أسلاميات

العالم بين الرحمة والفزع .. بقلم د. محمد عبد المعطي أبو الخير

الحمدلله القائل فى كتابه الكريم (يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو فى شأن ) والصلاة والسلام على اشرف الخلق وسيد الأولين و الآخرين سيدنا محمد (وعلى اله وصحبه وسلم) ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد .

لقد خلق الله بنى ادم و كرمه على جميع المخلوقات وجعل هذه المخلوقات تعمل على خدمته وسخرها له مصدقآ لقوله تعالى (ولقد كرمنا بنى ادم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرا مما خلقنا تفضيلا )فالحق سبحانه وتعالى خلق الانسان وكرمه وفضله على جميع المخلوقات وخلق هذا الإنسان لعبادة الله عز وجل وحده مصدقآ لقوله تعالى لكتابه الكريم (وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون )سورة الذاريات الايه ٥٥
ومن هنا نعلم أن المنهج الرباني لحياه الإنسان هو عبادة الله عز وجل وتوحيده وحينما انحرف الإنسان عن المنهج الرباني الذى خلقه الله عز وجل لأجله وساد الفساد في الأرض فكان من الطبيعي أن يعمهم العقاب الإلهي وقد بينا ذلك القرآن الكريم فى قوله سبحانه وتعالى (قال اهبطوا منها جميعاً بعضكم لبعض عدو فأما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هدى فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فأن له معيشه ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى )الايه ١٢٤
(قال ربى لما حشرتنى اعمى وقد كنت بصيرا ) الايه ١٢٥
(قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى )الايه ١٢٦
(كذلك نجزى من اسرف ولم يأمن بأيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى )هذة الايات من سوره طة .
بينت هذه الآيات عاقبه البعد عن المنهج الرباني الذي اختاره الله عز وجل للإنسان فكان عاقبه البعد عن طاعه الله والاعراض عن ذكرة فى الحياة الدنيا بالحياة الغير أمنه وغير مستقرة التى يسودها الضنك والفزع فى الدنيا وكذلك كان العقاب الإلهي ايضا يوم القيامة أن يحشر أعمى ويسئل الله لما حشرتأعمى فيكون الرد الالهى قاطعا هذا جزاء اسرافك وبعدك عن طاعتنا ونسيانك لأياتنا فكان الجزاء من جنس العمل بالنسيان أيضا فى الآخرة ووضحت الآيات قوله تعالى وكذلك نجزى من اسرف ولم يؤمن بأيات ربه فهذا كان عقابه فى الدنيا إما عذاب الآخرة هو أشد وأبقى اى عذاب دائم ومستمر وهكذا أخى الكريم عم الفزع بين الناس لنسيانهم لمنهج الحياة الرباني الذى أعده الله لهم واعلم جيدا أن كل هذا تدبير من المولى سبحانه وتعالى و الدليل على ذلك قول الحق سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم (ما أصاب من مصيبه الا بأذن الله ومن يؤمن بالله يهدى قلبه والله بكل شئ عليم) الايه ١١ وهنا نقول فما العمل وكيف تكون النجاه
نقول يجب أن يكون العمل اولا مبنى على طاعه الله والرسول (صلى الله عليه وسلم) مصدقآ لقوله تعالى (واطيعوا الله واطيعوا الرسول فأن توليتم فأنما على رسولنا البلاغ المبين ) وتكون النجاه أيضا فى تفويض الأمور كلها إلى الحق سبحانه وتعالى مصدقآ لقوله تعالى فى كتابه الكريم( الله لا اله الا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون ). الايه ١٣ سوره التغابن . والتوكل على الله هنا بمعنى التفويض الأمر كله لله عز وجل لانه سبحانه وتعالى هو الذى بيده مقاليد الأمور وهو القائل فى كتابه الكريم (وأن يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم )الايه ١٧سورة يونس وقال الله تعالى أيضا (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء و يجعلكم خلفاء الارض ءاله مع الله قليلا ما تذكرون )سورة النمل الايه ٦٢.
ومن هنا نقول اعلم أيها الأخ الكريم أنه لا نجاه لنا جميعاً الا بالعودة لله عز وجل والتوبه والاستغفار والرجوع للحق سبحانه وتعالى والتوسل إليه فهو القادر على كل شيء ومع كل هذا ومع ما نعيشه الآن جميعا ونمر بيه فى هذه الأيام اقول يجب علينا جميعاً ان لا نخاف ابدا ولا نقنط من رحمه الله عز وجل ولنعلم أن رحمه الله و اسعه وإن الله عز وجل ما خلقنا ليعذبنا فهو ارحم بينا من آلام برضيعها وعلينا جميعا أن نثق بالله عز وجل وأن نحسن الظن به سبحانه وبرحمته لانه هو أرحم الراحمين أليس هو القائل فى كتابه الكريم (نبئ عبادى انى أنا الغفور الرحيم ) وهو القائل أيضا (وربك الغفور ذو الرحمه )وهو القائل أيضا (ورحمتى واسعه كل شئ)
سورة الأعراف الايه ١٥٦.
ونقول كما قال الحسن وقتادة فى قوله تعالى (ورحمتى وسعت كل شيء )قال وسعت فى الدنيا البر والفاجر وهى يوم القيامة للذين اتقوا خاصه وأعلم جيدا أيها الأخ الكريم أن الشريعة الإسلامية كلها مبنيه على الرحمه فى أصولها وفروعها ولى الأمر بالحقوق سواء كانت لله او الخلق فأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها وإذا تدبرت ماشرعه الله عز وجل فى المعاملات والحقوق الزوجية والوالدين والجيران وسائر ما شرعه وجد ذلك كله مشروع على الرحمه ونتذكر جميعا قول الخليفة الخامس عمر ابن عبد العزيز رحمه الله (اللهم إن لم أكن أهل أن أبلغ رحمتك فإن رحمتك أهل أن تبلغنى ، رحمتك وسعت كل شيء وانا شئ فلتسعنى رحمتك يا ارحم الراحمين اللهم انك خلقت قوم فأطعوك فيما امرتهم وعملوا فالذى خلقته له فرحمتك إياهم كانت قبل طاعتهم لك يا ارحم الراحمين .

ومن هنا نقول إن من المحنة تكون المنح وكلنا على يقين وثقه فى الله عز وجل أنه سيرحمنا برحمته الواسعة ويرفع عنا هذا البلاء فهو نعم المولى ونعم النصير
وبالاجابه قدير والسلام عليكم ورحمة الله .
إمضاء راجى رحمه ربه الفقير الى عفو مولاه
# د/محمد عبدالمعطى إبراهيم أبو الخير .

زر الذهاب إلى الأعلى