أسلاميات

الشيخ سمير عبد العظيم يكتب:( إبتعادنا عن الله جعلنا فريسة للكوارث)

فضيلة الشيخ العّلامة:

سمير محمود عبد العظيم..يتابع خواطره 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
يقول الله تعالى:{ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ. }أحبتى القراء
اعلموا جيدا انه لو رُزق المخلوق أطيب الطيبات فلن يجد أطيب من العافية !
فهي تأمين الله لعبده مِن كلِّ نِقْمَةٍ ومِحنَة، بصرف السُّوء عنه ووقايته من البلايا والأسقام، وحفظه من الشرور والآثام
وقد سأل -صلى الله عليه وسلم- العافيةَ في الدنيا والآخرة، والعافيةَ في الدِّين والدنيا والأهلِ والمال؛فجَمَع في ذلك سؤالَ الله الحفظَ من جَميع العَوارِض المُؤْذِيَة والأخطار المُضِرَّة
عن العباسِ بن عبد المُطلب – رضي الله عنه – قال: قُلتُ: يا رسولَ الله!
علِّمنِي شيئًا أسألُه اللهَ، قال: «سَلِ اللهَ العافِيةَ»،
فمَكَثتُ أيامًا ثم جِئتُ فقُلتُ: يا رسولَ الله!
علِّمني شيئًا أسألُه اللهَ، فقال لي: «يا عباسُ يا عمَّ رسولِ الله! سَلِ اللهَ العافِيةَ في الدُّنيا والآخرة»
قال الترمذيُّ: “حديثٌ صحيحٌ
◄وللأسف
مع ظهورهذا الفيروس في بلادنا اخذت الناس في النكت والاستهزاءوهذا يدل علي قسوة القلوب
و يحضرني قول الله تعالي ..
فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
وعند ابن خلدون في مقدّمته :
(إذا رأيت الناس تكثر الكلام المضحك وقت الكوارث فاعلم أن الفقر قد أقبع عليهم وهم قوم بهم غفلة واستعباد ومهانة كمن يساق للموت وهو مخمور)
◄ومنهم من يدعوا للإحباط
وفقد روى مسلم (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ
« إِذَا قَالَ الرَّجُلُ هَلَكَ النَّاسُ . فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ ».
ايهاالاخوة:
بعد انتشار فيروس كورونا في الصين، اعتقد البعض أنه بسبب تعذيبهم للمسلمين (الإيجور)؟!
وأن الله أرسله عقابًا لهم،
فنقول
إذا أراد الله أن يعاقب، فلن تجد لعقابه علاجًا،
ولكن هذه الفيروسات تظهر بين الحين والحين، وبالبحث والتقصي نجد لها العلاج، فهذا ليس عقابًا،
ولكن من الابتلاءات بسبب الوقوع في المحظورات، فما زالت تنتشر الأوبئة، وبعد فترة يبحثون ليجدون لها مخرجًا وعلاجًا،
ولكن إذا حل العقاب، فيكون أمره نهائيًا لن تجد له مصرفًا، ووجدنا ذلك في عقاب الأمم السابقة، فكان عقابًا عاجلًا مدمرًا في الدنيا، وعذابًا أليمًا في الآخرة، ولو أراد الله ذلك لكان الهلاك لا يقدر على مواجهته بشر، أما عن الفيروسات فهي ضعيفة، يجتهد العلماء ويأخذون بأسبابها، وكيفية الخروج منها؛ وحدث هذا مع فيروسات كثيرة وتم علاجها؛ مثل الطاعون وفيروس (سي)، والكوليرا، وأوبئة كثيرة،
وما خلق الله داء إلا وأنزل له دواء، ولكن هناك أسبابًا كثيرة لكل هذه الفيروسات، حينما يقع الإنسان فيما حرمه الله عز وجل.
قال تعالى: (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا)، فلا علاقة بين الأمراض وما بين إسلام وغير إسلام، وما بين توحيد وشرك، ولا بين إيمان وكفر، ولا بين طاعة أو معصية، بدليل، أن سيدنا أيوب عليه السلام ابتلي بأشد الأمراض المذمنة والمتستعصية إلى أن عافاه الله وهو نبي، مرسل، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، مرض بالحمى، ومات بسببها، وفي عهد سيدنا عمر، ظهر وباء الطاعون بالشام، والأمثلة كثيرة، لا نربط هذه الابتلاءات بأمور عاطفية دينية، فالزلازل والبراكين والأزمات الاقتصادية والأمراض المستعصية تكون في المسلمين وغير المسلمين، وهذا الابتلاء يحتاج إلى الصبر، والأخذ بالأسباب المشروعة
◄وعقيدتنا
كما صح فى الحديث عن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال :لن تموت نفس حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها.
فاطمئنوا فلن يحصد الموت أحدا قبل استكمال أجله
#ايهاالاخوة
الأمور كلُّها بيد الله وطوْع تدبيره وتسخيره، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا عاصم إلَّا الله
(قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً) [الأحزاب:17]،
(إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ) [الزمر:38]،
(مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ) وللحديث بقيه نسأل الله أن يرفع الغمه عن الأمه وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد…

نال شرف النشر: عاطف  عبد  الوهاب  رئيس التحرير للوكالة والجريدة

فضيلة الشيخ سمير عبد العظيم

زر الذهاب إلى الأعلى