أدب و فن

أنا أكتب الشعر “قصة قصيرة ” بقلم الأديب . السيد ياسين ابراهيم

بقلم الأديب /  السيد ياسين ابراهيم

كانت الجلسة حميمية . الكاتب الكبير و صديقاه من كتاب الرواية و القصة ، و الذي صدر لأحدهما رواية طويلة ، يتناقش الجميع حولها في جمع كبير يضم مبدعين للقصة و الشعر و النقد و متذوقي الأدب ، ظل النقاش حميما ، رغما من ارتفاع الصوت للبعض وسخونة إيقاعهم تارة و حدتة تارة ، وما بين تعليقات هادئة أو فيها احيانا من الحدة اكثر مما فيها من الفهم .
بين لحظة و آخري كان الكاتب الكبير ، و مع اشتداد الخلاف حول تناول الاسطورة ، يرشف في بطئ متعمد من فنجان امامه رشفات بدا مستمتعا معها ، يطيل فيها الصمت ، ومحاولا في ذكاء شديد وقف صدام آت بين صديقه صاحب الرواية ، و يعلم انه لا يتفق مع ثالثهما القاص ، الذي انبري بنقد الرواية في آحدي الصحف وذكر ان المزج بين احداث الرواية و الاسطورة كما فعل ماركيز ، و نجح في تغليف ما كتبه بالواقعية ، في مقدرة سحرية ، استدرج المؤلف الي تفاصيل مغرقة في المحلية ثم كادت تصيب المتلقي بنوع من الملل و جعله يقفز فوق عبارات وصفية و سردية و ان كانت محملة بالرهافة و الشاعرية و .. ..
.. أنا أكتب الشعر …!
بدت الجمل اعتراضية في اثناء انتباه الجميع لما يقوله الكاتب الكبير ، لم يقف أحد من المتحلقين حوله ينصتون له ، أذدات حدة النقاش عن الرواية التي تحمل اسم اسطورة عاشت في المدينة ، و تناقلها الناس جيل بعد جيل ، وتجادلوا حول مدي ارتباط الاسطورة بحلم الناس و تحقيقهم لهذا الحلم او جزء منه ، و تساءل واحد من الجمع ..
.. هل يصبح الانسان اسيرا للأسطورة ما دامت تتلائم مع بيئته الحياتية ، و تظل متجها نحوها بمشاعرة .. أنا ..
.. أنا اكتب الشعر …!
لم يلتفت احد ومضي الاديب الكبير يشرح مدي ارتباط الاسطورة الحلم بالواقع الامل ومزجها بالواقع المعاش لحدث مستمر و بشرط عفوية النص ..
..أنا اكتب الشعر …!
تفحصته كل العيون ، بدت وكأنهما تراه للمرة الاولي ، قابعا دوما في ركن القاعة او منتصفها و كثيرا ما كان يرفع يده طالبا التعليق أو الكلمة ، و نادرا من انتبه اليه احد .
نحيل ، يتلون وجهه بصفرة شاحبة ، يميل رأسه فوق كتفيه و كأنه يضيق به أو يسبب له ألما ، عروق رقبتة أوتارا مشدودة
يحافظ علي ذلك الشد بحركة عصبية متكررة لأعلي و كأنه يحاول اطالتهما سنتيمترات ، يعوض بهما قصر قامتة ، تدور عيناه
في محجريهما خلف نظارتة السميكة التي تبرز جحوظهما ، فلا يستقر بهما اثناء الحديأنا أكتب الشعر
قصة قصيرة بقلم الأديب . السيد ياسين ابراهيم
كانت الجلسة حميمية . الكاتب الكبير و صديقاه من كتاب الرواية و القصة ، و الذي صدر لأحدهما رواية طويلة ، يتناقش الجميع حولها في جمع كبير يضم مبدعين للقصة و الشعر و النقد و متذوقي الأدب ، ظل النقاش حميما ، رغما من ارتفاع الصوت للبعض وسخونة إيقاعهم تارة و حدتة تارة ، وما بين تعليقات هادئة أو فيها احيانا من الحدة اكثر مما فيها من الفهم .
بين لحظة و آخري كان الكاتب الكبير ، و مع اشتداد الخلاف حول تناول الاسطورة ، يرشف في بطئ متعمد من فنجان امامه رشفات بدا مستمتعا معها ، يطيل فيها الصمت ، ومحاولا في ذكاء شديد وقف صدام آت بين صديقه صاحب الرواية ، و يعلم انه لا يتفق مع ثالثهما القاص ، الذي انبري بنقد الرواية في آحدي الصحف وذكر ان المزج بين احداث الرواية و الاسطورة كما فعل ماركيز ، و نجح في تغليف ما كتبه بالواقعية ، في مقدرة سحرية ، استدرج المؤلف الي تفاصيل مغرقة في المحلية ثم كادت تصيب المتلقي بنوع من الملل و جعله يقفز فوق عبارات وصفية و سردية و ان كانت محملة بالرهافة و الشاعرية و .. ..
.. أنا أكتب الشعر …!
بدت الجمل اعتراضية في اثناء انتباه الجميع لما يقوله الكاتب الكبير ، لم يقف أحد من المتحلقين حوله ينصتون له ، أذدات حدة النقاش عن الرواية التي تحمل اسم اسطورة عاشت في المدينة ، و تناقلها الناس جيل بعد جيل ، وتجادلوا حول مدي ارتباط الاسطورة بحلم الناس و تحقيقهم لهذا الحلم او جزء منه ، و تساءل واحد من الجمع ..
.. هل يصبح الانسان اسيرا للأسطورة ما دامت تتلائم مع بيئته الحياتية ، و تظل متجها نحوها بمشاعرة .. أنا ..
.. أنا اكتب الشعر …!
لم يلتفت احد ومضي الاديب الكبير يشرح مدي ارتباط الاسطورة الحلم بالواقع الامل ومزجها بالواقع المعاش لحدث مستمر و بشرط عفوية النص ..
..أنا اكتب الشعر …!
تفحصته كل العيون ، بدت وكأنهما تراه للمرة الاولي ، قابعا دوما في ركن القاعة او منتصفها و كثيرا ما كان يرفع يده طالبا التعليق أو الكلمة ، و نادرا من انتبه اليه احد .
نحيل ، يتلون وجهه بصفرة شاحبة ، يميل رأسه فوق كتفيه و كأنه يضيق به أو يسبب له ألما ، عروق رقبتة أوتارا مشدودة
يحافظ علي ذلك الشد بحركة عصبية متكررة لأعلي و كأنه يحاول اطالتهما سنتيمترات ، يعوض بهما قصر قامتة ، تدور عيناه
في محجريهما خلف نظارتة السميكة التي تبرز جحوظهما ، فلا يستقر بهما اثناء الحديث ، كمن يبحث عن شئ لا يجده ابدا .
.. أنا .. أكتب .. الشعر ..
أومأ الكاتب الكبير بنظرة مشجعة و ابتسامة محايدة .
ظل يقلب اوراقا في يده وهو يردد .. أنا . أكتب .. الشعر .. ، و بحث في حيوب بنطاله و قميصه و جاكتته التي بدت من حركتة وهو يبحث فيها انفاق معتمة ، يجوس خلالهما و يتخبط فيهما .
.. أنا أكتب الشعر .. ألتفت الي الكنبه التي يجلس عليها باحثا بنظره و يديه في جريدة مكتظه بالاوراق ، نقل دائرة بحثة .. يمينا
الي مجلة قديمة للشعر، بهت غلافها ، متخمة بالعديد من القصاصات البيضاء ، و صار بحثه مرة يمينا و مرة شمالا ..
.. أنا أكتب الشعر .. ، و عندما زفرا ارتياحا وهو يقبض علي ورقة مطوية بطولها ثلاث طيات .. أنا .. أكتب .. الشعر …،
رفع رأسه متأهبا للألقاء ، كانت القاعة خالية تماما ، فصرخ و جأر هادرا .. أنا أكتب الشعر …….
… أنا أكتب الشعر .. أناااا .. أكتب .. ال.. شعر .. وراح يخرج كل ما في جيوبه ، ويقلب في جريدتة ومجلتة ، و التي كانت تحوي كلها اوراق بيضاء خالية ، ذات طيات ثلاث طولية .
تمت
ث ، كمن يبحث عن شئ لا يجده ابدا .
.. أنا .. أكتب .. الشعر ..
أومأ الكاتب الكبير بنظرة مشجعة و ابتسامة محايدة .
ظل يقلب اوراقا في يده وهو يردد .. أنا . أكتب .. الشعر .. ، و بحث في حيوب بنطاله و قميصه و جاكتته التي بدت من حركتة وهو يبحث فيها انفاق معتمة ، يجوس خلالهما و يتخبط فيهما .
.. أنا أكتب الشعر .. ألتفت الي الكنبه التي يجلس عليها باحثا بنظره و يديه في جريدة مكتظه بالاوراق ، نقل دائرة بحثة .. يمينا
الي مجلة قديمة للشعر، بهت غلافها ، متخمة بالعديد من القصاصات البيضاء ، و صار بحثه مرة يمينا و مرة شمالا ..
.. أنا أكتب الشعر .. ، و عندما زفرا ارتياحا وهو يقبض علي ورقة مطوية بطولها ثلاث طيات .. أنا .. أكتب .. الشعر …،
رفع رأسه متأهبا للألقاء ، كانت القاعة خالية تماما ، فصرخ و جأر هادرا .. أنا أكتب الشعر …….
… أنا أكتب الشعر .. أناااا .. أكتب .. ال.. شعر .. وراح يخرج كل ما في جيوبه ، ويقلب في جريدتة ومجلتة ، و التي كانت تحوي كلها اوراق بيضاء خالية ، ذات طيات ثلاث طولية .
تمت

زر الذهاب إلى الأعلى