مقالات

معالم مصر التاريخية علي مر العصور بقلم المهندس/ طارق بدراوى ** مدينة أبو قرقاص **

سلسلة معالم مصر التاريخية علي مر العصور
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
** مدينة أبو قرقاص **
مدينة أبو قرقاص هي إحدى مدن مركز أبو قرقاص الواقع بمحافظة المنيا المصرية وتقع إلى الجنوب من مدينة المنيا والتي تسمي عروس الصعيد بين كل من مركز المنيا شمالا ومركز ملوي جنوبا كما يعد مركز أبوقرقاص من أهم المراكز الموجودة بمحافظة المنيا وتشتهر مدينة أبو قرقاص بزراعة كل من قصب وبنجر السكر ولهما مكانه مميزة على مستوى المحاصيل الزراعية في مصر خصوصا أن نسبة السكر فى تلك المحاصيل مرتفعة وتقوم عليهما صناعة السكر بالمدينة حيث تتميز المدينة بوجود مصانع للسكر بها تعد من أهم مجمعات صناعة السكر في مصر ويعمل بها الكثير من أهل البلدة والبلدان المجاورة ومن الناحية الإجتماعية فقد إختار المجلس القومي للأمومة والطفولة المصري بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ومنظمة اليونيسيف قرية أبو قرقاص البلد التابعة لمركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا التي تقع علي بعد حوالي 300 كيلو متر جنوب القاهرة والواقعة جنوبه بمسافة 25 كم لإعلانها قرية خالية من ختان الإناث وذلك من خلال توقيع بعض السكان فيها على وثيقة تنادي بمناهضة عادة ختان الإناث في يوم 1 ديسمبر عام 2005م وتلزم الوثيقة أهالي القرية بالإلتزام بها ….. …..
وأهم المعالم الأثرية التي توجد في أبو قرقاص آثار بني حسن وهى على الضفة الشرقية من النيل مقابلة لقرية أبوقرقاص البلد وبها عدد 39 مقبرة من عهد الملك إخناتون محفوره في أحجار الجبل الجيرية وتحوى الكثير من النقوش والرسومات التي تسجل أنشطة الحياة اليومية خلال الدولة الوسطى وتلك المقابر لأشراف وحكام مدينة حبنو من عصر الدولة الفرعونية الوسطى ولذلك فهي تسمي مقابر بني حسن الأشراف وأهمها مقبرة الأمير أمنمحات حاكم إقليم المنيا في عصر الدولة الوسطي وتحديدا في عصر الملك سنوسرت الأول ولها فناء خارجي لزوم الراحة لزوار المقبرة وتقديم القرابين للمتوفي وهي صالة بها عمودان مثمنان وفي جانبها الغربي مدخل يؤدى إلي صالة الأعمدة وهي صالة مربعة الشكل تقريبا بها أربعة أعمدة مضاعفة التثمين وعلي جدران المقبرة مناظر مختلفة للمتوفي في حياته اليومية وفي الحائط الغربي للمقبرة مدخل يؤدى إلي المقصورة وهي ذات مساحة صغيرة وعلي جوانبها مناظر مختلفة كما توجد إلي جانبها عدة مقابرأخرى قريبة الشبه من المقبرة السابقة منها مقبرة خنوم حتب ومقبرة باكت ومقبرة خيتى وكلها لرجال من كبار الموظفين والقريبين من دوائر الحكم في ذلك الوقت وقد رسمت على جدرانها جميعا مناظر توضح عمليات صيد الأسماك والحيوانات وصناعة النسيج والمشغولات الذهبية ومحاصرة وصيد الطيور والسفر والحروب كما توجد رسومات توضيحية رائعة على الواجهة لمختلف أنواع الرياضة المعروفة حينذاك كالمصارعة وغيرها ولذا فهي تعد سجلا كاملا للحياة اليومية فى عصر الدولة الوسطى من التاريخ الفرعونى وجدير بالذكر أن رحلة زيارة تلك المقابر تعد رحلة ممتعة جدا حيث الطبيعة هناك جميله جدا فمن يقف في منطقة الآثار تلك يرى سفح الجبل أسفله ثم مناطق صحراوية تتخللها أراضى زراعية خصبة ثم خلفها نهر النيل وترى على ضفته الأخرى المزارع الخضراء ممتدة إلى نهايه البصر ……
ومن الأماكن السياحية في مدينة أبو قرقاص منطقة إسطبل عنتر وترجع تسمية المنطقة بإسطبل عنتر إلى رواية مفادها أن الفارس العربي الشهير عنتر بن شداد قدم إلى المنيا وأقام فيها بعض الوقت وأقام إسطبلا لخيوله مما جعل الناس تطلق عليها إسم إسطبل عنتر وعرفت بهذا الإسم من يومها وحتى الآن وتقع تلك المنطقة تحديدا فى البر الشرقى أمام مركز أبو قرقاص بالمنيا وجنوب مقابر بنى حسن الشهيرة بعدة كيلو مترات ويوجد بها إلي جانب المقابر معبد منحوت في الضخر للآلهة باخت والتى شبهها الإغريق بإلهتهم أرتيميس ولذلك سميت المنطقة بكهف أرتيميس والمعبد أقامته الملكة حتشبسوت ولم يكتمل بناؤه في عهدها وأكمله تحتمس الثالث حيث كان به بهو يستند سقفه على صفين من الأعمدة بكل منها أربعة أعمدة ولم يتبق منها سوى ثلاثة والحجرة الداخلية مساحتها 21 قدما مربعا وترجع أهمية المعبد إلى النقش الموجود على واجهته الأمامية للملكة حتشبسوت والتى تشير فيه إلى التخريب الذى قام به الهكسوس في مصر أثناء حكمهم لمصر وماقامت به من إصلاحات بسبب هذا التخريب وهذا يعد أقرب تسجيل معاصر حصلنا عليه لأحوال البلاد فى هذه الفترة كما يوجد فى المنطقة كهف يحمل إسم إسكندر الثانى وهو إبن الإسكندر الأكبر وجبانات ترجع إلى العصر المتأخر وكذلك جبانة للقطط .

المهندس طارق بدراوي شهاب الدين

زر الذهاب إلى الأعلى