مقالات

عزة عكاشة تكتب: من المسؤل.. الأبناء أم الآباء؟!!

الكاتبة عزة عكاشة

من المسئول  ….؟!
من الأزل وحتي أوائل التسعينات كان الولد يتخفى من أعين أبيه أو عمه أو حتي أخوه الأكبر حتي يستطيع أن يشرب ( سيجارة ) أما الأن في ٢٠٢٠ فإن الولد يجالس أبيه وعمه في قعدة أنس أو ساعة حظ وكانت الفتاة العذراء إلي وقت غير بعيد يكتسي وجهها بحمرة الخجل وتهرع إلى غرفتها باكية من شدة الحرج عندما تعلم أن ( في ضيوف جايين علشانها) أما الأن ونحن نقرع أبواب الألفية الثالثة ونحن في عصر العولمة والانفتاح على العوالم الغربية فإن البنت تأتي وفي يدها شاب إلي والدها قائلة له( باركلي يابابا ميمي خطبني )
ترى من أو ماهو السبب أو ماهي الأسباب التي أدت الى تدهور الحالة الأخلاقية لأبناءنا وتقلص الوازع الديني لديهم . ترى هل هو تدهور المستوى التعليمي والتربوي وغياب القدوة من المدارس والجامعات فترى المعلم في الفصل عصبي المزاج ينفث في غليونه بكل الغضب والنقمة على اليوم الذي دخل فيه كلية التربية والذي أشار عليه بها فالمرتب لايكفي أول اسبوع في الشهر ويبدأ في زجر التلاميذ وسبهم بألفاظ لا تليق بكونه مربي ومعلم والسبب ان الدولة بخسته حقه المادي فلم تضع في اعتبارها ظروفه المعيشية والتزاماته المادية وبخسته حقه المعنوي فهمشته ولم تقدر لكل كادر قدره حتي لم تهتم بالمداومة على دورات تدريبية للمعلم بكيفية التعامل نفسيا وتربويا مع كل مرحلة عمرية
أم
أن السبب هو انخفاض مستوى المعيشة لدى شريحة كبيرة من المجتمع مما اضطر بعض الزوجات الأمهات وربات البيوت للنزول الى العمل جنبا الى جنب مع الزوج للوفاء باحتياجات الأسرة والبيت والأبناء التي أصبحت في تزايد مستمر مع مستحدثات العصر الحديث مما أدى الى هوة كبيرة وقع فيها ابنائنا مما سمح لوسائل الاتصال الحديثة مثل الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والانفتاح على كل ماهو جديد ومريب مما لايتفق لا مع اخلاقياتنا ولا عقلياتنا ولا عقائدنا بالعبث بعقول ابناءنا بسبب الاستخدام الخاطئ لهذه الوسائل في غياب من توجيهات الأباء لإنشغالهم باللهاث وراء لقمة العيش
أم
يكون السبب هو رداءة المادة الفنية التي تصل أحيانا الى حد الانحطاط الأخلاقي التي تعرضها وسائل العرض مثل السينما أو التليفزيون وعندما تعترض تجد من يخرج عليك صارخا في وجهك بأنه ليس من حقك ان تقيد حرية الإبداع الفني أي إبداع هذا الذي يهوي بأخلاقيات وسلوكيات أبناءنا من تلفظ بألفاظ غير لائقة وفعل الرذائل بلا وازع من دين أو خلق ليس إبداعا أيها المتشدق بالإبداع إنه إبتداع أن ما يحتاجه أبناءنا اليوم – في ظل إنغماس الأباء في تحري أسباب المعيشة – هو سراجا يضيئ لهم الطريق في صورة برامج ترفيهية في ظاهرها وفي باطنها هي برامج تربوية أو أفلاما تحمل مضمونا راقيا يهدف إلى توجيه الشباب لكيفية التعامل مع أدوات العولمة التي أصبح لزاما علينا أن نتواكب مع مستحدثاتها حتي نساير الأمم المتقدمة وفهم مفردات ومعطيات تلك العولمة فهما صحيحا مما يجعلنا ناخذ منها كل ماهو صالح سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بما يتناسب مع مجتمعاتنا دينيا وأخلاقيا

الي كل مسئول في موقعه . اتقي الله في شباب هذا الجيل فإنهم عماد المستقبل وهم درع هذا الوطن وسيفه….

زر الذهاب إلى الأعلى