مقالات

الشاعر “عزت المتبولي ” يكتب : [ الأعلام بين التنوير وتسطيح العقول ]

إن مايحدث الأن في ساحات الفن من بعض المشاهير من تطاول ومن تجاوز لهو خطأ فادح تتحمله الأله الأعلامية بسبب سياسة التضخيم والتفخيم لبعض الأشخاص التي لاتستحق هذا الشو الأعلامي الكبير ، ولاتتساوي مع إي أنسان مصري شريف يعمل داخل مؤسسات الدولة ، لأنني أتعجب من سياسة الأعلام أتجاه كل من يعمل في مجال الوسط الفني ، حيث لم اجد أعلام علي مستوي العالم يفعل مايفعله الأعلام المصري في التعامل مع هذه الفئات في نقل كل كبيرة وصغيرة عنهم من أخبار تافه ، مثل فلان دخل الحمام وفلان خرج من الحمام ، فلان لبس الجزمة وفلان خلع الجزمة ، فلان ركب العربية فلان نزل من العربية ، فلان طلق فلان أتجوز ، فما هو هذا العبث والتدليل والأستخفاف بعقول الشعب ، ولمصلحة من مليء صفحات كثيرة بهذه الأخبار المملة والتي جعلت من هؤلاء وكأنهم أساطير عصرهم نتيجة الشو الأعلامي المسلط عليهم ، فتضخمت ذواتهم وتدنت سلوكياتهم وتضاعفت ثرواتهم ، وضاعت وسط هذا الهرج والعبث والعبط ، قيم ومبادئ أفتقدها المجتمع المصري ، وأختلط الحابل بالنابل ، لدرجة أن هؤلاء توهموا وكأنهم فتحوا عكا أو عباقرة أفعالهم أو فوارس عصرهم ، فزاد ثرائهم وروجت لهم الألة الأعلامية أكثر مما روجت لعلماء ورموز وأبطال وجنود وقادة وعظماء مصر •
وهذا مؤشر خطير جدا ينبأ بحدوث ماهو أخطر ، لأن مايحدث الأن قد حدث أثناء الحرب الباردة بين الأتحاد السوفيتي وأمريكا عندما أراد اللوبي الصهيوني تفكيك الدب الروسي فأنتهج منهجية تسليط الأضواء علي التفاهات وتسطيح الفكر وتجاهل القيم لشغل الرأي العام بحقائق مغلوطة ، لتفريغ العقول وتضليل الوعي وطمس الهوية وأضعاف مستوي الكفاءة والأنتماء والعقيدة الوطنية ، فتهاوت أركان الأتحاد السوفيتي وتغلغلت التفاهات داخل مفاصله ، وتحول إلي دويلات صغيرة أنتهت بها الحرب الباردة لصالح الصهيونية العالمية ، وهذا ماتعبث به الأن بعض الأيادي الخفية في أظهار هذا المشهد الأعلامي العبثي التافه في مؤامرة نحن في غني عنها ، وأجدني أتسائل :-
— أين دور الأعلام في بناء مصر الحديثة ؟!
— ولماذا كل هذا الأهتمام بأنصاف وأرباع وأشباه المشاهير؟!!
— وماذا قدموا لنا لينالوا كل هذا الأهتمام؟!!
— وماذا صنعوا لمصر؟ !!
— وهل مقابل رفاهيتهم يتساوي مع مقابل عطائهم ؟!!
— وهل أستطاعوا أن يكونوا قدوة في التأثير والتأثر للشباب كي يقتدوا بهم؟ !!
أعتقد أن ما يقوم به شاب مكافح أو سيدة مكافحة أو مواطن وطني صالح أو طالب متفوق أو عالم أو مفكر او دكتور أو مهندس أوقاضي أو قائد في مجاله ، لهو أفضل ألف مرة من تسليط الأضواء علي هذه الفئات•
لذلك أتوجه لكل من يعمل في مجال الأعلام بأن يتسلح بثقافة الوعي ، وأن يضع الأمور في نصابها الطبيعي ، وأن يكون ظهير أعلامي وطني قوي يعمل خلف الدولة والقيادة السياسية والمؤسسة العسكرية وأن يبدع في موضوعاته الأعلامية الهادفة من طرح قضايا ومعالجة مشكلات بعيدا عن التفاهات والمخططات والأجندات الخارجية التي تهدف إلي التسطيح والأقصاء ومحاربة الوعي وأسقاط الهوية المصرية ، وذلك من خلال مواقع التواصل الأجتماعي والقنوات الموجهة التي نحن في غني عنها ، لأن خطورة المرحلة لاتتحمل العبث بعقول الشباب ولا بمقدرات الدولة وعلي جميع المؤسسات الأعلامية أن تعيد مرة أخري حساباتها أتجاه ما تفعله داخل المجتمع المصري لمواكبة المرحلة بكل ماتحمله من فكر حديث ووعي وتحديات صعبة •
(((((((حفظ الله مصر من كل مكروه)))))))
[[[[[[[[ وتحيا جمهورية مصر العربية ]]]]]]]]]

زر الذهاب إلى الأعلى