أدب و فناخبارمقالات

مذبحة المماليك الثانية التى غفل عنها التاريخ

مذبحة المماليك الثانية التى غفل عنها التاريخ

القاهرة : علا حسن

مذبحة المماليك الثانية التى غفل عنها التاريخ بقلم الباحث التاريخى الشريف / أحمد ُحزين العباضلى الشقيرى الشهير بــــــ الشريف / احمد شقير إعلامى نقابة أشراف مصر
 إن الأمم والحضارات تمر في مراحل نمو مرتبة حسب مراحل نمو الإنسان فهي تولد ثم تكون في مرحلة الطفولة ثم مرحلة الشباب ثم مرحلة الرشد ثم يبدأ انحدارها مع مرحلة الشيخوخة ثم الموت فهي دورة متكررة معادة مستندة على النظرية الأم إن التاريخ يعيد نفسه وهاهو قد عاد مرة أخرى فى مذبحة القلعة الثانية فى اسنا بــ صعيد مصر عام 1812 يعتقد الكثير ان مذبحة القلعة كانت مرة واحدة فى عهد محمد على باشا عام 1811ا حيث انه عندما استقر الأمر لمحمد على في مصر بدأ فى مسألة التفكير فى الاستقلال بمصر والشام وإنشاء أسرة ملكية منه ومن ذريته من بعده رأى محمد علي أن أمامه عدوين لا بد من أن يتخلص منهما حتى ينشئ الدولة الحديثة التي يحلم بها 1- العدو الأول هم العلماء ومشايخ الأزهر الذين رأى فيهم العائق الأول في طريق تحقيق الدولة الحديثة على النمط الأوربي لما كان للعلماء من قوة دينية وروحية على الشعب المصري فبدأ محمد علي في الترهيب والترغيب والاستمالة والتهديد وأخيرًا نفى قائدهم عمر مكرم نقيب السادة الأشراف إلى دمياط، واستمال إلى جانبه عددًا من مشايخ الأزهر المفتونين بالحضارة الأوربية أمثال الطهطاوي والعطار وغيرهما. مذبحة القلعة: الأولى عام 1811 م …………………………………………. أما العدو الثاني فهم المماليك، الذين كانوا لا يزالون موجودين على الساحة، وكان لهم دور بارز على مسرح الأحداث منذ الحملة الفرنسية وحتى تعيين محمد علي ولقد رأى فيهم محمد علي شوكة في ظهره تستطيع الانقضاض عليه في أي وقت فعمل أولاً على إثارة كراهية الشعب المصري لهم بأن ولاّهم جباية الأموال والضرائب مما أدى إلى كراهيتهم عند الشعب المصري خاصة أن محمد علي كان يظهر في مواقف عديدة أنه غير راضٍ عن سلوك المماليك في جباية الأموال ولما وصلت الكراهية عند الشعب المصري على المماليك أقصاها، ضرب محمد علي ضربته القاضية للمماليك. ففي بداية شهر المحرم 1226هـ/ 1811م سافر محمد علي إلى السويس ليتفقد الأعمال التي كانت تجري في مينائها، ولكنه لم يلبث أن عاد إلى القاهرة بعد أن وصلته الأخبار بضبط رسائل مريبة متبادلة بين مماليك القاهرة وزملائهم في الوجه القبلي. في تلك الأثناء أرسل إليه السلطان العثماني محمود يطلب منه إرسال قواته إلى نجد للمساعدة في القضاء على الثورة الوهابية، وعندئذ قرر محمد علي القضاء على المماليك قبل خروج الجيش بقيادة ابنه طوسون إلى نجد حتى لا يثوروا ضده بعد خروج الجيش. فأعد محمد علي مهرجانًا فخمًا بالقلعة دعا إليه كبار رجال دولته وجميع الأمراء والبكوات والكشاف المماليك فلبى المماليك تلك الدعوة وعدوها دليل رضاه عنهم وكانت في الخامس من صفر بعد صلاة الجمعة سنة 1226هـ/ 1811م وقبل ابتداء الحفل دخل البكوات المماليك على محمد علي فتلقاهم بالحفاوة ودعاهم إلى تناول القهوة معه وشكرهم على إجابتهم دعوته وألمح إلى ما يناله ابنه من التكريم إذا ما ساروا معه في الموكب وراح محمد علي يتجاذب معهم أطراف الحديث إمعانًا في إشعارهم بالأمن والود. وحان موعد تحرك الموكب فنهض المماليك وبادلوا محمد علي التحية وانضموا إلى الموكب وكان يتقدم الركب مجموعة من الفرسان في طليعة الموكب بعدها كان والي الشرطة ومحافظ المدينة ثم كوكبه من الجنود الأرناءود ثم المماليك ومن بعدهم مجموعة أخرى من الجنود الأرناءود وعلى إثرهم كبار المدعوين ورجال الدولة. وتحرك الموكب ليغادر القلعة فسار في طريق ضيق نحو باب العز، فلما اجتاز الباب طليعة الموكب ووالي الشرطة والمحافظ، أُغْلِق الباب فجأة من الخارج في وجه المماليك ومن ورائهم الجنود الأرناءود، وتحول الجنود بسرعة عن الطريق وتسلقوا الصخور على الجانبين وراحوا يمطرون المماليك بوابل من الرصاص. أخذت المفاجأة المماليك وساد بينهم الهرج والفوضى وحاولوا الفرار ولكن كانت بنادق الجنود تحصدهم في كل مكان ومن نجا منهم من الرصاص فقد ذُبِح بوحشية. وسقط المماليك صرعى مضرجين في دمائهم، حتى امتلأ فناء القلعة بالجثث، ولم ينج من المماليك الأربعمائة والسبعين الذين دخلوا القلعة في صبيحة ذلك اليوم إلا واحد يسمى أمين بك كان في مؤخرة الصفوف، واستطاع أن يقفز بجواده من فوق سور القلعة، وهرب بعد ذلك إلى الشام. ووصل خبر تلك المذبحة إلى الجماهير المحتشدة في الشوارع لمشاهدة الموكب، فسرى الذعر بينهم، وتفرق الناس، وأقفلت الدكاكين والأسواق وهرع الجميع إلى بيوتهم وخلت الشوارع والطرقات من المارة. وسرعان ما انتشرت جماعات من الجنود الأرناءود في أنحاء القاهرة يفتكون بكل من يلقونه من المماليك وأتباعهم، ويقتحمون بيوتهم فينهبون ما تصل إليه أيديهم، ويغتصبون نساءهم، وتجاوزوا بالقتل والنهب إلى البيوت المجاورة. وكثر القتل، واستمر النهب، وسادت الفوضى ثلاثة أيام، قُتل خلالها نحو ألف من المماليك ونُهب خمسمائة بيت، ولم يتوقف السلب والنهب إلا بعد أن نزل محمد علي إلى شوارع المدينة، وتمكن من السيطرة على جنوده وأعاد الانضباط. وهكذا استطاع محمد علي الانفراد بالحكم ولكن على أشلاء المعارضين، وصفت الأمور عندها لمحمد علي مذبحة المماليك الثانية فى اسنا بصعيد مصر ………………………………………………. وكانت هذه ضربه قوية من محمد على هزت جميع اعداؤه خاصة بقايا المماليك الذين لم يذهبوا الى مصيرهم المحتوم وظنوا انهم هربوا من الموت وبدأ يتجمع هؤلاء المماليك فى صعيد مصر والتجأ المماليك الذين فروا من مذبحة حيث قتل 1200 منهم الى النوبة كما يحكى لنا شاهد هذا العصر المؤرخ التاريخى الذى اهمله التاريخ إادريس افندى فى كتاب إدريس افندى فى مصر حيث يذكر لنا انه كان هناك مذبحة أخرى للماليك حيث تعقبهم ابراهيم باشا ابن محمد على باشا لمدة عام وهو يبحث عنهم حيث انهك المماليك من كثرة الكر والفر من ابراهيم فحاولوا ان يلتمسوا مأوى من الجبال التى يقطنها قبائل العبابدة والبشارية واجبرتهم هذه القبائل على اداء ثمن باهظ عن تلك الضيافة ولما بدأ الانهاك النفسى يدأب فى قلوب المماليك من ضيق العيش قبلوا ان يستمعوا الى عروض الصلح التى أرسل بها ابراهيم باشا الماكر مندوبيه يقترحونها عليهم وسط كربتهم حيث لم يعدهم سلامة حياتهم فحسب بل وان يعيدهم الى مثل المناصب التى فى مستوى رتبهم وأن يرد اليهم ممتلكاتهم وهذا كله على شرط أن يعترفوا بحكومة محمد على ولقد خلبت هذه الخدعة مرة أخرى ليعيد التاريخ نفسه وأصيبت عقولهم بالتخدير وأصبحوا مثل قول سفر اشعياء (كشاه تساق الى الذبح) ولقد خليت هذه الوعود نحو 400 مملوك فأنستهم الدرس القاسى الذى تلقوه منذ عام فقبلوا المقترحات وفى نهاية شهر مايو 1812 نزلوا من الجبال قوافل صغيرة وأتجهوا نحو اسنا وعلى مقربة عدة كيلو مترات من مدينة البصيلية العريقة قلعة السادة الأشراف حيث كان مقر قيادة ابراهيم باشا فلما أجتمع المماليك ورأى ابن محمد على باشا انه لا ينبغى انتظار قدوم آخرين تستدرجهم تلك الوعود المغرية وعبر اشارة العيون أصدر أمره بالاجهاز على أشتات هؤلاء الجند الذين كانوا ذو صوله فيما مضى وفى ليلة واحدة ذبحوا جميعا بلا رحمة ولقى مائتا عبد أسود مصير سادتهم ولكن يبدو ان الواسطة بمصر منتشرة منذ القدم وحتى فى المذابح حيث أنقذت وساطة طبيب ابراهيم باشا وكان فرنسى الجنسية رقبه مملوكيين فرنسيين من طائلة هذه المذبحة الرهيبة وثمة مملوك يخبرنا عنه إدريس افندى قد قابله فى اسنا يدين بنجاته من هذه المذبحه الى ما كان عليه من الصبا والجمال
 

مقالات ذات صلة
زر الذهاب إلى الأعلى