ولما نزل به من البلاء فالصابر يمسك لسانه عن الاعتراض على قدر الله وعن الشكوى لغير الله ويمسك جوارحه عن كل ما يدل على الجزع وعدم الصبر كاللطم وشق الثياب وكسر الأشياء وضرب رأسه في الحائط وما أشبه ذلك. وما أجمل أن نصبر علي الابتلاءات فكلما تقربنا من الله زاد الابتلاء للتمحيص .
قال الله تعالى
( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص ‏من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين )[البقرة:155]

يقول ابن القيم رحمه الله:
الصبر: حبس اللسان عن الشكوى إلى غير الله، والقلب عن التسخط، والجوارح عن اللطم وشق الثياب ونحوها.
وأما الرضا فهو صبر وزيادة، فالراضي صابر، ومع هذا الصبر فهو راضٍ بقضاء الله، لا يتألم به.
قال ابن القيم بعد أن ذكر الصبر والرضا: «عبودية العبد لربه في قضاء المصائب الصبر عليها، ثم الرضا بها وهو أعلى منه، ثم الشكر عليها وهو أعلى من الرضا، وهذا إنما يتأتى منه، إذا تمكن حبه من قلبه، وعلم حسن اختياره له وبره به ولطفه به وإحسانه إليه بالمصيبة، وإن كره المصيبة».
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “في الصبر: يتألم الإنسان من المصيبة جدا ويحزن، ولكنه يصبر، لا ينطق بلسانه، ولا يفعل بجوارحه، قابض على قلبه فيجب دائما ذكر الله والاستعانه به في كل موقف في حياتنا ومن القول
(اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرا منها)، (إنا لله وإنا إليه راجعون).
أن الرضا: تصيبه المصيبة، فيرضى بقضاء الله.
وهناك فرق أيضا بين الرضا والصبر: أن الراضي لم يتألم قلبه بذلك أبدا، فهو يسير مع القضاء (إن إصابته ضراء صبر فكان خيرا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له)،
ولا يرى الفرق بين هذا وهذا بالنسبة لتقبله لما قدره الله عز وجل، أي إن الراضي تكون المصيبة وعدمها عنده سواء ” ودائما يجب أن نشكر الله ونحمده
ونقول( الحمد لله حمدا مباركا كثيرا كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك يا الله الحمد لله على كل حال الحمد لله في كل وقت وحين الحمد لله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته )
وأن نتكلم عن منزلة الرصا فنقول أن منزلة الرضا منزلة عظيمة فقد رفع الله تعالى منزلة الرضا فوق منزلة جنات عدن، فرضوان رب الجنة أعلى من الجنة بل هو غاية مطلب سكان الجنان. ونلاحظ هنا أن رضوان نكره، والتنكير يأتي على جملة من المعاني منها التقليل فرضوان من الله قليل خير من كل ما في الجنة من المساكن والأنهار والحور العين وغيرها من النعيم المقيم فاللهم أرزقنا الهدي والتقي والعفاف والرضا والغني والحكمه وعلمنا بعلمك ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا واجعلنا من النافعين للناس اللهم ارزقنا الستر والصحه والعافيه وخير ما في الدنيا والأخره.
ومن معاني الرضا التي نراها هو
أن الرضا اكتفاء بالموجود مع ترك الشوق للمفقود فالسعادة هي عندما تلتقي النشوة والرضا بقلب الإنسان.
ويجب أن تعلم أن الرضا بقضاء الله تاج على رؤوس المؤمنين وهو باب االله الأعظم وجنة الدنيا وبستان العارفين.
وهناك سر من أسرار الرضا وهو الاقتناع أنّ الحياة هبة من الله وليست حقاً مكتسباً.
فالغنى الحقيقي هو الرضا بما لديك الرضا بما أنت فيه وكأنك تملك كل شيء.
صدّقني لو فقدت ما فقدت ولو كسّر الحرمان أضلاعك ستجتاز هذه الحياة كما يجتازها كل أحد فاختر الرضا يهُن عليك العيش فيها.
أن الخير كلّه في الرضا فإن استطعت فارضَ وإن لم تستطع فاصبر.
أيها المؤمن إنّه الرضا الذي يجعل الصعب سهلاً ويجعل المرفوض مقبولاً ويجعل القبيح جميلاً.
إنّه الرضا الذي يُقلّل من تأثير العجز ويملأ نفوسنا بروح الكفاح والسعي.
إنّه الرضا الذي يملأ النفس سروراً فيجعل للألم مذاقاً مقبولاً
إنّه الرضا الذي يجعل الإنسان مستريح الفؤاد منشرح الصدر غير متبرِّمٍ ولا مضجر ولا ساخطٍ على نفسه وعلى الكون والحياة والأحياء.
ولو نعلم أن الرضا باب الله الأعظم ومستراح العابدين وجنة الدنيا فمن لم يدخله في الدنيا لم يتذوقه في الآخرة.
أن السعيد من التمس أسباب الرضا والقناعة حيثما كان.
فسر الرضا الالتفات للموجود وغض الطرف عن المفقود وسر الطموح البحث عن المفقود مع حمد الله على الموجود.
فمن لا يرضى بالقليل لن يرضى بشيء أبداً. فهل تعلم أنه يجب عليك الرضا والتصالح مع النفس من علمنا أننا نفعل الشيء الصحيح الذي يرضي الله عز وجل وليس من اللازم أن ترضى عن الدنيا كلها
فلا يوجد رضا كامل إلّا في الجنة فكِّر فيما عندك وليس فيما ليس عندك فإنّ ما عندك من نعم الله وما ليس عندك من حكمة الله ولأن الرضا ثمرة اليقين فأن أعرف الناس بالله أرضاهم بما قسم الله له لأن الرضا بالكفاف خير من السعي في الإسراف
فالرضا أن يستوي المنع والعطاء فمن أعطي الرضا والتوكل والتفويض فقد كفي ومن وُهب له الرضا فقد بلغ أفضل الدرجات.
منا في هذه الدنيا من يتمتعون بقدر عالٍ من الرضا عن الحياة فهم الذين لديهم قدر كبير من الأمل والحب والانطلاق والعرفان أي أنك كي تكون راضياً سعيداً فكن متفائلاً محباً للمقربين منك ولكل من حولك حتي وأن كانوا يضروك فكن مقبلاً على الحياة، ساعياً دائما تجني ثمار الدنيا وتبني بها سلم نجاتك إلي الجنه بأذن الله تعالى ويجب أن نذكر أن الرضا بقضاء الله وقدره هو طريق الإنسان ليعيش حياته سعيداً مطمئن البالزفعند تسليم الأمور بيد الواحد الأحد نأخد كل ما يأتي منه بسعادة ورضا تام ليقيننا أن الله يحبنا ودائماً يختار لنا الأفضل دائما.
الرضا بقضاء الله ذروة سنام الإيمان من خلال: الصبر للحكم والرضا بالقدر والإخلاص للتوكل والاستسلام للرب عز وجل.
فأن الطموح هو الذي يقض مضجعك لتعمل وتفكر وتكدح ويطرد من جفنيك النوم والرضا بما قدره الله لك وبقضائه هو تلك النسائم الجميلة التى تهب على قلبك لتخبره أن هنيئناً لك ما أنت فيه …. مهما كان.
أن الرضا بقضاء الله سكون القلب إلى قديم اختيار الله للعبد أنّه اختار له الأفضل فيرضى به. ولكن أحذر الرضا بقضاء الله وقدره كوب من الماء الصافي يمكن لأيّ شيء أن يفسده.
سبحان من جعل الرضا بالله تاج يوضع على رؤوس المؤمنين الراضين بقضاء الله وقدره. إنّ الإنسان قد يفعل بحريته ما ينافي الرضا الإلهي بقضائه ولكنّه لا يستطيع أن يفعل ما ينافي المشيئة فالسعيد من راض نفسه على الواقع والتمس أسباب الرضا والقناعة بقضاء الله وقدره حيثما كان ينبع الرضا بقضاء الله وقدره، والتصالح مع النفس من علمنا أننا نفعل الشيء الصحيح الذي يرضي الله عز وجل. إن الخير كله في الرضا بقضاء الله، فإن استطعت أن ترضا وإلا فاصبر.
أدعو الله لي ولكم الرضا بعد القضاء يا رب لأنّ الرضا قبل القضاء هو عزم على الرضا والرضا بعد القضاء هو الرضا فأن
أرفع درجات الرضا هو الرضا بالله رباً
لأن الرضا يثمر محبة الله تعالى ورضوانه وتجنب سخطه
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله ﷺ: «إن الله يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك فيقول هل رضيتم فيقولون وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك فيقول أنا أعطيكم أفضل من ذلك قالوا يا رب وأي شيء أفضل من ذلك قال أجل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا».
ومن فوائد الرضا
الفوز بالجنة والنجاة من النار.
دليل على حسن ظن العبد بربه.
دليل على كمال الإيمان، وحسن الإسلام.
مظهر من مظاهر صلاح العبد وتقواه.
سبب من أسباب الراحة النفسية والروحية.
ولعل من أعظم الثمار التي يجنيها أهل الرضا هي الفرح والسرور بالرب تبارك وتعالى، فإذا صبغ المسلم حياته برضاه عن مولاه ورضي المولى جل وعلا عنه عاش عيشة هنية في الدنيا والآخرة.
فالرضا عن الله بقضائه، والرضا بالدون من العيش والرضا برزق الله تعالى وبما قسمه لك والرضا بالمرض والرضا بالمصيبة يجعل المسلم في حياة مطمئنة وهدوء بال وراحة نفسية إلى جانب تحصيل الأجر الكثير ومغفرة الذنوب كما سبق وذكرنا هذا في الحياة الدنيا أم الآخرة فالفوز بالجنان والرضوان اللهم امين يارب العالمين
وفي نهايه حديثنا المشوق بأذن الله
أدعو الله لي ولكم
اللهم مالك الملك ذو الجلال والإكرام ياحليم ياكريم أتنا خير ما في الدنيا والاخره واصرف عنا شر الدنيا والاخره اللهم سخر لنا الأرض وما عليها والسماء وما فيها واغسلنا بالماء والثلج والبرد ونقنا من الذنوب والمعاصي والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم أنزع من قلوبنا الغل والحقد والكراهيه اللهم احفظنا من حقد الحاقدين وكيد الكائدين وحسد الحاسدين وسحر الساحرين وأحفظنا من كل شر ومن كل نفس ومن كل عين ونعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
من مبادرة مكارم الأخلاق بالتعاون مع الإعلامية ياسمين إبراهيم سفيره المرأه العربيه سفيرة السلام العالمي .

زر الذهاب إلى الأعلى