مقالات

♡رسائل السماء ♡ للكاتبة / رانيا عكاشة

إغتر الإنسان المعاصر بعلمه أكثر من اللازم . حيث التطور التكنولوجي والتقدم العلمي والطفرة الملحوظة في عصر المعلومات مؤخرا . والتي جعلت الإنسان أمام تطور هائل في مجالات البحث العلمي وعلوم الطبيعة .. ففجأة وجد الإنسان نفسه ذو قوة خارقة في شتى المجالات ومع كل هذه التطورات العلمية والدراسات الايجابية وجد الإنسان المعاصر نفسه ذو عقل ذري يبحث ويكتشف ويُثبت ويخترع ويُنفذ وينجح ثم يعاود فيطور في أبحاثه وإختراعاته ثم ينجح ويتفاخر بنجاحاته . وهذا شئ جميل . ولكنهُ إعتقد أنه قد وصل إلى إكتشاف أسرار الكون بعلمه وذكائه وإختراعاته وإكتشافاته وأبحاثه في شتى العلوم الطبية والهندسية والجغرافية … الخ
بل إعتقد أيضاً أنه بالعلم قادر علي كل شئ ( قدرة مطلقة) قادر علي أن يخلق عقل شبيه بعقل الإنسان ( إليكتروني) . فكثير من علماء الدول الأوروبية شرعوا بالفعل في تنفيذ إنسان إليكتروني ذو عقل إليكتروني يفكر بشكل علمي دقيق ذكائهُ فائق وقد يفوق ذكاء الإنسان . له جسد أيضا بداخله أعضاء كأعضاء الإنسان ونبضات . تخيلوا – إنسان متكامل – عقل وجسد وأعضاء . ولكنهم عجزوا أمام توصيل الإحساس لهذا الجسد فهو مفرغ من المشاعر أي مفرغ من النفس لأن النفس مخلوق من مخلوقات الله فالإنسان يصنع أما الله سبحانه وتعالي ( يخلُق) ولله المثل الأعلى .. غير أن هذا الإنسان الإليكتروني ليس به أيضا روح (ويسئَلُونَك عَن الرُوح قُل الرُوح مِن أَمرِ رَبى وماأُوتِيتُم مِنَ العَلمِ إلا قليل ) صدق الله العظيم. فُصل الأمر . ولكنهم لا يعلمون شئ عن هذا لأنهم مازالوا يحملون كثير من الأمل لصنع هذا الإنسان . ولم ييأسوا وهم في إنتظار مزيد من اكتشافاتهم العلمية . فإذا برسالة من السماء . تاتي محملة بكثير من المعاني والدلالات علي قدرة الله المطلقة ومهما اوتي البشر من علم فهو قليل . تأتي رسالة تُستشعر فقط بالحس الروحي رسالة بسيطة جدا . رسالة تحمل فيرس أو وباء لايُري بالعين المُجردة ولكنه يُهدد عالم بأكمله ويتحدي علماء وأطباء وباحثين بل وشعوب ! انه فيرس ( كورونا ) جاء برسالة من السماء ينتشر في شتى أنحاء العالم
يحاولون مقاومته بشتى الطرق والعلوم والأبحاث ولكنه يتفشى يوما بعد يوم وهم يحاولون القضاء عليه وسوف يُقضى عليه ولكن بإذن الله ثم علمهم ولكن بعد أن أخذ ويأخذ هذا الفيرس في طريقه الألاف من كل أنحاء العالم .. الى أين ؟ إلي طريق لايستطيع مقاومته علم أو علماء . ألا وهو طريق الموت . فقد أخذ هذا الفيرس بالفعل ألاف الي الموت . فلا علم ولا علماء أمام الموت فهو أصدق حقيقة مخلوقة . فجاري السيطرة علي الوباء فسيقدرون علي السيطرة أو لايقدرون . فياعلماء العالم اتحدوا . فكروا . أعيدوا النظر . فقد وصلتم بأبحاثكم وعلومكم الي نتائج مذهلة في مجال الطب والعلاج العقاري لكثير من الأمراض والأوبئة وبين غمضة عين وإنتباهاتها جاءكم فيرس اعجزكم بل رسالة من السماء كما سميتها .. ونعم لم تقصروا بعلمكم وأبحاثكم في التصدي لهذا الوباء الخطير ولكن . اعلموا وأيقنوا وصدقوا . واعترفوا . أن ماأوتيتم من العلم إلا قليل .. وفكروا وابحثوا وراجعوا ثم إمتثلوا للواقع فها هو الواقع .. انه مهما عظمت قدراتك أيها الإنسان فهي محدودة . ومهما إنتشر علمك فهو قليل . ولا تغتر بذكاءك فهو من صنع الله . ولا تغتر بعلمك فهو من عطاء الله . ولا تغتر بقدرتك فهي من عظمة الله . وتذكر دائما هذه الرسالة . شئ لا يُرى بالعين المجردة تحدى شعوب العالم ورؤساء وملوك وعلماء .. إنها حقا رسالة من رسائل السماء.

زر الذهاب إلى الأعلى