مقالات

الاعلان سيد الاعلام

بقلم /علا حسن

 

أصبح الإعلان اليوم يؤثر على الإعلام بشكل أكبر من أي وقت مضى وذلك لأن معظم وسائل الإعلام سواء كانت مكتوبة أو مرئية أو مسموعة أصبح الاعلان هو المحرك الأساسي لها

واصبح الاعلام عبارة عن كشك دعاية وتنازل عن دورة في بناء المجتمع  ومن اجل الاعلان تنازل الاعلام عن كل الثوابت والتقاليد بل والأخلاقيات التي تحكم الشعب المصري وتخلي الاعلام عن دورة في بناء الإنسان عبر تعزيز انتمائه الوطنى وتثقيفه وتعريفه بحقوقه وواجباته

فلقد سيطر الاعلان علي الاعلام سيطرة كاملة بداً من المسلسلات والبرامج انتهاء بتحديد أجور المذيعين
فأصبح سعر المسلسل الأن يتحدد على ضوء الإعلانات التى يمكن الحصول عليها وبدأ النجوم الكبار يسوقون المسلسل بإعلاناته وليس بما فيه من مقومات فنية او درامية او قيم اخلاقية .. وقد ترك ذلك آثارا سيئة على المستوى الفنى للأعمال لأنه يكفى اسم النجم وقيمة الإعلانات التى سيحصل عليها وبعد ذلك لا يهم المستوى ولا القيمة فقد نجح الإعلان فى ترويج الفن الهابط وتشجيع الإنتاج السيئ وبذلك اصبح آداء المذيع يقيم بحجم ما يجمع فى برنامجه من الإعلانات دون تحديد قيمة البرنامج او ما يقدمه للناس

ان الإعلام المصري اليوم  يمر بحالة من الفوضى بعد ان تحول بعض الإعلاميين من مقدمي البرامج إلى زعماء ونشطاء سياسيين.
وقاموا باختراق الخصوصية، وعدم مراعاة الذوق العام والسباب المتبادل على الشاشات، والتهوين والتهويل من الاحداث والموضوعات والمهاترات على الهواء، وإثارة القضايا التي لا تهم الجمهور

فقد  سيطرت شركات الإعلان ووكلاء الإعلانات على السوق المصرى من خلال 15 شركه إعلان ما أدي إلى التأثير على صناعة الإعلام في مصر من حيث إمكانية حدوث تدخل واضح من وكلاء الإعلان أو شركات الإعلان في المحتوى الإعلامي وفرض شخصيات معينة على بعض المحطات الفضائية أو فرض برامج معينه عليها والتحكم في ذلك عن طريق المبالغ الكبيرة التي تدفع للقنوات من خلال الإعلانات على برامج معينة؛ الأمر الذي يشكل تأثيرا مباشر على المهنية في الإعلام حيث تؤدي سيطرة المال بدون شك إلى توجيه الرأي العام حسب هوى رأس المال وقد ارتكب الاعلان الكثير من الجرائم في حق الشعب المصري منها انتشار انواع من الأدوية تحت مسميات كثيرة فى مقدمتها المنشطات الجنسية والعلاج بالأعشاب، وشجع ذلك على انتشار انواع من المخدرات تحت دعوى الصحة العلاجية .. والأخطر من ذلك ان الإعلان فتح ابوابا كثيرة للخزعبلات والعلاج الروحانى والعفاريت والأرواح ونشر هذه الأفكار المتخلفة باسم الدين والطب والصحة واصبحت معركة الاعلام الرئيسية اليوم هى كيفية الحصول علي الصفقات الاعلامية و ليس التعبير عن آراء المواطن وهمومه وعرض قضاياه وشكاواه.
.

زر الذهاب إلى الأعلى