اخبار

خيانة الصديق.. وغدر المؤتمن

بقلم/

دكتور محمد يوسف فتحي صبح

حبيبي الغالي لن تتألم، ولن تهتز فيك شعرة لو هاجمك الأعداء، بل لو سلخوا جلدك ، أو لو خانوك، أو لو تحالفوا مع من هم أشد عداوة لك !! كل ذلك متوقع. ممممم. عدو!!!!! وماذا تنتظر من عدو سوى ذلك ؟؟؟؟ لكن الأمّر، والأشر والأكثر مصيبة ، والأشد ألماً، والأدوم أثراً، هوخيانة القريب، وغدر المؤتمن !ولذلك يقول المثل ( حرّص ولا تخوّن)! لأنها طلقة غادرة، تفاجئك، فتشل حركتك، وتبعثر أوراقك ، رصاصة غدر من قريبك، الذي أسندت له مهمة حماية ظهرك، لكي تتفرغ لصد عدوك وعدوه !! وإذ به يطعنك بسيفك الذي وهبته، وبسلاحك الذي منحته!!فيغدر بك من استأمنته لحماية نفسك وصون عرضك لكننا لا نتعلم إلا بعد أن نلدغ مليون مرة والعرب القدامى لم يكونوا يعرفون رقم المليون لكنهم كانوا يعرفون جيدا كيف التعامل مع صديق لذلك قال بعضهم. عن خيانة الصديق كان صديقي وكان خالصتي … أيام نجري مجاري السّوق
قال أبو تمام الطائي :
وحسبك حسرةً لك من صديقٍ … رأيت زمامه بيدي عدوّ
قال العطوي :إذا أنكرت أخلاق الصديق … فلست من التحيّر في مضيق
طريقاً كنت تسلكه سليماً … فأسبع فاجتنبه إلى طريق
فإن قابلت يسرى منه عسرى … فراجع من قطعت من الصّديق

وقال زياد الأعجم :
عدوّك مسرور وذو الودّ بالذي … أتى منك من غيظ علىّ كظيظ
تلين لأعل الغلّ والغمز منهم … وأنت على أهل الصفاء غليظ
نسىّ لما أوليت من صالحٍ مضى … وأنت لتأنيب علىّ حفيظ
وسميت غيّاظاً ولست بغائظ … عدوّا ولكنّ الصديق يغيظ
……….!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
إذا تخلفت عن صديق … فلم يعاتبك في التخلف
فلا تعد بعدها إليه … فإنما وده تكلف
وإن تعد بعدها إليه … فلا تلمه على التصلف
وقال آخر :
إذا كتم الصديق أخاه سرّا … فما فضل الصّديق على العدوّ
وقال ابن الرومي :
عدوّك من صديقك مستفادٌ … فأقلل ما استطعت من الصّحاب
فإن الداء أكثر ما تراه … يكون من الطّعام أو الشراب
وإنّك قلّما استكثرت إلاّ … وقعت على ذئابٍ في ثياب
فدع عنك الكثير فكم كثيرٍ … يعاب وكم قليلٍ مستطاب
وما اللّجج الملاح بمروياتٍ … وتلقى الرّىّ في النطف العذاب
إذا انقلب الصديق غدا عدوّا … مبيناً والأمور إلى انقلاب
وقال منصور الفقيه :
احذر عدوّك مرة … واحذر صديقك ألف مرّة
فلربمّا انقلب الصديق … فكان أعلم بالمضرّة
قال آخر :
كن من صديقك خائفاً … فلربّما حال الصديق
وقال أخر :
أحذر صديقك لا عدوّك إنما … مستور سرّك عند كلّ صديق
…………………..
ما في زمانك ما يعزّ وجوده … إن رمته إلاّ صديقٌ مخلص
 

زر الذهاب إلى الأعلى