أدب و فن

عزة عكاشه تكتب : من ذاكرة التاريخ (مي زيادة)

من أرشيف تاريخ الأدب العربي
في ذاكرة التاريخ شخصيات عظيمه لم تحظ بالقدر الذي تستحقه من اهتمام المؤرخ ولم يسلط عليها الضوء بما يلفت أنظار الشباب إليها فيستفيدوا من دراسه سماتها والتعرف على ما أفادت به البشريه
من علوم أو فنون أو ماإلي ذلك
من هذه الشخصيات شخصيه لها صولات في ساحات الأدب والصحافه والقضايا الحقوقية خاصة قضايا حقوق المرأة
إنها فراشة الأدب العربي مي زياده
والدها إلياس زياده من أصل لبناني
والدتها من أصل سوري لكن موطنها فلسطين
بدأت دراستها إلابتدائيه في مدرسه الناصريه حيث موطن والدها
ثم الثانوية في مدرسة الراهبات في عينطورة ثم كليه أداب القاهره .
اهتمت بدراسه اللغه العربيه فأجادتها وتعلمت اللغات الاجنبيه فتميزت منذ صباها.
أبدعت في الصحافه ونشرت مقالات أدبية ونقديه وإجتماعيه .
نشرت في الصحف المصريه تحت أسماء مستعارة مثل (إيزيس كوبيا_السندباده البحريه)وغيرها من الأسماء المستعارة التي استخدمتها في النشر في البدايات ثم بعد ذلك أصبح لها باب ثابت في صحف المحروسه كان أسمه (يوميات فتاه)
كتبت عن حقوق المرأة فقد كان لها دورا كبير في الدفاع عن حقوق المرأة وكانت رائده من رائدات النهضه النسائية العربيه الحديثه كان كتابها الأول في هذا الصدد بإسم (المساواة)
أصدرته سنة 1923م
كتبت عن عائشه التيموريه ووردة اليازجي وعن مساواة الرجل بالمرأة في الحقوق والواجبات
كتبت في صحيفه السياسه المصريه مقالا بعنوان (المصريه وموقفها اليوم)
أشادت فيه بدور قاسم أمين ورفاعه الطهطاوي وبطرس البستاني في الدفاع عن المرأة والمناداه بحقها في التعليم
تناولت الحرية بشكل أعمق حيث حثت المرأة اولا علي إدراك واجباتها والتطوير في أساليب التعامل فيها حتي تتحقق لها كيفيه الحصول علي حقوقها.
هاجمت حجاب المرأة بشكل أعمق وأعم
بمعني أنها حثت المرأة علي خلع الحجاب عن عقلها وأسلوب تفكيرها لا عن وجهها
كان لها صالون أدبي معروف وشهير يحضره صفوة الكتاب والأدباء في مصر والدول العربية الذين عشقوا أدبها وأناقة أسلوبها ومن أشهرهم عباس محمود العقاد وحكاية غرامه بها
أما هي فلم تعشق بحياتها إلا شخصا واحد هو جبران خليل جبران الذي أحبته وأحبها مايقرب من عشرين سنه دون أن يراها أو تراه ولو مره واحده
طوال العشرون سنه كانت وسيلة التواصل بينهما هي الرسائل.كان حبها الوحيد وكانت عشقه الأوحد
مات والدها سنة 1929
وتبعته والدتها سنه 1932
ثم تبعهما وفاة جبران فتهالكت وأنهارت بعد وفاته
وعادت إلي لبنان حيث أساء أقاربها معاملتها وأدخلوها مستشفي الأمراض العقلية في العصفوريه قرب بيروت وبعد خروجها أقامت لدي الاديب اللبناني أمين الريحاني ثم عادت إلى مصر وكتبت بعد هذه المحنة(قضيت حياتي بين قلمي وأدواتي وقد أنصرفت بكل تفكيري إلي المثل الأعلي وهذه الحياه “الايدياليزم”أي المثاليه التي حييتها جعلتني أجهل مافي هذا البشر من دسائس)
وتوفت مي زيادة عن عمر يناهز 55عاما في 17تشرين الأول 1946
في مستشفي المعادي وحيده حتي أنه لم يحضر جنازتها إلا أحمد لطفي السيد وخليل مطران،وفي عام 1999أختارت وزارة الثقافة اللبنانيه مي زيادة كشخصية العام الذي سيقام حوله الإحتفال السنوي ببيروت العاصمه الثقافيه للعالم العربي رحمة الله علي مي زيادة فراشه الأدب العربي التي أغفلها المؤرخون وبخسوها حقها فما أحوجنا في هذا الزمان الذي طغت عليه المادة بكل أشكالها إلي تسليط الضوء علي مثل تلك هذه الشخصيات التي أتسمت بالشفافية والمثاليه والرومانسيه الممنهجه

زر الذهاب إلى الأعلى