أدب و فن

” عدالة شعرية ” الأسلوب الجديد للرواية العلمية للكاتب الشاب محمد عبد الفتاح

بقلم : محمد عبد الفتاح

– ” أخيراً نضع اللمسات الأخيرة .. ثلاثة أشهر على الأكثر و ننتهي من تركيب باقي الأجهزة لنكون قد صنعنا أول آلة زمن في العالم ” ..، قالها الكهل بادي الوقار للشاب ذي العوينات الذي يقف بجانبه .. قال له الشاب :
– أخيراً حلم خمس أعوام قد تكلل بالنجاح ! .. ، قال الكهل بوقار :
– نعم و لكن هناك ما يقلقني فنحن ننقل الأجسام في الزمن و لا شيء غير الزمن !! .. ، أجابه الشاب في تساؤل مشوب بالقلق :
– ماذا تعني تحديداً ؟!
سرح الكهل بناظريه في تأمل قائلاً بصوته العميق :
– لا عليك يا ولدي .. بضع مخاوف في رأسي سأخبرك بها لاحقاً .. و لكن عليك الآن أن تعود إلى بيتك فالوقت قد تأخر بما يكفي و دعنا نناقش تلك المخاوف لاحقاً ……،

300px-Time-machine-wells
عاد الشاب إلى منزله و بمجرد وصوله أخرج هاتفه الجوال و طلب هاتفاً يعرفه جيداً و ما إن تم الرد قال كلمة واحدة :
– ” اقتله ” !!! … ، ثم أغلق الخط فوراً و سرح بخياله مفكراً فما إن يقتل هذا القاتل الأجير شريكه في الاختراع حتى يكون الاختراع له وحده .. و بينما هو يفكر إذ بهاتفه الجوال يرن و على الشاشة قرأ اسم المتصل و كان شريكه في المشروع و حينها رد فجاءه صوت الكهل يقول بانزعاج :
– ” أريدك حالاً فلقد اكتشفت ثغرة قد تؤدي لفشل اختراعنا بالكامل … ” .. ، و فجأة تداخلت الأصوات !! و سمع صوت صراخ ! ثم صوت الطلقة المنتظرة !! .. فرمى الهاتف في حنق و هو يقول لنفسه ” ألم يجد وقتًا للتنفيذ إلا في أثناء قول مثل تلك المعلومات الهامة ؟؟!! ”
ثم قرر النوم حتى يصفو ذهنه فبالتأكيد ستطلب الشرطة أقواله باعتباره أقرب متهم ! ، و لم تخيب الشرطة ظنه فقد سمع صوت طرقات على بابه صباحاً و ما إن فتح حتى وجد الشرطة تنتظره !! … ،
أخذوا أقواله و ظلوا يشتبهون في أمره حتى أتت شهادة البواب أنه رآه يخرج من عنده في الوقت الذي ذهب فيه البواب لشراء بعض الأشياء للقتيل ! مما يؤكد أنه ليس القاتل !! .. و هكذا تم الإفراج عنه !
عاد هو لحياته الطبيعية بعدما تأكد أن الاختراع سينسب إليه فقط !! و حين عمل على تركيب الأجهزة بحث عن الثغرة التي قال له القتيل قبل وفاته أنها تهدد الاختراع بالكامل و لم يجد أي ثغرة .. وعندما اكتمل تركيب الأجهزة و أصبحت جاهزة للعمل واتته فكرة مجنونة !!
لم لا يعود لليلة قتل شريكه ليعرف ما الثغرة المذكورة ؟! إنها ليست بعيدة فقد قُتِلَ الكهلٌ منذ ثلاثة أشهر لا غير !!
دخل تلك الآلة المهيبة و أدخل التاريخ بحيث يعود قبل ثلاثة أشهر ثم جذب يد الانتقال !!
أظلمت الدنيا من حوله بضع ثوانٍ ثم تم الانتقال و ليته لم يتم !!!!
فقد عرف وقتها ما الثغرة التي تحدث عنها شريكه الكهل فقد وجد نفسه في الفضاء بعيداً عن كوكب الأرض !! .. شعر باختناق ثم بدأت أعراض فقد الضغط تظهر عليه !! و عندها ظلت تتردد في عقله جملة ” فنحن ننقل الأجسام في الزمن و لا شيء غير الزمن ! ” ..
عندها فقط أدرك أن السفر قد تم بنجاح و لكنه سفر في الزمن فقط !..
فموضع كوكب الأرض في الفضاء منذ ثلاثة أشهر كان يختلف عن موضع كوكب الأرض في الفضاء أثناء قيامه بالتجربة !! .. و عند وصوله لتلك النقطة من التفكير انفجر جسده في الفضاء مخلفاً أشلاءً تتناثر في كل مكان !!..

                                                      تــــمـــــت بحمد الله ..؛

زر الذهاب إلى الأعلى