اخباراخبار عربية و عالميةسياسهمقالات

رسالة فتاه من حلب

كتب : وليد موسى    

حين تخسر بعض مالك أو تعجز عن تحقيق بعض أهدافك فإنك قد تصاب بالألم أو باليأس قد تنكسر وقد تنهض من جديد لتحقيق أهدافك وطموحاتك أو تعويض خساراتك فى جوله تاليه لكننا اليوم أنا وأنت وكل من على وجه الارض نخسر خسارة لن يمكننا أن نعوضها ولو بعد حين.

أن تري ما يحدث فى حلب وترى العالم  يصمت صمت اهل الكهف فاعلم أن ميزان البشر قد أختل وان الانسانيه التى تحابي بعض الاعراق على بعضها وبعض الناس على بعضها إنما هى فى النزع الاخير إن لم تكن ماتت ولن تعود.

إذا قُدر لك أن تسير فى بعض الشوارع فى حلب هذا إن كان بقى هنالك شوارع فستدرك حجم المصيبه وعظم الكارثه أشلاء الاطفال والنساء فى كل مكان بعض البيوت مهدمه من القصف وبعضها الاخر كأنما خر ساجداً من هول ما رأى يدعوا على العالم كل العالم بلا استثناء.

قديماً منذ ستة عشر عاما تقريبا وتحديداً فى الثلاثين من سبتمبر عام 2000 هز ضمير العالم مشهد مقتل محمد الدرة بين يدي ابيه جمال الدرة وانطلقت المظاهرات فى كل أنحاء الارض تندد بهذه الفعلة الشنعاء والجريمة النكراء  لكننا اليوم وقد أعتادت أعيننا على رؤية الدماء ومطالعة الاشلاء لم تعد توقظ ضمائرنا صور الاف الضحايا من الرجال والنساء والاطفال.

اليوم فى حلب أطفال تقتل وبطوناً تبقر وأعراض تنتهك على مرآه ومسمع من العالم أجمع أين الامم المتحده أين جامعة الدول العربيه أين مجلس الامن أين المنظمات الحقوقيه أين ضمير العالم أترآه مات ولن تقوم قيامته أبداً.

لم تعد النساء فى حلب فى حاجة إلى مساعداتكم الانسانيه من غطاء وكساء ودواء إن الأعراض أغلى من الأرواح وهناك فى حلب يفضل النساء الموت على تدنيس أعراضهم مهما قلت من الكلام فليس من رأى كمن سمع وصلتني رساله متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان رسالة من فتاه فى حلب رأيت أن أنقلها بكلماتها لعلها توقظ ضمائرنا المخدرة تقول الفتاة :

إلى شيوخ الأمة ، إلى شرعيي الفصائل ، إلى كل من ادعى يومًا أنه يحمل هموم الأمة العقائدية ..
أنا إحدى فتيات حلب التي سيتم اغتصابها بعد لحظات .. فلم يعد هنالك سلاح و لا رجال تحول بيننا و بين وحوش ما يسمى جيش الوطن !
لا أريد منكم أي شيء ، حتى الدعاء لا أريده ، فما زلت قادرة على الكلام و أظن أن دعائي سيكون أصدق مما ستقولون !
كل ما أريده منكم ألا تأخذوا مكان الله و تفتوا في مصيري بعد موتي ..
أنا سأنتحر .. و لا أكترث إن قلتم إنني في النار !
سأنتحر .. لأنني لم أصمد كل تلك السنوات في بيت أبي الذي مات و في قلبه حرقة على من ترك !
سأنتحر .. ليس لشيء بل كي لا يتلذذ بجسدي بضعة عناصر كانوا و منذ أيام يخافون نطق إسم حلب ..
سأنتحر لأن في حلب قامت القيامة و لا أعتقد أن هناك جحيم أقسى من هذا ..
سأنتحر .. و كلي علم أنكم ستتوحدون على فتوى دخولي النار .. الشئ الوحيد الذي يوحدكم هو انتحار فتاة !
ليست بأمك ، و لا بأختك ، و لا بزوجتك .. فتاة لا تهمك !
سأختم قولي بأن فتواكم لدي اصبحت كهذه الحياة ، لا قيمة لها على الإطلاق ، فاحفظوها لإنفسكم و أهليكم ..
سأنتحر .. و عندما تقرأون هذا إعلموا إنني مت طاهرة رغمًا عن الجميع “.

زر الذهاب إلى الأعلى