مقالات

روزانا علي تكتب ( إله الحب !!)

 إيماناً من مسؤلي إدارة جريدة ووكالة فرست نيوز الإخبارية بضرورة تشجيع العناصر الأدبية الشابة والإرتقاء بمستواهم المهني لذا نقوم بنشرىهذا المقال للكاتبة الشابة روزانا علي….

إشراف رئيس تحريرالوكالة الكاتب الصحفي عاطف عبد الوهاب…

>>>>>>>>>>>

* في جنوب العراق قبل أكثر من سته الاف سنه عُرفت عشتار بجمالها الفتان الذي كان يُسحر القلوب ويسلب العقول فكان كل من أقترب منها أُصيب بلعنة الموت أو الجنون أو الحزن الكبير
فقد أطلق عليها السومريون اسم (ملكه الجنه)وكان معبدها يقع في مدينه (الوركاء)وتعددت رموزها واسماءها عند اليونانين والرومانين وتغني بحبها الشعراء والفنانون بالنحت في الأساطير القديمة
وتعني كلمه (عشتار ) بالعبرية (نجمة الصباح)وهي ابنه الأله (سين)إله القمر ننكال
عُبدت في سوريا ومصر فكانت إله الحب والخصب عند شعوب المشرق العربي القديم وكانت تظهر في بعض التراتيل والأشعار التي كتبها البابليون عنها حيث صوروها
بشابه ممتلئه الجسم ذات قوام جميل ساحر يفتن كل من ينظر لها من الرجال
وايضا لقبوها بملكه الأحزان وذلك لأنها كانت مُسلحه بقوة الطبيعه المسيطره علي حيوان الفحوله!
تعددت ضحايا عشتار علي مدار التاريخ
فكانت تمتلك كل الصفات الأنثوية، فهي تحب وتغوي وتهجر وتنتقم وتخون،ومن أشهر قصصها وابشعها علي الاطلاق علاقتها بزوجها الإله (تموز)، التي تطورت إلى قصص أخرى كثيرة استمرت لآلاف السنين في مناطق عديدة من العالم ودارت حولها طقوس اسطوريه
بدأت من حلم (عشتار) بحكمها للعالم السُفلي فلم تكُن تكتفي بسيادتها للسماء
فكانت إلهه طموحه سيطر عليها
غرورها بإمتلاك العالم السفلي أيضا بأي تمن و الذي كان يرضخ لحكم أختها التي لا تحبها (ايرشيكجال) إلهه الموت والظلام.
كان (تموز)إله راعي ويمثل موسم الحصاد وتبدأ قصته بتحقيق مبتغاه بالزواج من عشتار عندما وقع في حبها ولم يكُن يعلم أن الزواج الذي طالما تاق إليه سيفضي به إلي نهايته في العالم السُفلي!!!!
وبعد ذلك بفترة قررت الآلهة عشتار زيارة العالم السفلي الذي يسكن فيه الأموات وهو عالم منفصل عن عالمنا، وذو قوانين خاصة به وعلى ما يبدو أن سبب الزيارة كان رغبة الآلهة عشتار في إطلاق سراح الأموات وإعادتهم إلى عالم الأحياء. ولم تكن تتوقع الآلهة عشتار ما كان في انتظارها من مكائد اختها التي عرفت بالزيارة مقدما. رغم انها كانت لديها شكوكها فأخذت حذرها وبلغت وصيفه لديها أنه في حالة عدم عودتها أن تذهب إلى (انكي) إله الحكمة لإنقاذها. وبالفعل غادرت ( عشتار) مرتدية تاجا وملابس وحلى فاخرة إلى العالم السفلي الذي كانت له سبعة ابواب، حيث قام حارس الأبواب بأوامر الاخت الكبرى بتجريد ( عشتار) من بعض ملابسها عند عبورها كل باب حتى وصلت إلى اختها وهي عارية تماما!!
فأمرت الأخت سبعة آلهة بقتل( عشتار) فورا
لتبدأ الكارثة، فبموت الآلهة عشتار تتوقف حياة التزاوج!!
وهنا كان الخبر وصل الإله (انكي) بمصير عشتار والذي

بدوره وجد سبيلا للخلاص
عن طريق الاستعانة بخدمات (آصوشونامر)، أجمل فتى على الإطلاق، ليأمره بالذهاب إلى العالم السفلي والأيقاع باخت الآلهة عشتار في حبه إلى درجة الذهول وأن يجعلها تقسم بعمل كل ما يريد، وبعد ذلك يطلب منها إعادة الآلهة عشتار إلى الحياة
والذي كان بدوره عند حسن ظن إله الحكمة، ورغم اعتراض الالهه (ايرشيكجال)علي عودةإحياء ( عشتار)إلاا نها الآن ملزمة بالتنفيذ، وأعادة الآلهة عشتار إلى الحياة، ولكن بشرط وهو أن تعثر الآلهة عشتار على من يحل محلها في العالم السفلي!! فخرجت( عشتار )مع سبعة من شياطين خادمين أختها باحثة عن سيء الحظ الذي سيقدم قرباناً
واثناء بحثها شاهدت زوجها الأله (تموز )والذي لم يكن حزينا لوفاتها، بل كان جالسا على عرشها تبدو عليه السعادة
فغضبت وقالت للشياطين أن يأخذوه فانهالوا عليه ضربا وسحلوه إلى العالم السفلي، وبعدها أحست عشتار بتأنيب الضمير فهي في الحقيقة مغرمة به ولاتريد أذيته
فطلبت من أختها تسوية لإرضاء الجميع، وكان لها ما ارادت وهي أن يقضي الإله تموز في عالم الأموات ستة أشهر تبدأ بشهر تموز وتموت أثنائها الزراعة والماشية وينتشر القحط ويغادر بعدها ذلك العالم إلى عالم الأحياء، أي بعود إلى الحياة، وتعود الزراعة والخير معه وتأخذ مكانه اخته للفترة نفسها ثم يعود تموز إلى عالم الأموات
وكان لهذا مراسيم دينية خاصة في شهر تموز،حيث سمي ذلك الشهر على اسمه، وهي الفترة التي تنعدم الأمطار في وادي الرافدين وتنقطع الزراعة، وتضمنت المراسيم نحيب وعويل واعتبروا خروجه من العالم السفلي بعد ستة أشهر بمثابة ميلاده، أما زواجه فهو بداية السنة الجديدة عند سكان وادي الرافدين والموافق بداية شهر نيسان/إبريل وفي الحقيقة أنه عيد الربيع في وادي الرافدين. ويشمل كل احتفال ديني تمثيل الحدث به بشكل مفصل ومؤثر للغاية أمام الملأ.
وعلي اثر ذلك
أخذت بقية الشعوب كل تفصيل فيها لتكوين نسخها المحلية، ويشمل هذا عيد الربيع. فهي في سوريا ولبنان وفلسطين قصة بعل، وفي مصر هي قصة ايزيس وأوزيريس، وفي اليونان قصة أدونيس وأفروديت
وتظل عشتار أسطورة في كل الأزمنة وعلي مر العصور بإختلافها

زر الذهاب إلى الأعلى