مقالات

“إتفاقية الأفاعي” .. بقلم اللواء/ طارق الفامي

 

مازال حلم الإمبراطورية العثمانية يداعب جفون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذى مازال يحلم بأمجاد أجداده العثمانيين ويعطى لنفسه الحق في التدخل في شؤون الدول التى يعتبرها من أرث أجداده فكما تدخل في سوريا ليجد لنفسه موطئ قدم في أى مشاريع لإعادة الإعمار وأن يكون جزء من الحل السياسي في سوريا فهو يعتبر أن التدخل التركى فى ليبيا نابع من أن ليبيا أرث أجداده وأن حدودها الجغرافية جزء من الإمبراطورية العثمانية حيث يعتبر أردوغان أن له الحق في التدخل في شؤون الدول التى كانت فى حيازة الإمبراطورية العثمانية .
وهناك أزمة يتم نسج خيوطها حيث تم توقيع اتفاقية مشبوهه بين أردوغان وفايز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية هذه الاتفاقية خاصة بترسيم الحدود البحرية و الدفاع المشترك بين البلدين وقد أدانت مصر هذه الاتفاقية الموقعة بين تركيا وحكومة فايز السراج حيث تعتبر هذه الاتفاقية غير قانونية ولا يترتب عليها أى آثار قانونية كما يدعى النظام التركى الذى يروج على أنها اتفاقية رسمية حتى يجد لنفسه موطئ قدم في شرق البحر المتوسط هذا من جهه و من جهه أخرى تعزيز النفوذ التركى فى ليبيا لحماية مصالح تركيا الإقتصادية ودعم الجماعات الإرهابية التى تتعرض لهزيمة ساحقة فى المنطقة .
إن توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية و الدفاع المشترك بين حكومة فايز السراج و تركيا ليس له أى قيمة دولية ولا يمكن أن يقبل به المجتمع الدولي وحسب القانون الدولي فإن الاتفاقيات الدولية لا تصبح نافذة إلا إذا تم التصديق عليها من برلمانات الدول الموقعة عليها وهذا لم يحدث فهذه الاتفاقية هى و العدم سواء .
إن تركيا تسعى دائماً لتعطيل و إفساد أى حراك سياسي دولى لحل الأزمة الليبية و تعميق الخلاف بين الليبيين وتعطيل الحل السياسي لإستعادة الإستقرار و إنهاء الأزمة الليبية .
كما ترغب تركيا من خلال هذه الاتفاقية مع حكومة فايز السراج فى تأمين مصالحها الإقتصادية و أيضاً تعزيز نفوذها في ليبيا للحصول على موطئ قدم في أى مشاريع مقررة لإعادة الإعمار وأن تكون جزء من الحل السياسي في ليبيا كما تعزز تركيا وجودها في ليبيا لتكون ورقة ضغط لمواجهة خصومها فى منطقة شرق المتوسط وخاصة على مصر و اليونان و قبرص حيث تحاول تركيا توسيع نفوذها فى المنطقة الإقتصادية فى مياه البحر المتوسط وهذا من شأنه دخول تركيا فى مواجهة مباشرة مع ليبيا الممثلة في الجيش الوطنى الليبي التابع للمشير خليفة حفتر والذى يحظى بغطاء شرعى من مجلس النواب الليبي وهذا من شأنه أن يفتح ساحة الصراع فى ليبيا أمام أطراف دولية أخرى ومن الممكن أن يتحول الى مواجهه عسكرية معلنة بين تركيا من جانب و المشير خليفة حفتر و مصر و السعودية و الإمارات الداعمين للمشير خليفة حفتر من جانب آخر وفى حالة إقدام تركيا على تلك المواجهه فقد تصبح ليبيا مستنقع تغرق فيه تركيا ولن تستطيع الخروج منه إلا منهزمة .
ولن تستطيع تركيا إشعال فتيل النزاع حول التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط كما لن تستطيع الحصول على حصة من الموارد البترولية الليبية .
إن اتفاقية الأفاعى هذه تعد مخالفة صريحة لقانون البحار الدولى وتمثل إنتهاك للقانون البحرى الدولى كما أنها لا تتماشى مع مبدأ حسن الجوار … لذا فإن اتفاقية الأفاعى الموقعة بين تركيا و حكومة فايز السراج الليبية معدومة الأثر وكأنها لم تكن فهى هزيمة سياسية أخرى لأردوغان . 

زر الذهاب إلى الأعلى