أدب و فن

((شبح سفاح في شقتي ))… قصة بقلم / أحمد عبد القادر

شبح_سفاح_في_شقتي

قد تستبد بي الأوهام .. تلعب بعقلي الهواجس … رأيت الكثير من قبل !! .. رأيت الخيالات و الظلال التي تتحرك في أركان بصري فلا أكاد أتبينها .. رأيت الأشباح التي تشبه الدخان في الظلام ..رأيت كذلك الكائن القصير الذي يتكلم عنه الكثير و يرونه بعد الاستيقاظ من الكوابيس مباشرة !! يرونه لربع ثانية ثم يتلاشى وجوده .. كذلك أنا لطالما رأيته بعد كوابيسي لربع ثانية بعدها يصير عدمًا !!! كل هذا رأيته رأي العين لكنني أضع كل ذلك تحت بند الوهم البصري !! لكن أن أرى شبح السفاح المشهور ” إيزاك بارتريدج ” في صالة شقتي يتجول هناك بسكينته الصدئة باحثًا عن شيء ما فذاك هو المفزع الذي لا يمكن وضعه تحت بند الوهم أبدًا … السفاح الذي أعدم شنقًا في فبراير الماضي لارتكابه أكثر من ٨٠ جريمة قتل من أجل اللاشيء !! … لم يقتل ليسرق ! .. لم يقتل ليتاجر في الأعضاء البشرية !! لم يقتل لأي سبب !! كان قتله للناس فقط لمجرد إشباع غريزة القتل لديه !!!! الآن شبحه في صالة بيتي ياله من خبر عظيم !! … لقد كان مخيفًا عندما كان حيًا ! فكيف بشبحه ؟؟!! عندما رأيته التصقت بالحائط و رحت أراقب ما يدور !! … اتجه ناحية الثلاجة ثم فتحها !! ما الجحيم الذي يفعله ؟؟!! تناول بيده الدجاجة النيئة و التهمها كما هي !! لو كان هذا وهمًا فهو وهم مقزز بالتأكيد !! .. ضاعت وجبة غداء الغد !!! .. يبدو أنني سألتهم ( طبق المش ) على الغداء فلا يوجد غيره الآن و المرتب لم يتبق منه غير القليل !! اللعنة لماذا لم يحضر هذا الشبح في بداية الشهر ؟!!! نور الثلاجة ينعكس على وجهه فيكشف عن أبشع وجه رأيته في حياتي .. رأسه ترتمي جانبًا على كتفه الأيسر ! لابد أن المشنقة قد كسرت عظام الرقبة كسرًا .. نظرت لوجهه مرة أخرى و هنا ارتجفت !! لم تكن داخل فجوة عينيه قزحية !! بل لم تكن هناك عين على الإطلاق !! فقط فجوتان مظلمتان سوداوان !! هكذا اتجهت لباب الشقة الذي كان في الرواق و لله الحمد …. من حسن حظي أنني أسكن في شقة بابها الرئيس في الرواق و ليس في الصالة !! هكذا فتحت الباب و غادرت ثم أغلقته بالمفتاح من الخارج على هذا المسخ !! فلتهرب من الشرفة أيها الحقير !! … أو لترجع لأساليبك القديمة كسفاح و تتعلق بمواسير الصرف،!! المهم أنني سأذهب لأي مكان و سأمكث حتى الصباح و في الصباح سأحضر فريقًا من البوابين و سأخبرهم أنني رأيت لصًا و حبسته و سأعرف حينها هل ما رأيته وهمًا حقًا ؟؟؟ أم أنه …………….. رحماك يا الله !!!  #لعله_وهم

(يتبع)

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى