اخباردليل القراء للاستشارات *التنمية البشرية*عاجلمقالات

وليد موسى يكتب : أن تكون إنسان!

خلقنا الله مختلفين منّا الابيض والاسود والجميل والدميم والقوي والضعيف وهذا التباين والإختلاف هو سرٌ من أسرار الحياه ، ورغم هذا الاختلاف يبقى الجميع يحمل نفس اللقب (( إنسان )) . لكننا فى هذا الزمان نرى أُناسٌ تكاد تجزم أنه لا علاقه لهم بالإنسانيه فما معنى أن تكون إنسان؟

كلمة إنسان بعيداً عن مصطلحات اللغه تعني أن يأنسك الناس ويألفوك ويحبوك ، وذلك يتأتى بالرفق وطيب الكلام وحسن المعامله ، وكم من حسن الخِلقه يبغضه الناس لسؤ خُلقه، وكم من دميم الخِلقه يحبه الناس لطيب خُلقه فبعض الناس رزقه جمال وبعضهم رزقه مال وبعضهم رزقه عيال وإن  الله إذا أحب عبداً جعل رزقه خُلقاً حَسن .

أن تكون إنسان يعني أن تري كل البشر لهم عليك حقوق فتشفق على المذنب وتدعوا له بالغيب وترى غير المسلم فتتمنى من قلبك أن يهتدي للحق  ، وترى مريض لا تعرفه تجد قلبك يردد مع لسانك (اسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيك ) ، أن ترى الفقراء فتعطيهم الصدقات إن لم تكن مالاً فلتكن بسط وجهك بإلإبتسام.

أن تكون إنسان يعني أن تحيا وفق قيم ومبادئ لا تتنازل عنها لإجل عرض زائل فقيمنا مستمده من ديننا ، فالذى من قيمه الصدق – وهو يجب أن يكون من قيم كل مسلم – يقول الحق ولو فى قول الحق هلاكه وكما قيل “الصدق أن تقول الحق فى موضع لا ينجيك فيه إلا الكذب ” لكنك تستمد قوتك من إيمانك وتُطمئن قلبك بقول النبي صلى الله عليه وسلم (الصدق منجاة) .

أن تكون إنسان يعني أن تعدل بين أبنائك وبناتك، أن تعدل بين زوجاتك –إن كان لك أكثر من زوجه – ، أن تعدل بين من يعمل تحت إمرتك ،أن تعدل مع من تحب ومن لا تحب قال تعالى (( ولا يجرمنكم شنأن قومٍ على ألا تعدلوا )) ، ولنا في قصة القبطي المصري الذي لطمه بن عمرو  بن العاص رضى الله عنه خير دليل على أن الإسلام يُعلى قيمة الإنسان على الأحساب والأنساب ، ولإن الرجل – وهو غير مسلم – يعلم ذلك شد الرحال إلى الفاروق عمر فى المدينه يبتغى عنده العدل والقصاص فوجد مبتغاه ، وقبل ذلك كله فمن العدل أن تعدل مع نفسك فلا تُحملها ما لا تُطيق ولا تُلقى بها إلى تَهلكه والعدل أن تعي بقلبك وتجعل امام عينيك قول الله تعالى ((إن الله يأمر بالعدل)).

أن تكون إنسان ، يعني أن تستمع إلى الاخرين وتفهم دوافعهم ، ومشاعرهم ،وأهدافهم ،وأحلامهم ، وتشعر بما فى القلوب دونما كلام .أن تقبل رأي الاخرين وتغض الطرف متعمداً عن سقطاتهم ، وتعين المحتاج وتتجاوز عن المخطئ وتعفو عندما تقدر.

أن تكون إنسان ، يعني أن تكون كالمطر إينما وقع نفع ،إن كنت فى عمل تتقنه، وإن كنت مُؤتمن تؤدي الامانه ، وإن كنت عالماً تبلغ عِلمك ولا تكتمه ، وإن كنت قويً رحمت ، وإن كنت غنياً جودت وإن كنت فقيراً تعففت ، وإن كنت مخطئاً إعتذرت.

بإختصار أن تكون إنساناً يعني أن كل المحن و كل الصعوبات وكل ضغوط الحياة لم تستطع أن تغير فطرتك السليمه التي فطرك الله عليها.

 

زر الذهاب إلى الأعلى