تحقيقات

الكاتب المستشار حسام العادلي في حوار خاص لوكالة فرست نيوز الإخبارية

الكاتب المستشار حسام العادلي في حوار خاص لوكالة فرست نيوز الإخبارية….

أجري الحوار: الكاتبة رانيا عكاشة 

المستشار الذي جمع بين القانون والأدب في رواية نتناولها الأن بعنوان ( حياة حسام العادلي بين الادب والقضاء)
حسام العادلي من مواليد سوهاج عام ١٩٨٢ ويقيم بين القاهرة وسوهاج
١- حسام العادلي كيف وفقت بين مهنتك كمستشار وعملك ككاتب أو أديب ؟ واعتقد أن مجال الأدب بعيدا تماما عن القانون . وهل الكتابة هواية ؟
كانت المسألة في البداية مجرد هواية ولم اتخذ الكتابة بجدية . وانا اكتب منذ عشر سنوات ولكنني بدأت الناس تعرفني منذ ثلاث سنوات فقط ككاتب ولي احتكاك بالجمهور لأنني أكتب منذ عشر سنوات ولم أنشر أيا من كتاباتي الا في اول عام ٢٠١٨ وعندما شعرت أن لدي شئ قيم أقدر أن أقدمه للناس وكثير من الناس يعتقدوا ان روايتي ٢٠١٨ هي اول اعمالي وانا اكتب منذ فترة تتجاوز العشرة اعوام
وروايتي ٢٠١٨ بدأت تزامنا مع معرض القاهرة الدولي للكتاب وقدمتها نشرا مع الدار المصرية اللبنانية وهي بعنوان أيام الخريف وقد أحدثت أثر طيب مع الجمهور وبعد عام تقريبا بدأت في كتابة مقالات انتظامية فلي في المصري اليوم مقال نصف شهري وايضا لي مقال نصف شهري في جريدة الأخبار وأكتب ايضا بانتظام في مجلة الهلال مقال شهري فهي مجلة شهرية . وبالطبع كثيرا ماسئلت كيف توفق بين عملك كقاضي وهوايتك كروائي وبين كتاباتك للمقالات وخاصة المقالات البحثية . لان معظم مقالاتي بحثية تتحدث عن الأفكار ولا أكتب الا عن الأفكار ولا أشتبك ابدا في الشئون السياسية فأنا أكتب عن الأفكار ومناقشتها بأي شكل وبتطبيق التاريخ علي الواقع . وكنت دائما أجيب انا لا أقصر في عملي كقاضي وأكتب في أوقات فراغي لأحافظ علي هوايتي التي كثيرا ماتدفعني حتي في عملي للأفضل دائما .
٢- حسام العادلي هل تكتب في مجال عملك كقاضي ؟
نعم أحيانا عندما يُطلب مني ذلك وقد كتبت في الشأن الاقتصادي لأنني قاضي اقتصادي قضيت في المحاكم الاقتصادية سبع سنوات وطُلب مني مرتين أن أكتب في هذا الشأن وفي صحف عالمية لانني أقدَم قاضي بمصر وأخذت في مجالي أكثر من ٢٢ دورة وتم تكريمي من الوزارة عدة مرات
٣- مما سبق يتبين لنا حسام العادلي ناجح جدا في عمله كقاضي رغم اتجاهك الأدبي . ماقولك ؟
في الحقيقة بالنسبة لي الاثنين لم ينفصلوا عن بعض بمعنى . انني قضيت سبع سنوات في المحاكم الاقتصادية والمحاكم الاقتصادية بوجه عام لا تقبل الا قضاه لهم قدر وافر من التميز لأنها محاكم متخصصة وخطيرة . والي جانب عملي بالمحكمة الاقتصادية انا منتدب كمستشار قانوني للجنة الاقتصادية بمجلس النواب ولي ٣ سنوات مستشار قانوني وساهمت في كثير من التعديلات القانونية وهذا اعطاني الدافع للنجاح المهني وايضا الأدبي
٤- حسام العادلي يطرح السياسة جانبا رغم أن المجال الاقتصادي لاينفصل عن المجال السياسي . ماقولك ؟
لأنني قاضي اقتصادي ولست خبيرا اقتصاديا وأي دولة في العالم لديها قضاء إقتصادي وعندما افصل في قضية إقتصادية أفصل فيها كقانوني ليس كمثقف أو خبير أو أديب أو مفكر وافصل بصفتي القضائية طارحا أي أمر أخر جانبا ولي ١٦ عاما في النيابة والقضاء حاليا ومع طول الوقت هذا نوع بالنسبة لي من اكتساب الخبرة وأتعامل علي اساس خبرتي المكتسبة
٥- حسام العادلي . هل يمثل القضاء بالنسبة لك عبئا أكثر من الأدب أم العكس؟
القضاء بالنسبة لي لا يمثل اياً من الأعباء مثل الأدب . لأن الأدب ماهو الا فكر والفكر يحتاج الي تعمق كي أصل الى فكرة اقدمها للناس محللة في صورة أدبية ورغم أن هذا فيه كثير من الأعباء الا أنه لايؤثر علي عملي اطلاقا لأنها هواية أمارسها بحب
٦- حسام العادلي هل نسمي هذا تميزاً ؟
في الحقيقة هو اجتهاد . لكن الاجتهاد يؤدي الي التميز يافندم ماقولك؟ تميز نسبي لانه من الممكن أن يرونه كثير من الناس تميز واخرون يرونه تقصير . ولكنني في نهاية الأمر اؤدي واجبي تجاه القانون وأطبقه حرفيا مطبقا ايضا روح القانون فيما أراه بعين القاضي بشكل سليم لكي نصل أن يكون لدينا حُكم يعبر عن الحقيقة أما الأدب أو كتابة المقالات فهي تحتاج مني الي تنظيم للوقت فقط ليس أكثر لأن مشكلة الشرق الأوسط بأكمله أننا لا نتعامل مع اليوم علي انه ٢٤ ساعة لأن بمجرد العودة من العمل يكون اليوم قد انتهي فتقسيم الوقت عندنا هام للغاية نحن لدينا وقت كبير جدا لكننا نهدره
٧- ولأي شئ يرجع عدم تنظيم الوقت لدينا هل هذا سوء تصرف منا ؟
ليس سوء تصرف بالمعنى الحرفي ولكن أقدر ان اقول أن الحاجة أم الاختراع . انا أريد شئ فعلي أن أسعى لتحقيقه أنظم وقتي لأنني أحتاج الي وقت وهذا مافعلته بين عملي وبين حبي وشغفي بالكتابة وعملي أيضا في مجلس النواب أعطاني نوع من الإهتمام بالأطلاع علي كيفيات التشريع فكان علي أن اجد وقت لكل هذا لأن هذا الآطلاع أعطاني بُعد أخر في عملي فقد تعرفت علي قيمة التشريع وأهميته ولذلك قالوا أن أفضل البرلمانيين هم القانونيين والعكس .
٨ – حسام العادلي المستشار الكاتب كم رواية لك ؟
لدي إصدارين رواية أيام الخريف عام ٢٠١٨ ومجموعة قصصية بعنوان لمحات وهي عبارة عن ٦ قصص تتحدث عن فكرة العدالة وكانت هذه الفكرة مسيطرة علي جدا في ذلك الوقت عام ٢٠١٥ وهي عدالة الانتقام وهل ظلم الظلم عدل ؟ او المساواة في الظلم عدل ام لا هذا الاصدار كان عام ٢٠١٥ ولكنني احتسب احتكاكي المباشر مع الجمهور في ايام الخريف عام ٢٠١٨ والتي كان لها اكثر من ٣٠ ندوة للمناقشة .
٩ – حسام العادلي من خلال عملك كقاضي هل قابلتك قضية محيرة كنت حيران في الحكم علي صاحبها رغم وجود الأدلة ؟
لا . هذا يحدث مع كل قضية تقابلني لأن القاضي عليه اعباء كبيرة وكثيرة جدا تجاه كل قضية تقابله بالنسبة للحُكم فيها فتطبيق القانون وحده والمعايير القانونية قد لا تكون كافية خاصة في القضاء الجنائي لأن من الممكن أن يشهد في القضية مثلا شاهد زور ونحن كقضاة يجب أن يكون لدينا الحس والاستشعار الداخلي القوي ليستشعر مثل هذه الملابسات ويتحرى عنها بدقة حتي اصل الي ان استشف الحقيقة وهذا يحدث بكثرة في القضاء الجنائي كما ذكرت من قبل لذلك احاول الهروب منه الي القضاء المدني ولكنني أعمل حاليا في الجنائي
١٠- الكاتب حسام العادلي هل قابلتك قضية تحب أن تكتب عنها ؟
بصراحة شديدة لايوجد قاضي أديب لا يكتب في مجال عمله كقاضي وعندنا نماذج كثيرة من القضاة فعلوا ذلك أما بالنسبة لي هذه مسألة مؤجلة لكنها ستحدث ان شاء الله ربما في شكل رواية . قصة . مذكرات . خواطر . حسب وقتها
١١- ماهي المشاكل أو القضايا الاجتماعية التي تحب أن تكتب عنها ؟
نعم أنا أكتب بالفعل في كثير من القضايا ولكن أكتب بشكل غير مباشر آخذ جوهر المشكلة واكتب عنه . ليس نقل حرفي للمشكلة واتقصى الحقائق حول المشكلة واكتب عنها .
وعادة أشخاص روايتي ليسوا من الواقع ولكن محور القصة ينقل الواقع والنقل الحرفي لأي قضية أو مشكلة ليس فيه أي ابداع
١٢- مارأي حسام العادلي في المرأة المصرية قانونيا . هل أخذت حقها القانوني كاملا ؟ ولماذا لم يُفعل قانون الخُلع الا في عام ٢٠٠٠ ؟
قد كنت كتبت مقالا من حوالي شهرين بعنوان تاء التأنيث . تحدثت فيه عن هذا الأمر وقولت أن عنوان الحضارة هو تاء التأنيث . وزيرة . صحفية . مديرة . فتاء التأنيث هي عنوان الحضارة والمرأة عليها مسئولية مزدوجة مسئولية التنشئة واعداد الجيل ومسئولية فاعليتها في المجتمع وعندما اجد امرأة هكذا في مجتمع ما أقدر أن أقول ان هذا المجتمع ناجح . وبالنسبة لقانون الخُلع كان في المحاكم من قبل واسمه التقليق ولكن الخُلع أكثر سهولة في الاجراءات وتتنازل فيه المرأة عن كل حقوقها والخُلع قضية لا تخسر أبدا وجاء القانون في الآونة الاخيرة ناصفا للمرأة بعنوان تمكين المرأة ولكن السلبية لدى المرأة الريفية لا تدع مكان للقانون في الأسرة والدولة غير مقصرة من هذه الناحية مع المرأة ولكن الموضوع يحتاج الي وقت ليس أكثر .
١٣- واخيرا مارأي الكاتب القانوني حسام العادلي في شباب الجيل الحالي ؟
هو جيل مثقف ومُطلع ويتحدى الصعاب رغم وجود بعض النماذج السلبية ولكنها قليلة فلا يجوز أن أعمم نموذج لشاب فاسد علي جيل بأكمله وأنا من خلال ندواتي الأدبية التي قدمتها للشباب وجدت كثيرا من الشباب المثقف الواعي ولديه شغف بالقراءة والكتابة فأستشعر الإيجابية في شباب الجيل الحالي وهذا يخضع لمجموعة عوامل منها التنشئة الاجتماعية . البيئة المحيطة . الظروف الاجتماعية ….الخ ولكن اري الجيل جيل مثقف ولديه قدرة ممتازة علي الاستيعاب والوضع مبشر .
١٤ – هل لك محاولات في الكتابة الموجهة للشباب ؟
لا أضع لنفسي خط أو نمط معين . ولكن عندما تشغلني فكرة اكتب عنها وانا لست رجلا تربويا . واذا اخذت الموضوع من ناحية القانون فستكون نظرتي للشباب نظرة سلبية واتمني لكل شباب مصر التوفيق في كل المجالات

زر الذهاب إلى الأعلى