مقالات

معالم مصر التاريخية علي مر العصور بقلم المهندس/ طارق بدراوى ** مدينة دكرنس **

سلسلة معالم مصر التاريخية علي مر العصور
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
** مدينة دكرنس **
دكرنس أحد أهم مراكز محافظة الدقهلية والمركز يتوسط المحافظة وكان في السابق مديرية تمتد من مركز المنصورة إلى مركز السنبلاوين وإلى حدود محافظة الشرقية شرقا وحدود محافظة بورسعيد ومحافظة دمياط شمالا وكان يفصل بينهم بحيرة المنزلة ثم تحولت كل من المنزلة ومنية النصر وبني عبيد وميت سلسيل والجمالية وتمي الأمديد إلى مراكز فيما كانت في السابق قرى تابعة لمركز دكرنس ويعود إسم دكرنس إلى أيام العصر القبطي في مصر حيث كانت تسمى دير كنس وذلك يعود إلى راهب يدعى كنس كان مشهورا ويقيم في دير مكانه كنيسة دكرنس الآن وهى تعتبر مزارا هاما للمسيحين من جميع أنحاء مصر لأنها تعتبر من أقدم الكنائس بمصر حاليا ثم تم تحريف الإسم إلى الإسم الحالي دكرنس ومدينة دكرنس هي عاصمة مركز دكرنس والذى يحده من جهة الشمال مركز منية النصر ومن جهة الجنوب مركز تمي الأمديد ومن جهة الشرق مركز بني عبيد ومن الغرب مركز المنصورة …..
ومن أهم معالم مدينة دكرنس مجموعة كبيرة من المساجد منها مسجد السادات وهو أقدم مساجد المدينة ومسجد الجبارنة ويعد أكبر مساجد المدينة و يقام به العديد من الجلسات و اللقاءات الدينية وخاصة في شهر رمضان المعظم ومسجد منشية ناصر وهو يتوسط أحد أقدم مناطق المدينة وأهمها حيوية و يعد من أقدم المساجد بالمدينة ومسجد الجمعية الشرعية ومسجد المحطة ومسجد الأربعين ومسجد العزوني ومسجد ميت مجاهد ومسجد ميت الحلوج الكبير ومسجد ميت شرف الكبير الذى تم تجديده مؤخرا بتكلفة إجمالية قدرها 3 ملايين جنيه ويشمل قاعة مناسبات كبيرة ومسجد ميت رومى الكبير والذى تم بناؤه بالجهود الذاتية بشكل كامل وقبته تعد أعلي قبة بمحافظة الدقهلية حيث يصل إرتفاعها إلي 17 متر بالإضافة إلي مئذنة إرتفاعها 85 مترا هذا ومن الجدير بالذكر ان المسجد مكون من ثلاث طوابق وملحق به مضيفة للعزاء ومصلي خاص بالنساء …..
كما يوجد بالمدينة أيضا عدد من المنشآت الخدمية التي تخدم أهل المدينة ومركز دكرنس عموما وبعض المراكز المجاورة منها إدارة المرور وإدارة الجوازات ويتم بهما خدمة أهالي مراكز دكرنس وشربين وبني عبيد ومدرسة علي مبارك الثانوية وهي من أقدم المدارس الموجودة في جمهوريه مصر العربية وسميت بإسم علي باشا مبارك أبو التعليم في مصر وإبن قرية برمبال التابعة لمركز دكرنس سابقا ومركز شرطة دكرنس وهو من أقدم مراكز الشرطة على مستوى محافظة الدقهلية والسجل المدني ومصنع الدقهليه للغزل والنسيج ومركز الدعم الإعلامى ومجمع محاكم دكرنس ومستشفى دكرنس العام وهى من أقدم المستشفيات على مستوى محافظة الدقهلية ومستشفى حميات دكرنس ومستشفى الصدر وبيت ثقافة دكرنس وقد خرج منه العديد من فناني وأدباء الأقاليم وهو يشمل عدة أقسام أولها قسم المكتبات ويحتوي على مكتبة للطفل ومكتبة للشباب وثانيها قسم الثقافة العامة ومن خلاله تقام الندوات والمحاضرات بهدف تنمية ثقافة القرية بالإشتراك مع مراكز الشباب وتأتي برامجها من الفرع الرئيسي بالمنصورة لتفعيل الأنشطة بالقرى وأيضا الإهتمام بثقافة المرأة وإحياء المناسبات الخاصة بها مثل الإحتفال بيوم المرأة العالمي وعيد الأم وعمل ندوات للتعريف بأهمية المرأة في المجتمع ودورها في تنميته وثالثها قسم الهواة ووظيفته تبنى المواهب في جميع المجالات بالإشتراك مع المدارس والرواد الذين يقومون بالتردد على رواد هذا القسم من الهواة بهدف تشجيعهم علي تنمية هواياتهم ومنحهم مكافآت مادية وشهادات تقدير كنوع من التحفيز لهم علي مواصلة تنمية هواياتهم ورابع الأقسام هو نادي الأدب وهو خاص بالأدباء والشعراء وله جمعية عمومية خاصة من الأدباء والشعراء وذلك بالتنسيق مع الفرع الرئيسي بالمنصورة كما أنه يعمل على إكتشاف المواهب وتقديم الأمسيات الشعرية والأدبية وخامس الأقسام هو قسم المسرح وهو معتمد من هيئة قصور الثقافة وسادس الأقسام هو قسم الكمبيوتر ويوجد به عدد أربعة أجهزة كمبيوتر للتعليم والترفيه والعمل بهذا القصر مقسم على فترتين الفترة الصباحية وتبدأ من الساعة الثامنة والنصف حتى الساعة الثالثة والربع عصرا والفترة المسائية وتبدأ من الساعة الثالثة والربع عصرا وحتى الساعة العاشرة مساءا وعلي الرغم من موقع بيت ثقافة دكرنس الرائع بالمدينة وشكله الهندسي المتميز إلا أنه يعاني من العديد من المشاكل أولها عدم توافر الدعم المادي والمالي لتنشيط الأقسام وتفعيل الأنشطة وعدم تحديث وتطوير قسم الكمبيوتر لأهميته في نشر الثقافة الإلكترونية وعمل الصيانة اللازمة للأجهزة التي توجد به حيث أنها كثيرة الأعطال وعدم توافر عمال وأدوات النظافة اللازمة لنظافة القصر مما يجعله ملئ بالأتربة والقمامة والعنكبوت من الداخل والخارج و عدم توافر الأمن والأمان للقصر لعدم وجود شبابيك حماية من الحديد على الشبابيك القريبة للطريق مما يجعله عرضة للسطو والسرقة وفي حقيقة الأمر فإن مدينة دكرنس في حاجة ماسة إلى تفعيل دور الثقافة لما لها من أهمية في التوعية الفكرية والوطنية من أجل تنمية المهارات واكتشاف المواهب وثقافة المرأة التي لها الدور الأكبر في التنمية والتوعية والتربية في بيتها مما ينعكس على الوطن بخلق جيل جديد مثقف واع ولديه القدرة على التطور والفكر والإبداع …..
ويوجد بمدينة دكرنس أيضا فرع لكلية العلوم الإدارية التابعة لأكاديمية السادات يخدم جميع مراكز الدقهلية والمحافظات المجاورة وهذا الصرح التعليمى والتدريبى الكبير أنشأه على نفقته الخاصة المرحوم الحاج حسين حماد بتكلفة بلغت أكثر من 10 مليون جنيه على أرض ملك مدينة دكرنس مساحتها أكثر من 4000 متر مربع فى أجمل موقع بالمدينة ويصل ثمن الأرض اليوم في تلك المنطقة إلي أكثر من 40 مليون جنيه وبمعنى أكمل وأشمل أن ذلك الصرح تتعدى قيمته المادية أكثر من50 مليون جنيه حاليا إلا أن هذا الصرح ومع قيمته المادية والمالية له قيمة كبيرة أكبر بكثير وأعظم وبنظرة عاقلة مدققة أوسع وأشمل حيث أن له قيمة علمية وتعليمية وتدريبية وتثقيفية عالية وهي الهدف الذى أنشىء هذا الصرح من أجله ومع أن الأكاديمية خاصة بالدراسات العليا إلا أن هناك مطالبات الآن أن تقبل الحاصلين على الثانوية العامة والأزهرية والمحولين من الكليات الأخرى كما أنها تعد كلية العلوم الإدارية الحكومية الوحيدة بوسط الدلتا والمتخصصة فى العلوم الإدارية والصادر بشأن إنشائها القرار الجمهورى رقم 137 لسنة 1981م وجدير بالذكر أن هذا الصرح العلمي الكبير يعاني في الآونة الأخيرة من عدة مشاكل تهدد إستمراريته في أداء رسالته ويرجع ذلك إلى أن القبول به لايتبع مكتب التنسيق وأيضا فإن قيمة المصروفات السنوية للدراسة به مرتفعة نسبيا والتى تصل الى 5 آلاف جنيه سنويا وهذا المبلغ لا يتناسب مع ظروف وأحوال البيئة المحيطة والطلاب الموجودين بالمنطقة مما يؤدى إلي قلة الإقبال علي الدراسة به لذا وجب على وزارة التعليم العالى والبحث العلمى وضع أكاديمية السادات للعلوم الادارية بدكرنس فى عين الإعتبار ودخولها تنسيق الطلبة الحاصلين علي الثانوية العامة أو الأزهرية والسماح بإمكانية تحويل الطلاب إليها من جامعات أخرى يتم بها تدريس مناهج قريبة من مناهجها وأيضا خفض المصروفات السنوية للطلاب بما يتناسب مع مستوى دخل الأسر المحيطة والطلاب الموجودين بالمنطقة وأيضا قيام وزارة التنمية الإدارية المشرفة على الأكاديمية بتنظيم دورات تدريبية وتثقيفية للعاملين بالدواوين والمصالح والمديريات الخدمية والحكومية بالمحافظة من أجل رفع كفاءتهم الوظيفية وتنمية قدراتهم علي أداء وظائفهم وتعريفهم علوم ومفردات وفنون الإدارة الحديثة في كافة المجالات …..
وكانت تتميز دكرنس قبل 20 سنة تقريبا بطريق من الحدائق يبدأ من مكان فرع أكاديمية السادات وينتهى عند ملعب مركز شباب ميت رومى وكانت تحوى الكثير من النباتات النادرة على أرض مصر كانت مجلوبة من بلاد أفريقيا ولكن للأسف فإن الزحف العمرانى قد أضاع الكثير من هذه الحدائق وأتلف الكثير من الأشجار والنباتات النادرة ومن أهم وأشهر الشوارع والمناطق بمدينة دكرنس شارع العروبة وهو الشارع الرئيسي وهو يتوسط مدينة دكرنس وبه مدرسة علي مبارك الثانوية ومركز شرطة دكرنس وبنك الإسكندرية والبنك الأهلي المصري والمصرف المتحد ومكتب البريد ومسجد السادات وجمعية تحسين الصحة وجمعية النهوض بالأسرة وبعض المدارس وشركة أوتوبيس شرق الدلتا فرع دكرنس ومعمل المختبر بالإضافة إلي شارع الكورنيش ويوجد على إمتداده نادي دكرنس الرياضي ومجلس مدينة دكرنس وفرع أكاديمية السادات للعلوم الإدارية ومدخل المدينة كما يوجد به أيضا مصنع للملابس الجاهزة ومشروع مزرعة الإصلاح الزراعى لإنتاج البيض وأيضا شارع عمر بن الخطاب وبه فرع آخر للمصرف المتحد والشركة المصرية للإتصالات وفرع تي إى داتا بدكرنس وبه شركة بيع المصنوعات المصرية والعديد من المحال التجارية ومنفذ بيع منتجات الجيش الثاني الميداني وهو يمتد من الكورنيش إلي مسجد المحطة متقاطعا مع شوارع الكورنيش والعروبة وعبد السلام عارف وعبد المنعم رياض ويعد من أقدم شوارع البندر وبه أحد أقدم مساجد المركز مسجد منشية ناصر و يعتبر من أحد أهم الشوارع التجارية بالمدينة وشارع أبو بكر الصديق وبه الكنيسة القبطية وهو أحد أهم الشوارع التجارية بدكرنس وبه مركز الإطفاء الرئيسى وشارع مجلس المدينة ويوجد به المستشفى العام وحديقة مبارك للطفل وعدد من المطاعم والمحلات التجارية وشارع الجيش وبه بنك مـصـر والموقف الرئيسى للسيارات القادمة من أو المتجهة إلي موقفي عبود ومدينة السلام بالقاهرة وأيضا المتجهة إلي مدن المنصورة وشربين ومحلة دمنة والمنزلة وشارع النقراشي ويوازي شارع الجيش ويوجد به سينما دكرنس ومعمل البرج ويمتد إلي مضرب الأرز وشارع حسين حماد و ينتشر به العديد من الورش وفنيي إصلاح السيارات وعربات النقل والتي يأتي إليها الناس من كل مراكز المحافظة نظرا بكفاءة العاملين بها والمشهود اهم بذلك وحي الأشراف وهو من أقدم أحياء دكرنس …..
ومن المناطق الأثرية بدكرنس منطقة تل بلة وهو يقع بالقرب من مدينة دكرنس وهو من أهم التلال الأثرية حيث له طابع خاص وهو مكان مدينة قديمة كانت تسمي دبللة ثم حرفت إلى تبالة ثم إلي تل بلة وهي تقع على الترعة القديمة المسماة أتوينس ولها شهرة في الزمن اليوناني والروماني ويذكر أن مدينة تل بلة بمدينة دكرنس بمحافظة الدقهلية من أهم المناطق الأثرية بالمحافظة وكانت تسمى بإله الشمس الجميل عند قدماء المصريين وقد إستخرج من هذا التل قطع أثرية هامة محفوظة حالياً في المتحف المصري بالقاهرة ويقع هذا التل في إمتداد محطة القطار بحوالي مسافة 1 كيلو متر بإتجاه قرية ميت فارس ومؤخرا وفي أوائل عام 2014م إكنتشفت بعثة أثرية مصرية تعمل بتلك المنطقة الأثرية ثلاثة هياكل آدمية تعود إلى العصر المتأخر أسفل تابوت عثرت عليه وإكتشفت البعثة الأثرية أيضا بالمصطبة المشيدة من الطوب اللبن داخل المنطقة الأثرية عن مقبرتين من الحجر الجيرى على شكل تابوت الدفن ومغطيتان بألواح من الحجر الجيرى كما إكتشف بالمقبرة الأولى منهما تابوت خشبي بداخله تابوت من البرونز وبداخله مومياء مغطاة بطبقة من الكارتوناج المطلى بالذهب وعليها نصوص هيروغليفية من بينها خرطوش للملك واح إيب رع باسماتيك الأول وكان التابوتان الخشبي والبرونزي والمومياء فى حاله سيئة من الحفظ وذلك لتأثرها بإرتفاع نسبة الرطوبة المحيطة بها والتى أدت إلى تفحمها كما تم العثور على 300 تمثال من الفيانس بعضها مكسور بسبب نسبة الرطوبة العالية وعليها كتابات هيروغليفيه إلى جانب أحشاء آدمية ملفوفة بلفائف كتانية وأيضا وجد في المقبرة الثانية صندوق بداخله تماثيل بلغ عددها 286 وإعتبرت هذه المنطقة مقبرة من العصر المتأخر حيث عثر بها من قبل على آثار ترجع إلى الأسرات من الأسرة 22 حتى الأسرة 26 ومازال العمل مستمر بواسطة بعثة الآثار المصرية التي تتبع وزارة الآثار المصرية بالإشتراك مع فريق أثرى متخصص من بينهم أخصائي ترميم ومتخصصون فى دراسة العظام وخلال هذا العام 2016م تم الكشف عن خبيئة أثرية بالمنطقة وتضم الخبيئة عشرات البقايا من الآثار البرونزية المختلفة التى تؤكد تبعية مدينة رو- نفر موضع تل بله حاليا إلى مدينة منديس من خلال وجود آثار لسمكة الدولفين محيت وهي رمز المقاطعة 16 ومركزها تل الربع قرب مدينة تمي الأمديد الحالية والقريبة من مدينة دكرنس وكانت منديس هي عاصمة الإقليم السادس عشر من أقاليم مصر السفلى وكانت رو- نفر المدينة التجارية التى ينقل منها إحتياجات منديس من واردات أو صادرات إبان العصر المتأخر لوقوعها على الفرع المنديسي للنيل شمال تل الربع ومن بين مكتشفات البعثة المصرية تماثيل للإله جحوتي وأوزير والكوبرا برأس آدمية وتماثيل من البرونز للتمساح الذى كان ينشط فى فرع النيل المنديسي ……
ومن القرى الهامة التابعة لدكرنس قرية أشمون الرمان وهي من القرى القديمة الضاربة فى جذور التاريخ وتشم بها عبقه ويبلغ عدد سكان القرية حوالى 15 ألف نسمة وتقع على بعد حوالي 3 كم شرق مدينة دكرنس على الطريق الممتد من مدينة دكرنس إلى مدينة المطرية الواقعة علي بحيرة المنزلة وهي تقع على البحر الصغير والذى كان يسمى بحر أشمون والذى كان يمتد إلي مدينة المنصورة في الأزمنة الماضية وتبلغ مساحة القرية حوالي 4 كم مربع والمساحة الزراعية بها تبلغ حوالي 840 فدانا ويوجد بالقرية من المدارس مدرسة أشمون الإعدادية ومدرسة الدكتور السيد المتولى ومدرسة المستشار محمد الزغبى ومدرسة الحاج عمران ومدرسة التوحيد الخاصة ويوجد للقرية 4 مداخل كلها مشجرة من ناحية ميت السودان ومن ناحية الكرماء الجديدة ومن ناحية دكرنس ومن ناحية ميت الخولى مؤمن كما يوجد بها مقر الوحدة المحلية وتضم القرى والعزب المجاورة ووحدة صحية ولجنة للزكاة لها أنشطة خيرية متعددة في مجال مساعدة الأسر الفقيرة وتوزيع كراتين شهر رمضان المعظم ووجبات الإفطار في هذا الشهر الكريم وبها أيضا صالة للأفراح وعن تاريخ هذه القرية فقد ذكر الدكتور حامد عيسى الأستاذ بكلية التربية ببور سعيد أنه حكم مصر من أشمون الرمان أربعة ملوك وذلك من عام 398 ق.م وحتي عام 378 ق.م هم الملك نفرتيس الأول والملك أخوريس والملك بعامتيس والملك نفرتيس الثانى وكان أغلب السكان آخر العصر الفرعونى من الهكسوس الذين كانوا يعرفون بإسم البشامرة وهى كلمة قبطية معناها أبناء البحر وهم بقايا الرعاة الهكسوس الذين إنتصر عليهم الملك أحمس الأول وكانت قاعدتهم الأصلية بلدة البشمور الحالية وقد أطلق إسم أشمون الرمان عليها نسبة للإله أشمون وكان يوجد فيها معبد لهذا الإله وظل إسم أشمون عاصمة لأحد أقسام مصر حتى نهاية العصر الرومانى وحتى دخول المسلمين إليها على يد القائد الصحابي الجليل عمرو بن العاص عام 21 هجرية ويقول ياقوت الحموى الجغرافى المشهور فى كتابه معجم البلدان إن أشمون الرمان كانت مدينة عامرة فى شرق الدلتا وسميت بإسم أشمون طناح وفى عهد العثمانيين أى بعد أن فتح السلطان سليم الأول مصر عام 1517م أعيد إلى أشمون الإسم القبطى أشمون الرمان ويضيف لنا الجغرافى العربى إبن دقماق عام 809 هجرية فى كتابه الإنتصار لواسطة عقد الأمصار إن أشمون الرمان عاصمة إقليم الدقهلية كانت مدينة جميلة بها الحمامات العامة والأسواق والجوامع الفخمة والفنادق العامرة بالنزلاء مما يؤكد أنها فى الزمن الماضى كانت من أزهى وأشهر المدن المصرية ولذلك تم إختيارها لتكون عاصمة إقليم الدقهلية عام 715 هجرية ومقر لديوان الحكم وقد ظلت أشمون الرمان عاصمة شرق الدلتا حتى نهاية عصر الدولة المملوكية وقد زار أبو عبد الله إبن بطوطة محمد بن عبد الله اللواتى المغربى الأصل أشمون الرمان عام 703 هجرية ضمن رحلاته وكتب عنها فى كتابه تحفة النظار فى غرائب الأمصار صفحة 50 فقال لقد زرت مدينة أشمون الرمان وهى مدينة عتيقة كبيرة على خليج من خلجان النيل ولها قنطرة من خشب ترسو عليها المراكب فإذا كان العصر رفعت تلك القنطرة وكان يوجد بهذه المدينة قاضـى القضـاة وكانت أشمون الرمان هي خط الدفاع الأول عن مصر كلها فى العصور الوسطى الإسلامية ففى عصر الدولة الأيوبية كانت الجيوش الإسلامية تخرج من أشمون الرمان للدفاع عن مصر وقد صدت أشمون الرمان الحملة الصليبية الخامسة بقيادة جان دى برين حاكم عكا الصليبي بعد أن نزلت دمياط متجهة جنوبا للاستيلاء على مصر حيث أسرع السلطان الكامل بن الملك العادل ونزل بأشمون وإنضم إلى عساكر أخيه المعظم عيسى القادمة من سوريا فأمر السلطان بنصب الجسور عند أشمون الرمان فعبرت العساكر بحر أشمون وسلكت طريقها إلى دمياط فإضطرب الصليبيون وضاقت عليهم الأرض بما رحبت وبدأوا يفاوضون الملك الكامل أن يتركوا دمياط وبالفعل خرجوا منها عائدين إلي عكا وكان الفضل لأِشمون الرمان أيضا فى هزيمة الحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا ففى يوم الرابع من شهر جمادى الأولى عام 646 هجرية الموافق يوم 25 أغسطس عام 1248م أبحر من مياه فرنسا أسطول ضخم يزيد على 1800 سفينة تحمل ثمانين ألف من جنود فرنسا ومعهم عدتهم وعتادهم وسلاحهم وخيولهم إلى دمياط وكان الملك الصالح نجم الدين أيوب مريضا مرضا خطيرا يمنعه عن ركوب الخيل ولم يمنعه ذلك من النزول وأصدر أوامره بحشد الأسلحة والجنود إلى دمياط وبعث إلى نائبه فى القاهرة الأمير حسام الدين بن أبى على يأمره بإعداد السفن وأرسل الملك الصالح الأمير فخر الدين بن شيخ الشيوخ من أشمون الرمان للدفاع عن دمياط وأرسل الملك لويس التاسع بمجرد نزوله دمياط رسالة إلى الملك الصالح بأشمون الرمان كلها تهديد ووعيد وإغراء يقول فيها إن قابلتنا بالقتال فقد أوجبت على نفسك ورعيتك النكال وأرميتهم فى أشر الوبال يكثر فيها العويل ولانرحم عزيزا ولا ذليلا ولا تجد إلى نصركم من سبيل فسيوفنا حداد ورماحنا مداد وقلوبنا شداد ويحكم بيننا وبينكم رب العباد ولما وصلت تلك المكاتبة الوقحة إلي الملك الصالح بأشمون الرمان وهو مريض فى قصره الفخم بها رد عليه قــــائلا أما بعد فقد وصل كتابك وفهمنا لفظك وها أنا قد أتيتك بالخيل والرجال والخزائن والأموال والعساكر والأثقال والأغلال فإن كانت لك فأنت الساعى وقد أمنت الناعى وإن كانت عليك فأنت الباغى لحتفك والجادع أنفك بظلفك أولا أننا عن أرباب الحقوق وفضلات السيوف وما ترانا على حصن إلا هدمناه ولا عدم منا فارس إلا جددناه ولا طغى علينا طاغ إلا دمرناه فلو نظرت أيها المغرور حد قلوبنا لرأيت فرسانا أسنتهم وسيوفهم لا تكل وقلوبهم لاتذل ولعضضت على يدك بسن الندم ولا حرك تحريك قدم عن قدم فلا تعجبك العساكر التى بين يديك فهو يوم أوله لنا وآخره عليك وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون وكان حول الملك الصالح رجال الحاشية يشاركونه الرأى فى كل خطوة وكذلك وجد حوله السلطانة شجر الدر زوجته والوزير الأديب جمال الدين يحى بن مطروح الذى أتى إلى أشمون الرمان من الشام رأسا ومعه فرقة حربية لملاقاة الحملة الصليبية السابعة كما كان يوجد بأشمون الرمان أعظم أمراء المماليك البحرية الذين تركوا أثرا فى تاريخ مصر والشرق الإسلامى كله ومنهم الأمير عز الدين أيبك التركماني والأمير سيف الدين قطز والأمير ركن الدين بيبرس البندقدارى وفى هذه الظروف وبينما الملك الصالح يخطط مع مستشاريه لمواجهة الصليبيين إذ بالأخبار تتوافد على أشمون الرمان بأن الصليبيين قد إستولوا على دمياط وقد عبروا نهر النيل وترك أبناء دمياط مدينتهم وعادوا حفاة عراة إلى أشمون الرمان وتوفى الملك الصالح بقصره بأشمون الرمان يوم 15 من شهر شعبان عام 647 هجرية الموافق يوم 23 نوفمبر عام 1249م وسرعان ما وصل ولي عهده وإبنه توران شاه إلى أشمون الرمان من حصن كيفا في سوريا فى شهر فبراير عام 1250م بعد أن إستدعته زوجة أبيه الراحل شجر الدر والمعركة على أشدها مع الصليبيين وقد دخلت الجيوش المصرية يوم 22 مارس عام 1250م فى قتال شرس مع الصليبيين ولذلك طلب الملك لويس التاسع المفاوضات مع توران شاه تحت ضغط القتال والحصار والجوع والمرض ولـــــــكن لم تلبث القوات المصرية أن أطبقت على قوات الجيش الصليبى في يوم 6 أبريل عام 1250م وهزمتهم هزيمة ساحقة حيث فــــر ملكهم لويـــس التاسع إلى قرية ميت الخولى عبدالله قرب اشمون الرمان حيث تم القبض عليه هو وكبار قادته وقد طلب الآمان له ولأسرته فأمنه المصريون حيث نقل إلى مسكن لائق بالمنصورة وهى دار مخصصة للشيخ فخر الدين إبراهيم بن لقمان قاضي القضاة حيث نزل بها أسيرا وتم الإتفاق بعد ذلك علي خروج الصليبيين من دمياط وأن يقوم الملك لويس التاسع وكبار قادته بدفع فدية كبيرة نظير إطلاق سراحهم وسرعان ما رفرفت الأعلام المصرية على دمياط وأشمون الرمان والمنصورة والقاهرة بعد هذا النصر العظيم وقد نبغ فى أشمون الرمان الكثير من العلماء الذين أضفوا عليها أهمية كبرى منهم على سبيل المثال لا الحصر الشيخ جمال الدين الواسطى المشهور بالوجيزى وعلاوة علي ماسبق من تاريخ قرية أشمون الرمان توجد منطقة مدافن بها تبعد حوالى 3 كيلو مترات عن وسط القرية كانت في فترة حكم الرومان قصر لأحد ملوك الرومان وقد دحره المولى عز وجل وأحاله إلى تراب من نوع غريب عن المنطقة كلها وما زال حتى الآن تستخرج كنوز وقطع اثرية من موقع هذا القصر حين يتم دفن أحد الموتى هناك ويوجد بجانب هذه المقابر طريق قديم مرصوف بالحجر …..
ومن الأعلام والمشاهير الذين ينتسبون إلي دكرنس علي باشا مبارك أبو التعليم في مصر والشيخ محمد الزغبي وهو أحد مشايخ الدعوة الإسلامية والدكتور أحمد مستجير عالم الهندسة الوراثية والأيب جمال الشاعر المذيع بالتليفزيون المصري والإعلامي خيرى رمضان ونادر السيد وحسام عرفات لاعبا كرة القدم بنادي الزمالك وتوفيق عبده إسماعيل أحد الضباط الأحرار ووزير السياحة الأسبق واللواء فخر الدين خالد عبده محافظ الدقهلية وبورسعيد الأسبق واللواء سعد الشربيني أحد قيادات الشرطة ومحافظ الدقهلية الأسبق والمهندس عبد الهادى سماحة وزير الرى الأسبق والدكتور حمدى السيد نقيب الأطباء واللواء محمد إبراهيم عبدالمنعم مساعد وزير الداخلية و مدير مباحث دمياط والأقصر ومفتش الأمن العام بالإسكندرية الأسبق والمطرب إيهاب توفيق وحازم صلاح مصطفى إستشارى بمجلس الشعب وأحمد محمود أبو بكر المدير الإقليمي والعضو المنتدب لشركة أومكس الإمارات والشيخ أبو بكر الحنبلي والطيار الشهيد حمزة السحيتي والذى إستشهد في حرب الإستنزاف خلال عام 1970م …..

زر الذهاب إلى الأعلى