أسلاميات

من القصص القرآني (قصة أهل السبت) يكتبها / عاطف عبد الوهاب

♡تأملات في كلمات الله ♡

بقلم / عاطف عبدالوهاب

* عندما تقرأ قصة أهل السبت(اليهود) والتي وردت في القرآن الكريم تتعجب وتندهش لما آلت إليه أحوالنا حيث أننا اليوم يتواجد الكثير منا يجيد التحايل والإلتفاف حول أوامر الله الصريحة والواضحة وضوح الشمس…
وهنا سنسرد إليكم قصة أهل السبت (اليهود) وكيف غضب الله عليهم غضباً شديداً لتحايلهم علي أمره…فمابالك بما نفعله اليوم…
وقعت أحداث هذه القصة في قرية تسمي “أيلة” وهي تقع علي شاطئ بحر القزم، قال ابن عباس: إن قوماً من بني إسرائيل في زمن داود “عليه السلام” سكنوا قرية علي شاطئ البحر بين مصر وحطين يقال لها “أيلة” وقال أيضًا: إن الله افترض على بني إسرائيل اليوم الذي أُفترض عليكم في عيدكُم “يوم الجمعة” فخالفوا إلى السبت فعظموا وتركوا ما أُمروا به، فلما أبوا إلا لزوم السبت ابتلاهم الله فيه، فحرم عليهم ما أُحل لهم في غيره، فحرم عليهم في “السبت” صيد الحيتان وأكلها.
وكانوا إذا كان يوم السبت أقبلت إليهم الحيتان شرعًا إلى ساحل بحرهم، حتى إذا مضى يوم السبت، ذهبن فلم يروا حوتًا صغيرًا ولا كبيرًا، حتى إذا جاء السبت الذي يليه آتين سرًا، فإذا ذهب السبت ذهبن.
واستمر الحال على ذلك، حتى طال عليهم الأمد، فعمد رجل منهم فأخذ حوتًا سرًا يوم السبت فربطه بخيط ثم أرسله في الماء، وأوتد له وتدًا في شاطئ الساحل فأوثقه ثم تركه، حتى إذا كان الغد جاء فأخذه، أي إني لم أخذه في يوم السبت فانطلق فأكله، ثم أعاد الكرة في السبت الذي بعده، ووجد الناس ريح الحيتان، فقال أهل القرية: والله لقد وجدنا ريح الحيتان، ثم عثروا على صنع ذلك الرجل!!
ففعلوا كما فعل، وصنعوا ذلك سرًا زمنًا طويلاً فلم يعاقبهم الله حتى صادوها علانية وباعوها بالأسواق.
قال الشوكاني: فاحتالوا لصيدها، وحفروا الحفائر، وشقوا الجداول فكانت الحيتان تدخلها يوم السبت فيصيدونها يوم الأحد.
فكانت من الصفات المرذولة في بني إسرائيل، صفة الخداع والمكر والتضليل، والتحايل لتحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحل الله؛ ولذلك حذر النبي “صلي الله عليه وسلم” أمته من هذه الصفات.
قال ابن عباس: “فقالت طائفة منهم من أهل البقية: ويحكم اتقوا الله، ونهوهم عما كانوا يصنعون، وقالت طائفة أخرى لم تأكل الحيتان، ولم تنه القوم عما صنعوا، قال تعالى:”وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ “(الأعراف 164)، فبينما هم على ذلك، أصبحت تلك البقية في أنديتهم ومساجدهم ففقدوا الناس فلم يروهم.
وقالت بعض الروايات إن الطائفة الآمرة الناهية بنت جدارًا ليحجز بينهم وبين العصاة.
فذهبوا ينظرون في دورهم وبيوتهم فوجدوها مغلقة عليهم، وقد دخلوها ليلًا فغلقوها على أنفسهم، فأصبحوا فيها قردة لها أذناب، وإنهم ليعَرفون الرجل بعينه وإنه لقرد، والمرأة بعينها وإنها لقردة، والصبي بعينه وإنه لقرد.
قال الإمام القرطبي: فجعل القرد يأتي قريبه، فيشم ثيابه ويبكي، فيقال له: ألم أنهاك، فيقول: برأسه بلي، معنى هذا أنهم كانوا في أجساد القرود وبعقول البشر، وفي هذا حقًا عذاب بئيس، قال الإمام الحسن: أكلوا والله أوخم أكلة أكلها أهلها، أثقلها خزيًا في الدنيا وأطولها عذابًا في الآخرة.
وهكذا تفعل شهوة البطن بأهلها وعبادها، فكم من أكلة أفسدت دنيا العبد وأوبقت الآخرة، ورحم الله القائل: ابن آدم إنما بطنك شبر في شبر فلمَ تدخلك النار؟ قال ابن كثير: فلما فعلوا ذلك، مسخهم الله إلى صورة القرد وهي أشبه بالأناسي في الشكل الظاهري وليست بإنسان حقيقة، فكذلك أعمال هؤلاء وحيلتهم لما كانت مشابهة للحق في الظاهر، ومخالفة له في الباطن، كذلك جزاؤهم من جنس عملهم.ومكثوا ثلاثة أيام على حالتهم لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناسلون، ثم أماتهم الله تعالي وأبادهم.
قال تعالي:” فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ” (الأعراف 165) المقصود هنا أن الله أخبر أنه أهلك الظالمين، ونجي المؤمنين المنكرين وسكت عن الساكتين.

زر الذهاب إلى الأعلى