مقالات

معالم مصر التاريخية علي مر العصور بقلم المهندس/ طارق بدراوى ** مدينة رشيد **

سلسلة معالم مصر التاريخية علي مر العصور
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
** مدينة رشيد **
رشيد مدينة مصرية تلقب ببلد المليون نخلة وهي تقع في أقصى شمال مصر وتتبع محافظة البحيرة إدرايا والمدينة عاصمة مركز رشيد وتبلغ مساحتها 2.5 كم مربع ويحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط ومن الشرق فرع نهر النيل الذي يحمل إسم المدينة ومن الغرب خليج أبو قير ومن الجنوب تل أبو مندور وكثبان رملية وهي كذلك تبعد 60 كيلومترا شرق مدينة الإسكندرية و55 كيلومترا شمال مدينة دمنهور عاصمة محافظة البحيرة ومدينة رشيد ذات تعداد سكاني منخفض نسبيا حيث بلغ عدد سكانها حوالي 73 ألف نسمة طبقا لتعداد عام 2006م وتقع رشيد على رأس فرع رشيد أحد فرعي نهر النيل والذي سمي بإسمها وتبعد عن مدينة القاهرة مسافة 263 كيلومتر جهة الشمال وتعتبر مدينة رشيد المدينة الأولى بعد القاهرة الفاطمية التي ما زالت تحتفظ نسبيا في بعض أجزائها بطابعها المعمارى المتميز وذلك بما تحتويه من آثار إسلامية قائمة ترجع إلى العصرين المملوكي والعثماني والتي تتنوع ما بين آثار مدنية تتمثل في العديد من المنازل ودينية تتمثل في الكثير من المساجد وحربية ومنشآت خدمة إجتماعية هذا وتشتهر رشيد بحرفة صناعة اليخوت حيث يوجد في رشيد عدد 40 ورشة تصنع 1000 يخت سنويا وتصدرها للدول العربية كما تشتهر رشيد أيضا بصناعة الفسيخ ……
وعلى مر العصور فمن الناحية الجغرافية والجيولوجية أدى توغل مجرى نهر النيل داخل مياه البحر المتوسط وتراكم طبقات الطمي المترسب على الشاطئين إلى إطالة الفتحات أو المصبات حتى أن بعض المواقع على الشاطئ كانت فيما مضى أكثر تقدما وإن كانت اليوم أكثر تراجعا وقد ظل النهر يلقي بطميه في البحر منذ آلاف السنين مكونا لسان مصب فرع رشيد الذي أخذ في الإمتداد لمسافات وصلت أقصاها حتى نهاية القرن التاسع عشرالميلادى ومنذ بداية القرن العشرين الماضي بدأ خط الشاطئ في التراجع لتناقص كميات الرواسب الواصلة للمصب من طمي وخلافه وذلك كان نتيجة حتمية لإقامة منشآت تتحكم في مياه النهر كالقناطر على طول مجرى نهر النيل بداية من القناطر الخيرية مرورا بقناطر أسيوط وخزان أسوان وقناطر نجع حمادى وقناطر إسنا وإنتهاءا بالسد العالي جنوب أسوان وكذلك بسبب التوسع في إستخدام المياه في الزراعة وبعد إنشاء السد العالي وإفتتاحه إنقطعت الترسيبات تماما وزاد معدل نحر الشاطئ عن 150 مترا في السنة وبالدراسات منذ عام 1800م حتى عام 1926م نما لسان رشيد داخل البحر بمعدل 40 مترا في العام أي في خلال 126 عاما أضيفت إلى مساحة اليابسة 5 كيلومترات ومن بعد هذا التاريخ بدأت متغيرات تتطرأ على خط الشاطئ بسبب عوامل قوى الرياح والأمواج والتيارات البحرية والمد والجزر والترسيب فعوامل الترسيب أنهت وجود الجزيرة الخضراء التي كانت موجودة عند مدخل المصب والتي وصفها العديد من الرحالة فإلتحمت بالضفة الشرقية للنيل عام 1800م وأصبح اللسان ممتدا كشبه جزيرة داخل البحر وأكثر عرضة للتآكل والغمر بمعدلات تراوحت بين 30 و50 مترا في العام وبعد بناء السد العالي تسارع هذا المعدل وبالرجوع إلى خرائط الشاطئ منذ عام 1870م حتى عام 1923م سيظهر أن الشاطئ كان يبعد 2355 مترا شمال طابية رشيد وفي عام 1940م أصبح الشاطيء على بعد 1600 مترا من الطابية وفي عام 1976م أصبح الشاطئ عند موقع الطابية ذاته وتهدم جزء منها وفي عام 1980م دخل البحر بعد موقع الفنار وإنهار عدد كبير من شاليهات المصيف وفي نهاية عام 1984م أنهى البحر على كل ما تبقى من المصيف ولكن التآكل لم يمس الأراضي الزراعية البعيدة أو المساكن لأنها بعيدة عن البحر نسبيا وبحسب معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة التابع لوزارة الزراعة المصرية فإن معدل التآكل عند مصب نهر النيل بمدينة رشيد قد بلغ ذروته مقارنة بسائر الشواطئ المصرية الأخرى حيث يتآكل منه سنويا نحو 60 فدانا وقد بلغت المساحات المتآكلة من المنطقة ذاتها 733 فدانا منذ عام 1987م حتى عام 2000م ونتيجة لذلك أنشئ حائط رشيد عام 1990م لحمايتها بطول 5 كيلومترات وعموما فإن لسان رشيد قد تعرض للتآكل بفعل عمليات النحر الشاطئية كما تهالك الحزام الرملي الذى يفصل البحر عن الجزيرة الخضراء شمال مدينة رشيد وبرج مغيزل الواقعة على الضفة الأخرى والتابعة لمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ حيث ندرت الكثبان الرملية العازلة وفقدت تماسكها وإنخفض منسوبها إلى أقل من 2 متر فوق منسوب سطح البحر وإتسعت الثغرات البينية التي لا يتجاوز منسوبها منسوب سطح البحر بين الكثبان الرملية وأصبحت تشكل ممرات واسعة بين البحر والبرك الشمالية الغليون والوسطانية والشقاقي والميتة الأمر الذى يعرض المنطقة الساحلية بين البحر شمالا والجزيرة الخضراء وبرج مغيزل جنوبا والتي تمتد طوليا بموازاة الساحل بنحو 5.5 كم وعرضيا بما يتراوح بين 1.25 كم و1.5 كم للإجتياح الكامل في حال زيادة منسوب البحر بمقدار متر واحد وسوف يؤدي ذلك إلى تقهقر مصب فرع رشيد إلى قرية برج مغيزل بالإضافة إلى زيادة ملوحة المياه الجوفية جنوب اللسان ……


وتقع مدينة رشيد في نطاق إقليم مناخ البحر المتوسط ولعدة عوامل تختص بها مدينة رشيد كموقعها القريب من البحر المتوسط ووجود تكوينات رملية وكذلك نهر النيل فرع رشيد فإن ذلك يؤدي إلى مزيد من تأثير نسيم اليابس والماء وما يترتب عليه من الإختلافات في الحرارة اليومية وللموقع تأثير كذلك في المدى الحراري اليومي والفصلي والسنوي فالمدى الحراري السنوي في المدينة 7 درجات مئوية كذلك تسود الرياح الشمالية والشمالية الغربية والشمالية الشرقية في المنطقة التي تقع بها المدينة أما الرياح الجنوبية فتمثل نسبة بسيطة بالنسبة لتكرار هبوب الرياح وبشكل عام تزداد الرطوبة النسبية في شهر يوليو وأقلها في شهري مارس وسبتمبر من كل عام والأمطار فصلية موسمية في الشتاء كما هو الحال العام في كامل ربوع مصر ……
وتاريخيا كانت رشيد محافظة مستقلة وكانت بها قنصليات عامة لدول أجنبية قبل محافظة القاهرة والإسكندرية وهزمت غزوة الانجليز الأولي المعروفة بإسم حملة فريزر عام 1807م وبعدها تم إهمالها سواء أيام محمد علي باشا أو طوال فترة الإحتلال الإنجليزي لمصر وكان أهم أسباب إهمالها هو قيام محمد علي باشا بتصفية مراكز القوة بمصر لفرض سيطرته التامة على البلاد وبعد هزيمة الإنجليزعام 1807م على يد أهالى رشيد بقيادة علي بك السلانكلي خشى من ظهور مركز قوة جديد فتراجعت أهمية المدينة كثيرا ويرجع إسم مدينة رشيد إلى الإسم المصري القديم رخيت والذى أصبح رشيت في العصر القبطي وبها وجد حجر رشيد الذى تم العثور عليه وقت الحملة الفرنسية علي مصر وسمي كذلك لأنه اكتشف بتلك المدينة الواقعة على مصب فرع نهر النيل في البحر المتوسط بواسطة ضابط فرنسي في يوم 19 يوليو عام 1799م والذى تم بفضله حل رموز الكتابة المصرية القديمة ولذلك يطلق عليه مفتاح الحضارة المصرية القديمة وهو حجر من أحجار البازلت الأسود بطول متر وعرض 73 سم وبسمك 27 سم ويعود تاريخه إلى عام 196 ق.م مسجل عليه محضر تنصيب الكهنة للملك بطليموس الخامس والإعتراف به ملكا على البلاد كما يتضمن نصوصا تمجد الملك وتعدد أفضاله ومآثره وكان هذا الحجر وقت إكتشافه لغزا لغويا لأن اللغات الثلاث التي نقشت عليه وهى الهيروغليفية و الديموطيقية والإغريقية كانت وقتها من اللغات الميتة حتى جاء العالم الفرنسي جيان فرانسوا شامبليون وفسر هذه اللغات بعد دراسة دامت 23 عاما وذلك بعد مضاهاة النصوص المنقوشة علي الحجر بنصوص يونانية ونصوص هيروغليفية أخرى وكان العالم البريطاني توماس يانج قد إكتشف أن الكتابة الهيروغليفية تتكون من دلالات صوتية وأن الأسماء الملكية مكتوبة داخل أشكال بيضاوية تسمي الخراطيش وهذا الإكتشاف كان مما ساعد العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون علي فك رموز اللغة الهيروغليفية وإستطاع شامبليون فك شفرة اللغة الهيروغليفية عام 1822م لأن النص اليوناني عبارة عن 54 سطرا وسهل القراءة مما جعله يميز أسماء الحكام البطالمة المكتوبة باللغة العامية المصرية وبهذا الكشف فتح آفاق التعرف على حضارة قدماء المصريين وفك ألغازها وترجمة علومها بعد إحياء لغتهم بعد مواتها عبر القرون وأصبحت الهيروغليفية وأبجديتها تدرس لكل من يريد دراسة علوم المصريات Egyptology وهذا يدل على أن هذه اللغات كانت سائدة إبان حكم البطالمة الإغريق لمصر لأكثر من 150 عاما وكانت الهيروغليفية هي اللغة الدينية المقدسة والمتداولة في المعابد واللغة الديموطيقية كانت هي لغة الكتابة الشعبية أو اللغة العامية المصرية واليونانية القديمة كانت هي لغة الحكام الإغريق ولذلك كتب علي الحجر بتلك اللغة لكي يفهمه حكام البلاد حينذاك والحجر موجود الآن بالمتحف البريطاني بلندن ……
ومن الآثار المملوكية الموجودة بمدينة رشيد قلعة قايتباى وتقع على الشاطىء الغربي للنيل وأنشأها السلطان قايتباى سنة 901 هجرية وهي عبارة عن بناء مستقل طوله 60 مترا وعرضه 50 مترا وسمك أسواره 4.5 متر وهى تشبه الحصن في بنائها المربع وأبراجها الأربعة المستديرة وتشبه إلي حد كبير القلعة التي بناها السلطان قايتباى أيضا بشبه جزيرة فاروس بالإسكندرية ويحيط بهذه الأبراج خنادق ما زالت آثارها موجودة حتى الآن وعثر بها على حجر رشيد الذى تكلمنا عنه في الفقرة السابقة كما توجد بالمدينة مجموعة من المساجد الأثرية منها مسجد زغلول والذى أنشىء عام 985 هجرية الموافق عام 1577م في عهد أحد أمراء المماليك وإسمه زغلول وهو مملوك السيد هارون أحد أمراء القرن السابع عشر الميلادي وبه 244 عامود من الجرانيت وسقفه على شكل قباب صغيرة على الطراز العثمانى ومن هذا المسجد صدرت إشارة البدء للمقاومة الشعبية ضد حملة فريزر والذي إنتقم من أهالي المدينة بتحطيم إحدى مئذنتيه وعلي مقربة منه يوجد مسجد أبو الريش الذي يقع بالقرب من بوابة أبو الريش شمال رشيد ويرتفع عن الأرض بحوالي متر وله مئذنة وواجهة مميزة ……
ومن المساجد الأثرية أيضا في مدينة رشيد مسجد أبو مندور ويقع على شبه جزيرة تسمى تل أبو مندور وهى ربوة عالية على نيل رشيد ويعرف المسجد بإسم العارف بالله أبو النضر وهو من كربلاء من نسل على بن أبى طالب كرم الله وجهه والمسجد يرتفع سقفه الغربي على أربعة أعمدة من الرخام الأبيض المزخرف وقاعدته منقوشة بنقوش إسلامية وللمسجد ست شبابيك وعلى يسار الداخل من الباب البحري يوجد قبر صاحب المسجد ويوجد بالمدينة أيضا مسجد العباسي وأنشأه محمد بك طبوزاده عام 1224هجرية ويقع على شاطىء النيل جنوب رشيد وهو مبنى بالطوب المزركش وله مئذنة بجوارها قبة رائعة الجمال ومسجد دومقسيس وقد أنشأ هذا المسجد صالح أغا دومقسيس فى عام 1116 هجرية الموافق عام 1704م ويقع فى وسط مدينة رشيد وهو من المساجد المعلقة أى المشيدة مرتفعة عن منسوب الطريق ويصعد إليه ببضع درجات ويشغل الدور الأرضى حواصل ودكاكين يعلوها المسجد مما يجعله منفردا بتلك الميزة عن بقية مساجد هذه المدينة وهو مبنى على رقعة مستطيلة ويوجد على إمتداد جدار الجانب البحرى منه شرفة خشبية مسقوفة محمولة على كوابيل ترتكز بأطرافها على أعمدة حجرية وتنثنى هذه الشرفة إلى أن تتصل بدرج السلم الموصل للمدخل الرئيسي والمسجد مسقوف بسقف خشبى بسيط محمول على صفين من العقود المرتكزة على أعمدة رخامية وأهم ما يتميز به هذا المسجد محرابه المكسو بترابيع من القيشانى المزخرف الجميل ووزرة جدار القبلة المكونة من ترابيع من الرخام الأبيض عليها كتابات مختلفة الخطوط وترابيع أخرى من القيشانى المزخرف وإلى جوار المحراب منبر خشبى دقيق الصنع وتقع المنارة فى منتصف الواجهة البحرية وهى مثمنة حتى دورة المؤذن وتحليها زخارف وتقاسيم جصية تتخللها ترابيع من القيشانى الملون وتتكون دورة المؤذن هذه من مقرنصات متعددة الحطات ويبرز منها عمود أسطوانى محلى سطحه بقنوات رأسية وينتهى من أعلى بالخوذة وهذا الطراز من المنارات هو الشائع فى كل من رشيد ودمياط وفى مدن الوجه البحرى عموما …..
وبالإضافة إلي تلك المساجد توجد مساجد أخرى منها مسجد سيدي على المحلى وهو ثاني مساجد رشيد إتساعا بعد مسجد زغلول ويمتاز ضريحه بأنه مبطن بالقيشاني الملون والخشب المخروط بأشكال متعددة ويقوم على 99 عمود مختلفة الأشكال وله 6 أبواب ويضم مكتبة زاخرة بالكتب الإسلامية والمخطوطات وينسب هذا المسجد إلى السيد على المحلى الذي توفى برشيد ودفن بها ومسجد العرابي الذى تم بناؤه عام 1219 هجرية الموافق عام 1804م ويقع على رأس شارع دهليز الملك وهو الشارع الذي كانت توجد على جانبيه مساكن الأمراء والمماليك في عصر محمد علي باشا وللمسجد بابان أحدهما غربي والآخر بحري ويرتفع المسجد على 14 عمودا وله مئذنة عالية مميزة من العصرالمملوكي …..
ومن المعالم الأثرية الأخرى المتواجدة في مدينة رشيد طاحونة أبو شاهين والتي تم تشييدها في القرن الثالث عشر الهجري الموافق القرن التاسع عشر الميلادي والتي بناها عثمان أغا الطوبجى وقد خصصت لطحن الغلال وكانت تدار بواسطة الدواب وهى طاحونة مزدوجة لها تروس خشبية وحمام عزوز وكان أول ظهور لتلك النوعية من الحمامات في العصر الروماني وأخذها المصريون عنهم وكانت مخصصة لعمل حمامات البخار والتدليك ومعالجة بعض الأمراض مثل الروماتيزم وهـو من أبرز معالمها الأثريـة وقـد أنـشئ فـي أواخر القرن الثانـي عشـر الهجـري وظل يؤدي مهمته حتى منتصف الخمسينيات من القرن العشرين الماضي وكان مخصصا للنساء يومي الإثنين والجمعة من كل أسبوع وباقي أيام الأسبوع كانت للرجال ويتكون من مجموعتين الأولى للإستقبال حيث كان يجلس المعلم بمقصورته الخشبية التي تتوسطها نافورة من الرخام والسقف عبارة عن شخشيخة مصممة هندسيا من الخشب أما المجموعة الثانية فأرضيتها من الرخام وتتوسطها نافورة من الرخام والقيشاني وحولها جمرات المغطس والإستحمام والسقف عبارة عن قباب تتخللها أطباق زجاجية مختلفة الألوان للإنارة ……
كما توجد بمدينة رشيد محموعة من المنازل الأثرية منها منزل عرب كلى والذى يسمي حاليا متحف رشيد وهو من أشهر منازل رشيد وأكبرها وعرف بمنشأة عرب كلى الذي كان محافظا لرشيد أثناء حملة فريزر على مصر وقد شيد المنزل في القرن الثامن عشر الميلادى ويتكون من 3 طوابق تبرز خصائص العمارة والفنون الإسلامية في هذه الفترة والطابق الأرضي مخصص لبيع الهدايا والنماذج الأثرية ذات الطابع الخاص برشيد مثل المقتنيات والنماذج التي تبرز كفاح شعب رشيد والمعارك التي خاضها ضد المستعمر الفرنسي والإنجليزي وتتضمن نماذج وصور للمعارك وللحياة الأسرية في رشيد والصناعات الحرفية الشعبية ومخطوطات وأدوات للحياة اليومية والطابق الأول يعرض نموذج لحجر رشيد وصور ونموذج لقلعة رشيد وتماثيل ولوحات لشخصيات مهمة ومجموعة من البنادق والسيوف والطابق الثاني يشتمل على مجموعة من الآثار الإسلامية المكتشفة بمدينة رشيد منها أوان فخارية وعملات إسلامية …..
وإلي جانب منزل عرب كلي أو متحف رشيد توجد منازل أثرية أخرى منها منزل غانم ومنزل كوهية والذى تم تشييده في النصف الأول من القرن الثاني عشر الهجري ومنزل علوان والذى شهد إجتماع أحمد عرابي باشا بعلوان بك أكبر تجار مدينة رشيد بعد أن تولى عرابي باشا نظارة الحربية عام 1881م وذلك بالإضافة إلى العديد من المنازل الأخرى منها منزل المناديلى ومنزل القناديلى ومنزل ثابت ومنزل محارم ومنزل الجمل ومنزل الأمصيلى الذى بناه عثمان أغا الطوبجى عام 1213م وهو أحد قواد الجيش العثمانى فى رشيد ومن بعده أحمد الأماصيلى والذى ينتسب إلى مدينة أماسيا بتركيا وهو نموذج رائع للعمارة الإسلامية التي تمتاز بنجارتها المطعمة بالصدف وسن الفيل والمنقوشة بالنقوش العربية البديعة ويرجع للعصر العثماني ويرجع تاريخه إلى عام 1223هجرية الموافق عام 1808م وللمنزل واجهتان رئيسيتان تطلان على الشارع وهما الشمالية والغربية أما الشرقية فملاصقة لمنزل حسيبة غزال والجنوبية ملاصقة لجار والواجهة الشمالية هى الواجهة الرئيسية للمنزل وتتكون من ثلاثة مستويات أو طوابق الطابق الأرضى منها يوجد بمنتصفه المدخل الرئيسى للمنزل وهو عبارة عن مدخل تذكارى بارز وهو عبارة عن فتحة مستطيلة غائرة يكتنفه مكسلتان يزخرف زاوية كل منهما عمود خشبى شبه حلزونى مزخرف بتهشيرات زجزاجية بالحفر البارز وله تاج وقاعدة وعلى عضادتى المكسلتين زخارف فخارية داخل إطار مربع اليمنى منها الغربية عبارة عن طبق نجمى مشع واليسرى الشرقية عبارة عن كتابات بالخط الكوفى عبارة عن كلمة لا إله إلا الله ويغلق على المدخل باب خشبى ذو خوخة مدعم بالمسامير ذات رؤوس وصفائح حديدية فى أعلى الأركان وهذا الباب من الداخل به مجموعة من المزاليق الخشبية الأفقية والرأسية لغلق الباب ويؤدى المدخل الشمالى الرئيسى للمنزل إلى دركاة المدخل وهى مستطيلة الشكل وعلى يمين الداخل توجد نافذة مستطيلة الشكل مقسمة رأسيا إلى قطاعين متماثلين من الخرط الخشبى المتعدد الأشكال وأفقيا إلى أربعة مستويات السفلى مستطيل يشغله خوختان بهما الخرط المعقلى القائم ويعلوه مستوى ثانٍ وفيه مربعان واحد فى كل قطاع بهما الخرط المعقلى القائم وكذلك أشكال على هيئة الصلبان المعقوفة ويعلوه شكل مستطيل به خرط صهريجى قائم ذو تقاطعات حلزونية وفى المستوى الثالث مستطيل فيه شكل مصبعات قوائم معقولة أما المستوى الرابع فهو على هيئة عقد منكسر يشغله خرط صهريجى قائم ومعقود أيضا وعلى يسار الداخل نجد فتحة باب مستطيلة عليها مصراع باب خشبية يليها باب صغير يؤدى إلى خزينة صغيرة أسفل السلم وفى صدر الداخل نجد باب يؤدى إلى دورقاعة وسطى وهى مستطيلة الشكل ومن الجنوب الشرقى مدخل يؤدى إلى الإسطبل يليها فى الجنوب دكة خشبية تدور إلى الجدار الغربى ويعلوها من الغرب نافذتان مستطيلتان يغلق عليهما مصاريع زجاجية تجلس على خورنقات زخرفية تعلو ظهر الأريكة وأهم ما يلاحظ على هاتين النافذتين هو وجود العقد ذو الأكتاف المعروف بإسم عقد بورصة والذى يرجع أقدم مثال له فى القرن الرابع عشر الميلادى وفى الجدار الشمالى لهذه الدورقاعة مدخل كبير من ثلاثة عقود شبه مدببة ترتكز من الداخل على عمودين من الرخام ذات طراز أيونى ويغلق عليهم حجاب ساتر من خشب الخرط مقسم إلى ثلاثة قطاعات رأسية الأوسط منهم يشغله باب الدخول للحجرة ويغلق عليه مصراعان من الخشب مزخرفان بشكل المفروكة مستطيلة الشكل أما الطابقان العلويان فيشملان غرف النوم وباقي خدمات المنزل …..

زر الذهاب إلى الأعلى