أدب و فناخبارعاجلمحافظاتمقالات

أشواق لا تنطفيء

كتب / وليد موسى 15417052_430911263965584_665614549_n

هى نبع الحياة ودفئها فلا تطيب الحياة إلا بقربها هى أمٌ تحت قدميها الجنهُ وزوجة إليها السكن وبنتاً تغمرك بحبها فلا ترى أحداً أحب إليها منك أو ممن يشبهك ، هن العواطف الجياشه والحنان الدافق والمشاعر الصادقه.

إحداهن بارعة الجمال قضت حياتها مدللة بين أخوتها فهى أخر العنقود ذكيه متفوقه أنهت تعليمها الجامعي وبدأت العمل وكعادتها بخفة ظلها وتلقائيتها وشخصيتها الجذابه رغب كل من يرها أن يظفر بها شريكة لحياته وأماً لأولاده. رغب فيها كل الرجال وهى رغبت عنهم جميعاً إلا واحداً هو حبها الاول ضنت بنفسها أن تكون زوجة إلا له وحبيبة لأحداُ سواه، أما هو فضن على نفسه أن يملكها كما ملكت قلبه وسلبت لبه وطاردت خياله بحبها فى الحلم واليقظه.

أقسمت أنها تحبه ولكن لا مجيب فكل شياطين الأنس قد اجتمعوا يوحون إليه أن دعها وأمضي ولا تأسى عليها وللكلام سحرٌ يغشى العيون كالغمام ولكن العجيب أن تغشى وساوسهم على من له قلب كقلبه النابض بحبها وعلى نفسه التى تتوق إليها وعلى ذو لُب مثله ولكن ما يقضى ربي يكون فقد فرق القلبين جمعٌ من الناس كما أبليس كلهم ملعون.

حين تيقنت أن الطريق سار طريقين وأن الفراق قدرهم المحتوم ونصيبهم المقسوم وهن منها الجسد وأسقط فى يديها ولم تحاول أن تقاوم مرضت وتمنت أن تتوقف الحياة هاهنا لا تدري لماذا ؟ هل كي يكون وحده من سكن فؤدها أم لتموت حباً له كما كانت تردد فى نفسها ويمنعها الخجل أن تنطق بها ، وإن كانت عيونها قالتها الف مره أحبك حتى الموت فالأن تذرف العيون دموعها تنظر حولها تبحث عنه فى كل تفاصيل المكان أين أنت أيها الموت؟ أين أنت ؟
حين تجتاز المحن عادةً تزداد قوه … وحين يرغب عنك أحد تزداد فيه رغبة حتى حين ، لكن طول الجفاء والهجر والبعد وكسر الخواطر وسحق القلوب يورث البغض … والنسيان نعمة تستحق الحمد.

أما هى فقد زادتها المحنه قوه ورغبه … قوة فى العقل ورغبة إلى حبيبها لا رغبة عنه ورغم طول الجفاء وقسوة الهجران ويقينها أن أحلامهم إندثرت ولن تعود لم يتسلل إليها بغضاً له ولا غاب عن خاطرها فتنسى، حتى الطريق الذي فرشته بالورود وهيئته له قد سار فيه غيره وكل ما أرادت أن يكون له لن يكون. حينها أظلت صاحبها فى رحلة الحياة بعواطفها الجياشه وخبئت حبيبها فى قلبها وما الحب إلا للحبيب الأول.

أما هو فبعد أن مضى بضع خطوات فى طريقه نحو حديقته الغناء المليئه بألوان الزهور مأملاً نفسه برائحتها الذكيه وثمارها الدنيه و عيشة هنيه لكن يبدوا أنه أخطاء الطريق ! الزهور صناعيه والثمار رسوم على جدران صماء لا رائحة لاطعم لا لون وي كأني قد ضللت الطريق! أراد سبيلاً للخروج من تلك الحقيقه الزائفه إلى احلامه الحقيقيه بحث عن دليل يهديه الطريق فلم يجد إلا قلبه ينبض فى وهن فهم الرساله واستهل صارخاً ياليتني ما فرط في أنثى مرضت بحبي !

وما نيل المطالب بالتمني تمنى أن تعود الأيام ولن تعود وتمر الأيام والشهور والسنين يتحسس الأخبار يسأل عنها، وكلما تأزمت حياته عرف أنها فى ضيق دعا لها واستغفر ربه فقد ظلم نفسه بأن حُرِمَ زواجها وإن كان على يقين أنه لم يحرم حبها ولكنه الحب الذي يأجج نيران أشواق ولا أمل فى أن تنطفىء أشواق السنين إنما هو بلاء مبين.

زر الذهاب إلى الأعلى