مقالات

” اللواء/ طارق الفامي”يكتب: *الحرب السيبرانية حرب المستقبل*

 

نتيجة الثورة التكنولوجية فى جميع مجالات الحياة المختلفة إمتدت هذه الثورة التكنولوجية لتخلق ساحة جديده من الحروب غير التقليدية هى ساحة القتال فى الفضاء السيبرانى وهى أحدى أدوات الصراع والتنافس والإرهاب ضد الدولة نظرا لسهولة الاختراق الالكتروني مع انخفاض تكاليف الهجوم السيبرانى وصعوبة اكتشاف الفاعل وغياب القوانين المنظمة للاستخدامات السيبرانية وهناك هجمات سيبرانيه ذات طابع عسكري أو سياسي أو على البنيه الحيويه الأساسية للدولة فيمكن أن تتعرض الحواسيب أو الشبكات التابعة للدولة للهجوم أو الاختراق أو الإعاقة وقد يؤثر هذا على الاحتياجات الأساسية للدولة اذا كانت مرتبطة بالفضاء السيبرانى فشبكة الحكومة مرتبطة بهذا الفضاء السيبرانى عن طريق الانترنت مثل السجل المدني وبطاقات التموين وغيرها من الوزارات وأيضاً بعض المشروعات العملاقة المرتبطة بالانترنت مثل محطات الكهرباء وأنظمة تحديد المواقع GPS أو السدود والمحطات النووية علي سبيل المثال فعندما تتعرض الدوله لمثل هذه الهجمات فهى فى خطر لا يقل عن خطر الحروب التقليدية ولكن بتكاليف منعدمه وصعوبة إكتشاف الفاعل وأيضاً يمكن أن يطال الأجهزة والمعدات العسكرية التى ترتبط بالانترنت فيمكن اختراقها والتشويش عليها أو حتى التحكم فيها وهم يركزون على الأهداف العسكرية بالأساس وفى الواقع هذا النوع من الحروب السيبرانية له مزايا منها أنه يجنب الدولة المواجهه العسكرية المكلفة ماديا و معنويا .
أيضاً يشل حركة العدو بإختراق البنيه التحتية المعلوماتية مما يحدث له حاله من الارباك و التشكيك حيث أصبحت تدار البنيه التحتية للدول و الحكومات من خلال شبكات إلكترونية وهذا يجعلها عرضة لهذه الهجمات السيبرانية التى تستهدف السيطرة عليها أو إدارتها على عكس رغبة الدولة أو حتى تدميرها وهذا يؤثر على الأمن القومي للدوله لذلك فهى حروب فى غاية التعقيد .
وبناء على ما سبق تسعى العديد من الدول إلى إمتلاك قدرات الحرب السيبرانية ومن هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا و الصين .
ومن هذا يتضح أهمية وجود ما يعرف بالأمن السيبرانى للدوله وهو عبارة عن مجموعة من الوسائل التى يتم استخدامها لمنع العدو من إختراق واستخدام شبكات الكمبيوتر الخاصة بالدولة مع ضمان استمرار عمل نظم المعلومات وتأمين وحماية البيانات الخاصة بالجهات الحكومية أو بالافراد فى الفضاء السيبرانى .
لذلك أنشأت مصر مجلس أعلى للأمن السيبرانى المعروف بأمن البنيه التحتية للإتصالات و تكنولوجيا المعلومات لحماية إختراق شبكات المعلومات فى مصر وبالأخص تلك التى تحتوى على معلومات سريه للبلاد وخاصة و أن إتخاذ القرارات سوف يكون عبر الآلات والعقول الالكترونيه والدخول في حضارة جديده تكنولوجية مدمجه بالسيبرانيه لتشكيل حضارة العالم الجديدة .
لذلك ينبغي على كل فرد فى المجتمع أن يعى حجم و خطورة الجرائم السيبرانية وأن يحافظ على بياناته وملفاته وأن يتعلم كيفية الحماية والوقاية من الجرائم السيبرانية وعلى حكومات الدول فرض القوانين المنظمة و الصارمه ضد هذه الهجمات السيبرانية وكذلك حماية الشبكات الإلكترونية الحكومية من هذه الهجمات السيبرانية .

زر الذهاب إلى الأعلى